أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين















المزيد.....

أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 11:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قد يبدو عنوان المقال صادمًا أو غير متوقع ، ولكن هذا ما حدث بالضبط ، أما السبب فيرجع إلى أنّ أينشتاين صرّح لإحدى الصحف بتصريح قال فيه أنه ((يؤمن بأنّ التكسب من تدريس الفيزياء هو عمل لا أخلاقى ، وأنه من الأكرم لعالم الفيزياء أنْ يعول نفسه بعمل يدوى بسيط ويمارس الفيزياء فى أوقات فراغه)) ثم كرّر نفس المعنى عندما زار أميركا ، وفى هذه المرة قال أنه ((كان يُـفضّـل أنْ يعمل سباكـًا)) فلما قرأ أعضاء نقابة السباكين تصريح أينشتاين قرّروا منحه عضويتها الفخرية (كارل ساجان- فى كتابه رومانسية العلم- ترجمة د. أيمن توفيق- مكتبة الأسرة- عام 2010- ص45)
العالم الكبير (كارل ساجان) الذى خصّص فصلا فى كتابه المذكور عن حياة العالم أينشتاين، وذكر فيه المعلومة الخاصة بمنحه عضوية نقابة السباكين الفخرية ، لفتَ نظرى إلى حقيقة قد تكون ساطعة سطوع شمس شهر بؤونه، ومع ذلك لا يتوقف كثيرون أمامها ، تلك الحقيقة هى أنّ أينشتاين العالم الفيزيائى الشهير، وصاحب نظرية النسبية ، والذى أثبت فى أبحاثه الأولى عندما كان شابًا ، أنّ الضوء له صفة الجُسيمات بجانب صفة الموجات ، وصاحب المعادلة الشهيرة : الطاقة = الكتلة × مربع السرعة. وهذه المعادلة تعبير عن تحول المادة إلى طاقة وبالعكس ، إلى آخر اسهاماته فى مجال العلوم الطبيعية ، هذا العالم الكبير يؤمن بأنّ ((التكسب من العلم عمل لا أخلاقى)) وعندما قرأتُ ذلك التصريح ، وُلد سؤال عفوى فى التو واللحظة وكأنه كان بذرة مدفونة فى رأسى ، وحان وقت ولادتها ، كان السؤال : إذا كان التكسب من العلوم الطبيعية عمل لا أخلاقى ، فكيف سمح الحاخامات والقساوسة والشيوخ سلالة الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) لأنفسهم وضمائرهم المُـتاجرة بالنصوص التى لا دور لهم فى انتاجها ؟ لأنّ دورهم لا يزيد عن ترديد ما جاء فى تلك النصوص بغض النظر عن محتواها (التفرقة بين المرأة والرجل ، التفرقة بين البشر- عبيد وأحرار الخ) وهكذا وجّه أينشتاين صفعة لكل المُـتاجرين بنصوص الديانة العبرية ، وأثبتَ أنّ العلماء فى مجالات العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية ، أرفع شأنـًا وأكثر نبلا من كل الحاخامات والقساوسة والشيوخ.
ويجب ربط موقف أينشتاين (1879- 1955) الأخلاقى فى عدم التكسب من العلوم الطبيعية بمواقفه السياسية، إذْ عندما أدرك تنامى الشعور بالنزعة العرقية المتعصبة للجنس الآرى، تنازل عن جنسيته الألمانية عام 1896 أى وهو شاب لم يبلغ العشرين من عمره ، كما تنازل عن كافة المستندات الرسمية حتى لا يلتحق بالجيش الألمانى (وذلك قبل استفحال دور الحزب النازى وغزوه لأوروبا) وبعد أنْ نال جائزة نوبل عام 1921 كان من أشد أنصار دعاة السلام. وعندما أيّد علماء ألمان النازية واحتلال بعض الدول الأوروبية ، اعترض أينشتاين على الحرب علانية ووصفها بأنها (وباء حط على البشرية) ولم يحمه من السجن إلاّ جنسيته السويسرية ، بينما تمّ اعتقال الفيلسوف الإنجليزى برتراند رسل عندما اجتاح الجيش الألمانى بريطانيا.
ونظرًا لموف أينشتاين المبدئى ضد النازية وضد الغزو، فإنّ الحكم النازى نظم حملة دعائية وأنفق عليها ببذخ ضد أينشتاين ، وتواكب مع ذلك عقد عدة اجتماعات ومحاضرات كلها تدور حول (العداء للسامية) من منطلق الحملة التى روّج لها هتلر ضد اليهود. ووصل الهوس النازى ضد أينشتاين لدرجة تنظيم حملات مسعورة فى مدينة برلين وغيرها من المدن الألمانية ، ضد نظرية النسبية (وهنا يبرز خطر مزج السياسة بالعلم) ولكن أينشتاين لم يرتعب من تلك الحملة ودافع عن نظريته ولم يتراجع ، بل ذهب إلى المحاكم الألمانية ودافع عن زملائه الذين يُـحاكمون بسب آرائهم السياسية. كما طالب بالعفو عن المسجونين السياسيين فى ألمانيا.
نظرًا لكل تلك المواقف المبدئية ضد النازية ، أشعل النازيون من الشباب المُـتعصبين لهتلر ولحزب النازى، النار فى أبحاث أينشتاين العلمية مع كتب أخرى من وضع مؤلفين آخرين كانوا يُـعادون النازية والفاشية. وتبعتْ تلك الحملة حملة أخرى لتشويه كل المُـنتج العلمى لأبحاث ونظريات أينشتاين ، ووصل الهوس النازى لدرجة تسخير أحد علماء الفيزياء (فيليب لينارد) فوصف نظريات أينشتاين ((بالنظريات الفاسدة والروح الآسيوية فى العالم)) وأضاف أنّ ((الفوهور(هتلر) قضى على تلك الروح فى السياسة والاقتصاد القومى ، تلك السياسة المُسماة ماركسية. إلاّ أنه فى العلوم الطبيعية (بتأثير من أينشتاين) لا تزال تلك الروح مؤثرة. ولابد لنا من الاعتراف بأنه لا يليق بألمانى أنْ ينقاد فكريًا لشخص يهودى)) ثم يبلغ الهوس النازى لدرجة المزايدة على العقل فأضاف أنّ (العلوم الطبيعية من أصل آرى بحت. هايل هتلر) هكذا كما هو الحال فى التعصب الدينى، كانت نسخته الثانية فى التعصب العرقى، والمُـتعصبون من الفريقيْن يتبادلان الأدوار: عند التعصب العرقى العلوم أصلها آرى ، وعند التعصب الدينى ظهر جيل من الأصوليين الإسلاميين (من حملة الدكتوراه فى العلوم الطبيعية) فكتبوا عن (الاقتصاد الإسلامى) و(الطب الإسلامى) و(الهندسة الإسلامية) ولم يبق غير (الملوخية الإسلامية) كما قال فيلسوف من فلاسفة الأميين المصريين. كما وصل الهوس النازى لدرجة وصف فيزياء أينشتاين بأنها ((فيزياء يهودية)) و(فيزياء بلشفية)) أما التعصب الأيديولوجى فظهر فى الاتحاد السوفيتى ، إذْ كان أتباع ستالين يصفون فيزياء أينشتاين بأنها ((فيزياء البورجوازية)) وهكذا كان الفضل لأينشتاين فى فضح ذلك التعصب الثلاثى : الدينى والعرقى والأيديولوجى.
وحزب هتلر النازى – مثله مثل كل أنظمة الاستبداد – خصّص مكافأة قدرها 20 ألف مارك لمنْ يُحضر رأس أينشتابن ، الذى ابتسم عندما قرأ الخبر وقال ((لم أكن أعلم أنّ رأسى يساوى هذا المبلغ الكبير)) ولأنه على درجة عالية من الزهد ، لذلك عندما تمّ تعيينه فى وظيفة فى معهد الدراسات المتقدمة فى برينستون بولاية نيوجيرسى ، سأله المسئولون عن المرتب الذى يراه مناسبًا لنفسه قال : ثلاثة آلاف دولارًا. فلما رأى الدهشة على وجه متحدثه، اعتقد أنه بالغ فى الرقم فاقترح رقمًا أقل ، بينما كان انطباع محدثه العكس ، إذْ رأى أنّ أينشتاين لا يعرف قدر نفسه فرفع مبلغ المرتب إلى 16 ألف دولارًا.
وبالرغم من الهجوم عليه من النازيين ، فإنّ ذلك لم يمنعه من أنْ يطلب من أميركا أنْ تقطع علاقتها مع إسبانيا لأنّ الجنرال فرانكو يُساند النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية. فكان رد الفعل أنْ هاجمه (جون ركين) عضو الكونجرس الأمريكى عن ولاية ميسيسيبى وقال للأعضاء ((إنّ ذلك المُـهيّج المولود فى الخارج يريد منا أنْ ننغمس فى حرب أخرى لكى يُوسع من انتشار الشيوعية فى العالم . ولقد حان الوقت كى ينتبه الشعب الأمريكى لنشاط أينشتاين))
كما كان أينشتاين مدافعًا صلبًا عن الحريات المدنية فى أميركا أثناء فترة المكارثية. وأخذ يُحرض المدعى عليهم ويشجعهم على رفض الادلاء بالشهادة أمام (لجنة النشاط المعادى لأميركا بالكونجرس) وأكد لهم أنه ((يجب على كل شخص أنْ يكون مستعدًا للسجن والتضييق عليه فى رزقه. ومستعدًا للتضحية برفاهيته الشخصية فى سبيل وطنه)) وأضاف أنه ((من الواجب رفض التعاون فى أى أمر من شأنه أنْ ينتهك الحقوق الدستورية للمواطن، وعلى وجه الخصوص فى كل التحقيقات التى تتدخل فى الحياة الشخصية والانتماءات السياسية للمواطنين)) فهاجمته معظم الصحف الأمريكية بسبب تصريحاته تلك . وقال السينتاور جوزيف مكارثى سنة 53 أنّ ((أى شخص يُـقدم مثل تلك النصيحة عدو لأميركا))
وهناك مسألة فيها الكثير من اللبس بسبب دوره فى صنع القنبلة النووية ، إذْ بدأ الأمر بأنْ طلب علماء أوروبيون من أينشتاين أنْ يكتب خطابًا إلى الرئيس الأمريكى فرانكلين (عام39) يقترح فيه تطوير قنبلة نووية. وكان الهدف هو أنْ تسبق أميركا ألمانيا فى صناعة تلك القنبلة. فاقتنع بوجهة نظرهم ، رغم أنه لم يكن قد اشتغل من قبل فى الطبيعة النووية. ولم يلعب أى دور فى مشروع مانهاتن لانتاج القنبلة النووية ، ورغم ذلك كتب الخطاب المبدئى الذى أدى إلى تأسيس مشروع مانهاتن . وكان فزع أينشتاين من ألمانيا النازية قد أجبره على ذلك الموقف (صنع القنبلة النووية) ولكن بعد أنْ علم بعجز ألمانيا عن صنع تلك القنبلة ، شعر بالندم الشديد وقال ((لو كنتُ أعلم أنّ الألمان لن ينجحوا فى تطوير قنبلة نووية لما كنتُ فعلت شيئـًا فى سبيل ذلك)) وكان آخر عمل جماهيرى شارك فيه أينشتاين هو مشاركته لبرتراند رسل وعلماء آخرين فى محاولة لفرض حظر على انتاج أسلحة ذرية.
يلتحم بذلك الموقف موقفه المبدئى حول سيطرة اليهود على فلسطين ، ففى عام 1946وقف أمام اللجنة الأنجلو أمريكية وصرّح عن عدم رضاه عن فكرة الدولة اليهودية وقال ((كنتُ ضد هذه الفكرة دائمًا)) وفى رسالة منه إلى وايزمان عام 1920حذر من تجاهل المشكلة العربية. ونصح اليهود بأنْ يتجنبوا الاعتماد على الإنجليز، وأنْ يسعوا للتعاون مع العرب وإلى عقد مواثيق شرف معهم . ونبّه إلى خطورة هجرة اليهود إلى فلسطين. وفى عام1948رفض قبول منصب رئيس دولة إسرائيل ، ثم تكرّر العرض عام 1952 فرفض من جديد وقال ((أنا رجل علم ولستُ رجل سياسة)) وفى نهاية حياته اتهمته المخابرات الأمريكية بالشيوعية لمجرد أنه قدّم انتقادات ضد الرأسمالية.
يرتبط بذلك أيضًا (فى جديلة واحدة) موقفه من الديانة اليهودية ومن الأديان عمومًا ((ونفوره العميق من الأديان التقليدية)) كما كتب كل من أرخوا لحياته ومن بينهم العالم كارل ساجان الذى كتب ((كانت آراء أينشتاين فى السياسة مرتبطة بآرائه الدينية. وكان أبواه من أصل يهودى إلاّ أنهما لم يكونا من الملتزميْن بالطقوس الدينية. وكان أينشتاين (فى طفولته) على درجة من الورع التقليدى بسبب التعليم التقليدى والدولة والمدارس ، إلاّ أنّ ذلك انتهى نهاية فجائية فى سن الثانية عشرة. وفى هذا الشأن كتب أينشتاين ((من خلال قراءاتى للكتب العلمية المتداولة وصلتُ سريعًا إلى الاقتناع بأنّ غالبية قصص التوراة لا يمكن أنْ تكون حقيقية. وكانت النتيجة هو التفكير الحر)) ثم أضاف أنّ ((الدولة تتعمّد خداع الصغار من خلال الأكاذيب . وكان ذلك انطباعًا ماحقــًا. ومن خلال تلك التجربة تسللتْ الشكوك ضد كل سلطة وضد الإدانات التى تعيش فى أى مناخ اجتماعى . وهو شعور لم يفارقنى أبدًا على الرغم من أنه خفــّتْ حدته فيما بعد بسبب بصيرة أحسن فيما يتعلق بالعلاقات السببية)) ورغم أنّ اسهام أينشتاين كان فى مجال علم الفيزياء وبفضله توصل إلى (قانون النسبية فى العلوم الطبيعية) وأنّ نظريته عن النسبية العامة أصبحت تـُدمج كعامل أساسى لفهم تطور الكون ، وكان السرور سينتابه لو شاهد الاستخدام القوى للنسبية العامة الذى يحدث اليوم فى مجال الفيزياء الفلكية)) وقد انعكستْ نظريته عن النسبية فى العلوم الطبيعية على العلوم الإنسانية. ولذلك كان من المهم ما نصّ عليه كارل ساجان الذى كتب أنّ ((فكرة النسبية أصبحتْ مألوفة فى المجالات الأنثروبولوجية. كما تبنى علماء الاجتماع فكرة النسبية الحضارية واعترفوا بتعددية البيئات الاجتماعية وقواعد السلوك والأفكار الدينية ، كما يُعبّر عنها تباين المجتمعات)) وبسبب تلك النسبية التى تعنى أنّ البشر غير مُـتطابقين وفق التعريف العلمى للثقافة القومية ، وأنّ لكل شعب خصوصيته الثقافية ، لذلك وقف الكهنوت الدينى فى أميركا ضد أينشتاين، لدرجة أنْ حذر الكاردينال (أوكونل) من بوسطن من أنّ نظرية النسبية ((هى إطار مروّع للإلحاد)) فأزعج ذلك القول حاخامًا من نيويورك فأرسل برقية إلى أينشتاين سأله فيها ((هل تؤمن بالله؟)) فأجاب أينشتاين ببرقية ((إنى أومن بإله سبينوزا الذى نراه ممثلا فى التناسق بين كل الكائنات ، لا فى إله يشغل نفسه بمصير الناس وأعمالهم)) وفى مناسبة أخرى قال أينشتاين أنّ ((الرب لا يلعب النرد مع الكون)) فقال له الفيزيائى الدانمركى ((كفْ عن إخبار الرب عما يجب عليه عمله))
ومن المواقف الإنسانية أنه منح كل قيمة جائزة نوبل (30 ألف دولارًا عام1921) لزوجته الأولى رغم أنه كان قد تزوج للمرة الثانية. وكان يصف نفسه بأنه اشتراكى وكتب ((إنّ اهتمامى العميق بالعدالة الاجتماعية والمسئولية تجاه المجتمع كان يقف دائمًا فى تناقض غريب مع عزوف عن الاختلاط المباشر مع الرجال والنساء ، فأنا حصان للاستخدام الفردى ، ولستُ مؤهلا للعمل على مركبة يجرها حصانان . ولمْ أنتم أبدًا لوطن أو لحكومة ولا لأصدقائى الخلصاء ، بل ولا حتى لعائلتى ، فتلك القيود كانت مصحوبة دومًا بشعور بالانعزال الغامض ، وتزداد لدىّ الرغبة فى الانغلاق على الذات بمرور السنين . وقد تكون هناك بعض القسوة فى هذا الانعزال ، ولكننى غير آسف لابتعادى عن تفهم الناس وتعاطفهم . ومن المؤكد أننى أخسر أشياء من جراء ذلك إلاّ أننى أحس بأنّ ما عوّضنى عن ذلك هو التحرر من قيود عادات المجتمع وآرائه وتحزبات الآخرين . ولستُ مستعدًا لأنْ أبنى راحة بالى على أسس متغيرة))
لذلك كانت متعته العزف على الكمان (الصوت المنفرد) ورغم صراحته فى عدم الاندماج مع المجتمع ، فلم تكن لدية أية ميول للادعاء والتظاهر، فقال ((أنا أتحدث إلى الجميع بنفس الطريقة سواء كان جامع قمامة أو رئيس جامعة)) وكتب كثيرون عنه أنه كان يُساعد طلبة المدارس الثانوية دون مقابل . ووصف الهدف الذى كرّس له حياته قائلا ((هناك يوجد العالم هائل الحجم الذى يتواجد مستقلا عنا نحن البشر، ويقف أمامنا كلغز كبير أبدى ، ولا يمكن لحواسنا وتفكيرنا أنْ يصلا إليه إلاّ بصورة جزئية. وتأمل هذا العالم يؤدى إلى التحرر. ولم يكن الطريق إلى تلك الجنة مريحًا ومغريًا مثل الجنة الدينية ، ولكنه أثبتَ أنه طريق جدير بالثقة. ولم أندم أبدًا على اختيارى لذلك الطريق))
صدق أينشتاين فى قوله الحكيم ، إذْ أنّ العلم هو الذى خلق (الجنة الأرضية) فبالعلم تمّ القضاء على مشكلة الفرق بين الليل والنهار. وبالعلم تحدى الإنسان قانون الجاذبية ، فطارت قطع الحديد تسبح فى الفضاء ، وبالعلم يتواصل البشر عبر القارات ، وبالعلم تمّ التغلب على الكثير من الأمراض ، وبالعلم أصبح الكفيف يرى والأصم يسمع والأبكم يتكلم (بلغة الإشارة) وبالعلم دخلتْ الأجهزة الكهربائية منازل العديد من البشر، وانتقلتْ البشرية من مرحلة أكل اللحوم نيئة والفرحة باكتشاف النار، إلى مرحلة عصر الاليكترون وتخليق الكائنات الحية. وبينما الحاخامات والقساوسة والشيوخ يستخدمون كل المنجز التكنولوجى للعلوم الطبيعية ، فإنهم لا يستحون ولا يخجلون وهم يهاجمون علماء علمىْ الفيزياء والإحياء بصفة خاصة. وإذا كان بعض المحسوبين على العلم (فى أميركا وغيرها فى كل قارات الكرة الأرضية) هاجموا أينشتاين ، فقد كان أعضاء نقابة السباكين أكثر وعيًا منهم بأهمية أينشتاين ، بل أكثر تحضرًا.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الصحافى مجرد بوق للنظام
- الناصرية ومتوالية الكوارث
- لماذا كان الصراع بين (حور) و(ست) ؟
- العروبيون ورفض الاعتراف بالشعر المصرى
- الشعر فلسفيًا والفلسفة شعرًا
- السنة المصرية وجذور التقويم العالمى
- الحمساويون دمّروا غزة
- العلاقة بين الكلمة والفنبلة
- بيرم التونسى والشعر المصرى
- عندما تكون الرواية (وليمة للذئاب)
- الأدب والقمع الدينى والسياسى
- مصر بين العدوان الإسرائيلى والإرهاب الحمساوى
- الترجمة من المصرى للعربى
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (9)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (8)
- أحزان السياب السبعة
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (7)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (6)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (5)
- مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (4)


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين