أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - استدعاء سيفى على ومعاوية















المزيد.....

استدعاء سيفى على ومعاوية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4584 - 2014 / 9 / 24 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعيش نحن شعوب هذه المنطقة من العالم ( منطقة الشرق الأوسط ) تحت وطأة لحظة راهنة تتغير فيها ظروف دولية وتتبدل فيها أشكال الصراع الدولى وتتطور أطرافه المختلفة وكل ذلك يجرى بإيقاعات متسارعة أهم مفرداتها تتمثل فى نهوض قوى دولية جديدة على أسس أقتصاديةتظهر كقوى دولية على المسرح السياسى العالمى فى مواجهة قطب لم يكن قد لبث ان بدأ يدشن منذ التسعينيات من القرن الماضى فقط نفسه كقطب وحيد لنظام عالمى جديد بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وانهيار ماسمى بالمنظومة الإشتراكية الدولية وسقوط انظمة دولها بالمواكبة مع سقوط سور برلين وسط تهليل انصاره من الفلاسفة بإعلان نهاية التاريخ وانتصار دول المركز الرأسمالى الدولى وإعلان ( النيوليبرالية ) كطريق وحيد لمسيرة الإقتصاد العالمى وبدء العمل على دمج المزيد من اقتصاديات دول العالم فى السوق الرأسمالى التى تسيطر عليه وتنظمه المؤسسات المالية الدولية التى تعمل كمدير تنفيذى للنظام الرأسمالى العالمى تحت بند إعادة التكيف الهيكلى التى استهدفت دمج دول أوربا الشرقية وبقية دول العالم فى المنظومة الإقتصادية التابعة للمركز الرأسمالى العالمى وتحت مسمى العولمة
وسرعان ما تغير العالم حولنا وبدأت دول المركز الرأسمالى العالمى تخوض صراعها الجديد من أجل محاصرة تلك القوى الناهضة فى الشرق ( الصين - وروسيا وبدايات التعاون الاسترتيجى بينهما ) ومقاومة محاولات نهوض دول أخرى كباقى دول البريكس ( البرازيل - الهند - جنوب أفريقيا ) وكذلك تلك الخطوات الإستقلالية التى بدأت تنبعث بين دول أمريكا الجنوبية .. وهو مايهدد - إذا ماسارت عملية نهوض باقى دول العالم على نفس الوتيرة - بأن يكون هذا القرن هو القرن الذى سيشهد قبل انتهائه أفول الهيمنة الأمريكية على العالم وظهور نظام دولى جديد بأقطاب جديدة وعولمة جديدة ،
وفى ظنى - كشخص فقير الى المزيد من العلم والمعرفة - ان مستقبل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط ستحدد على نحو كبير وحاسم إمكانات إنهاء عصر الهيمنة الأمريكية بل وإعادة تشكل النظام الدولى - إذا مانهضت شعوب ودول المنطقة نهوضا حقيقيا يتضمن تفكيك التبعية للمركز الرأسمالى العالمى بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والتى لم يعد أمامها إلا العمل فى إطالة أمد هذه الهيمنة عبر إعادة ترتيب تلك المنطقة من العالم وخلق واقع جيواسترتيجى جديد - تستلزمة مستحدثات اللحظة الإستعمارية - ليكرس للمصالح الاسترتيجية لدول المركز الرأسمالى بمافى ذلك إعادة تقسيم الأنصبة فى نهب ثروات المنطقة على نحو يكرس الصدارة الأمريكية لدول المركز الرأسمالى ، ويضمن من ناحية أخرى الإنطلاق من مرتكزات استراتيجية جديدة بعد إعادة ترسيم هذه المنطقة سياسيا وتأسيس روابط تحالف بين ماهو عربى من كيانات ستنبثق عن عملية التفكيك ثم اعادة الترتيب والتقسيم وماهو غير عربى من كيانات اقليمية ( تركيا - ايران - اسرائيل ) بالإضافة الى ماقد يبثق من كيانات ىصغيرة لها امتداداتها العرقية أو الدينية أو المصلحية بهذه الدول الثلاث ..
وستكون باكستان وأفغانستان مرشحتان للإلحاق الفورى بتلك الجبهة الشرقية التى ستضمن - من زاوية النظر الإسترتيجية الأمريكية - خنق وحصار الناهضون فى الشرق مثل الصين وكذا خنق محاولات النهوض الناشئة فى الهند ودول شرق آسيا
وكذلك المساعدة فى ربط الأسواق الإقتصادية الصاعدة فى فيتنام وتايلاند وماليزيا وسانغفورة باقتصاديات دول المركز ووئد محاولات استقلال هذه الأسواق ..
مع العلم بأن وضع كوريا الجنوبية هو وضع خاص ومعقد وغير مرشح للإستقلال عن التبعية للمركز الرأسمالى على مدى قريب على الأقل
أيضا فإن هذه المنطقة ستظل مصرفا أساسيا لتصريف ماينشأ من تناقضات بين هذه الأسواق وبين دول المركز الرأسمالى وكذا التناقضات الثانوية والإشكالات التى تظهر فى دول المركز الرأسمالى ذاتها وبينها وبين بعضها ،
هذه قراءة قد تحمل الصواب المعرض للخطأ والخطأ الذى قد يثبت عدم خطأه ، وهناك قراءت أخرى قد تحمل فى جانبها عناصر الصواب بشكل أفضل أو عناصر الخطأ على نحو يمكن تصويبه .. لكنها فى النهاية قراءات تحمل طابع الإجتهاد والجدل والتفاعل مع مايجرى على أرض الواقع حولنا من أحداث وتتطورات يجرى ربطها بمايجرى من تطورات فى المحيط الأقليمى أو الداخل المحلى ..
وعلى كل الأحوال ففى تعدد القراءات وتعدد زوايا النظر فائدة طالما ان هذا التعدد فى القراءات والرؤى يجرى إنطلاقا من أرضية التحليل الموضوعى الذى يستند على أدوات علمية من نتاج عصرنا ووليدة تطور الخبرات الإنسانية على مر التاريخ ..

أقول هذا فى الوقت الذى يأتى بعضنا - للأسف فى ألفيتنا الثانية - ليقرأهذه التطورات وتأثيراتها على منطقتنا قراءة تجعلنا نعيش الكوميديا السوداء بحذافيرها ..
، ومحزن جدا - ومضحك أيضا إلى حد البكاء - أن تكون قراءة البعض فى عالمنا العربى للحظة الراهنة على أساس انها الفرصة التاريخية السانحة لخوض جولة فاصلة وحاسمة من معركة اتباع على بن أبى طالب مع اتباع معاوية بن أبى سفيان وحسمها الآن !!!

تلك المعركة التى كانت فى حد ذاتها إرتدادا تاريخيا للخلف حيث انها مورست كإمتداد لمعارك الجاهلية القبلية العربية القديمة ..

وعلى ذلك من المحزن جدا ان نجد البعض من اخواننا فى الوطن وعالمنا العربى والإقليمى المحيط مازالو فى غيبوبتهم الفكرية التاريخية يعدون الآن مااستطاعوا من قوة ومن رباط الخيل والجمال والدروع والسيوف - التى فى عقولهم هم فقط - من أجل خوض تلك المعركة ، ولامانع من اختراع معارك جديدة للحسبة ضد المرتدين ومعارك للجزية ضد معتنقى الديانات والعقائد الأخرى ... وهكذا ..

وللأسف فإن هذه المعارك لن يحترقوا هم فقط بنيرانها بقدر ماستحترق بتلك النيران شعوب المنطقة العربية وأقليم الشرق الأوسط بكامله ( وأظننا الآن قد بدأنا نعانى تداعيات بدء الحريق ) كمنطقة خطط لها منذ مايقرب من عقد من الزمان لإن تدخل فى فوضى الحروب الطائفية والعرقية العارمة بهدف إحداث ماسبق الحديث عنه فى أسطر سابقة من عمليات التفكيك وإعادة الترتيب والتقسيم على أسس جديدة تضمن مصالح الإستعمار العالمى فى نسخته المتجددة والتى تجاوزت نسخته القديمة التى كانت قد انجزت ( سان ريمو ، وسايكس بيكو ) وليس أفضل - لديهم - من توظيف ابناء تلك المنطقة وفقا لتلك الأدمغة البالية المتوقفة عند ذهنية زمن معاوية بن أبى سفيان ، وعلى بن أبىطالب واتباعهما اللذين كانوا قد توقفوا بدورهم عند ذهنيةداحس والغبراء ، والباسوس وغيرها من صراعات ومعارك الخيمة البدوية القبلية العربية

أن تردد بعض كتابات بعض العرب اليوم مقولات مثل أن ظهور داعش هو رد فعل لإخفاق التيار السنى ( الأقل تطرفا من داعش !! ) فى قيادة ماأطلق عليه ( ثورات الربيع العربى ) ، أو أن داعش قامت كمظلومية سنية ثورية فى مواجهة هيمنة الشيعة على العراق والشام ووصول المد الشيعى ليحيط بدول الخليج العربى من جنوبه وشرقه ..
ذلك هو منطق التفكير الطائفى التى تروج له أدمغة بالية لأهل منطقة لايدركون ان لها أهميتها وموقعها ومكانتها الإستراتيجية الكبرى بالنسبة للعالم ...

ألم يكن نزار قبانى على حق حين ردد فى قصيدته الشهيرة ( هوامش على دفتر النكسة )

( لبسنا قشرة الحضارة ، والروح جاهلية )



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة المحامية والمناضلة ماجده رشوان للتضامن مع فلاحى سراندو
- سيدى الرئيس .. إحترس
- فى ذكرى خميس والبقرى
- فى حضرة خميس والبقر
- الحرب الأمريكية على داعش ليست لوجه الحضارة والإنسانية
- على الشريف
- على هامش نيران غزة
- السيسى على خطى بطرس غالى ونظيف
- قطع مع الآمال المفرطة
- إستراتيجية جديدة لإعادة إنتاج النوع .... قراءة فى رواية ( حس ...
- لماذا سقط حمدين صباحى
- حادثة سقوط أحد أصدقائى (( الثوريين ))
- مع الإحترام للصمت الإنتخابى
- محاولة جديدة لضبط الرؤى
- إعادة ضبط ذاتى لزوايا الرؤيا
- بااعتبارى من الهنود الحمر ..(( 4- قصائد غير معروفة لشاعر ساب ...
- الرائع عبد المجيد الدويل
- ملاحظات على خطاب السيد حمدين صباحى
- للسندريلا حكايه تانيه .. (( 3- قصائد غير معروفة .. لشاعر ساب ...
- وحتى ( السلميين ) منها ... ياسيد حمدين


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - استدعاء سيفى على ومعاوية