أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - لقد آن الأوان!!















المزيد.....

لقد آن الأوان!!


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 19:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقابلة حديثة أجرتها جريدة «الشرق الأوسط» مع المؤرخ وأستاذ دراسات الشرق الأدنى برنالد لويس سأله الأستاذ عادل الطريفي عن تنبؤاته للعالم العربي بعد «الربيع العربي»؟ فقال:
" لا أعتقد أنه يجوز أن ينتظر من المؤرخ أن يتنبأ بالمستقبل بقدر من المعقولية، ولكن هناك أمورا معينة يستطيع المؤرخ فعلها، ويجب عليه أن يفعلها؛ فهو يستطيع إدراك الاتجاهات، وبمقدوره أن يرى ماذا كان يحدث وماذا يحدث الآن، وبذلك يلحظ التغيرات والتطورات، ومن ذلك يتيّسر له أن «يصوغ»، ولا أقول يتنبأ بالسيناريوهات الممكن حدوثها والأشياء التي يمكن أن تمضي في هذا الاتجاه أو ذاك... بالطبع سيكون من السهل دائما التنبؤ بالمستقبل البعيد ولكن ليس المستقبل القريب".

عقب الثورات الشعبية التي اندلعت في بعض بلدان الشرق الأوسط رأينا جميعا أن البلد الأول "تونس" راحت تترنح تحت ضغط المتأسلمين والبلد الثاني "مصر" وقد رزحت تحت حكمهم الذي - لحسن حظها - لم يدم سوى عام واحد . في تلك الأثناء ومن منطلق إدراك الاتجاهات أشرتُ في مقالات عديدة إلى أن أمريكا والغرب وربما جميع الدول المتحضرة في العالم تعمل على قدم وساق لنقل الجهاد الإسلاموي المقدس (ضد الكفار) من خارج المنطقة الموبوءة بمرض التأسلم إلى داخلها (ضد المخالفين لهم).
فقد أدرك العالم الإنساني المتحضر - أخيرا وبعد لأي طويل - أن الكثيرين من المتأسلمين يكرهون الحياة ويقبلون بشغف على الموت والشهادة كي ينعموا بالغلمان المخلدين والحور العين في جنات عـرضها السماوات والأرض ، إذن لا بأس من تحقيق رغبتهم ، ولكن في بلادهم وبأيديهم أنفسهم . فبدأوا بنقل الجهاد الدموي الإسلاموي ، أولا إلى أفغانستان والعراق ثم إلى سوريا وليبيا. وأشرت آنذاك إلى أن "البقية تأتي" بمعنى إمكانية امتداد هذا النهج إلى دول إسلاموية أخري ، وأردت بذلك تحذير "مصر" كيلا تقع في هذا الفخ باستيلاء الإسلامويين على مقاليد الحكم فيها ، وتحويلها إلى ساحة للاقتتال بيهم .

ولكن يبدو أن مخططي السياسة الاستراتيجية في الغرب رأوا ضرورة استمرار تدفق النفط السعودي إلى بلادهم ، والإبقاء على "معاهدة كامب ديفيد" قائمة للمحافظة على أمن الكيان الصهيوني في فلسطين . وأن ما حدث في البلدان المذكورة وما سببه لحكام المنطقة بأسرها من خوف وذعر يكفي لانتشال المتأسلمين من الظلمات المحمدية إلى نور الإنسانية وإنقاذ البشر من شرورهم ، وبذلك حان الوقت لتوجية ضربة مؤثرة لديانتهم الإجرامية الخبيثة.
لقد بدأ العالم يعرف أن الأزمة لا تكمن في المتأسلمين أنفسهم بقدر ما تكمن في النص الإسلاموي الذي يتعاملون به ، والثقافة التي يرسخها هذا النص في عقولهم ومشاعرهم ومن ثم يدمغ سلوكهم بالإرهاب والإجرام والقتل. صحيح أن كل متأسلم ليس إرهابيا ، وأن كلَّ إرهابي متأسلمٌ ، ولكنهم جميعاً يعتمدون على مرجعية دينية واحدة ، لذلك فالذين ليسوا إرهابيين في وقت ما ، من السهل عليهم أن يصبحوا أرهابيين في وقت آخر ، مادام هناك نص إلهي مقدَّس يحملهم ويشجعهم على ذلك.
وبدأ العالم يعرف أيضا أن إجرامهم لم يتوقف منذ ظهر دين الأسلمة المحمدية قبل ما يربو على 1400عام ، ولكنه لم يعد محدودا كما كان في الماضي ، بل عبر الحدود وتخطى السدود وتفشى كالوباء في عصر العولة والانفتاح الفضائي الشاسع . فأصبحت جميع دول العالم في مرمى النيران الغاشمة للديانة الإسلاموية الفتاكة.

الآن وبعد أن تمت الخطوة الأولي بنقل الإجرام الإسلاموي إلى داخل بلاده ، تأتي الخطوة التالية ، فقامت أمريكا بتعبئة العديد من الدول الغربية في تحالف دولي يمكن أن تنضم إليه دول أخرا في أي مكان من العالم لضرب الإرهاب الإسلاموي بوجه عام ، فالمشكلة ليست حكرا على "داعش" وحدها. وحددت لذلك سقفا زمنيا من ثلاث سنوات ، واشترطت على الدول الموبوءة بـ "الأسلمة والعروبة" أن تجـري خلال هذه المدة تعـديلات جوهرية على الخطاب الديني الإسلاموي .
ولأن حكام المنطقة جهلة وعجزة ولا يقدرون على ممارسة سياسة حقيقية وكل ما يمارسونه هو ردود الأفعال فقط، فقد قبلوا وهم صاغرين ما يمليه عليهم الأقوياء وصانعوا التاريخ في العصر الحديث.
ما مغزي هذا؟؟
مغزاه أنه سوف يُحدِث ما لا يمكن للديانة الإسلاموية أن تتحمله وهو محاسبة النصوص الدينية بما فيها القرآن الأمر الذي طالب به ، منذ زمن طويل ، الكثيرون من التنويريين في المنطقة ومنهم بعض مشايخ الأزهر، ولكن سلطة النص وهيمنة المتاجرين بالدين وغباء الحكام وعجزهم حال دون تحقيق ذلك .

وفي العلاقات البشرية سواء كانت فردية أو جماعية أو دولية لا توجد مبادئ ثابتة ولا صداقة دائمة ولكن مصالح دائمة. وأن ما يعجز عن تحقيقة الضعفاء ، خاصة لأنفسهم ، يقوم به الأقوياء نيابة عنهم.
ومحاسبة النصوص الإسلاموية بما فيها القرآن تعني إلغاء ثلثيها على الأقل ، خاصة تلك التي تحضُّ على القتل وكراهية الآخر وتكفير الغير واستباحة حرمة دمه وعرضة ، وإبادة الأقليات الدينية والعرقية ، وتحقير المرأة وتبخيس قدرها في المجتمع ..... إلخ . سوف تجبر رجال الدين وسدنته على الإنزواء في الأركان المظلمة والكف عن الهراء والهزيان، وترغم المتأسلمين على احترام أنفسهم ومن ثم احترام الآخرين ، وسوف تفتح أبواب الحرية على مصرعيها لهم كي يختاروا العقيدة التي يجدون فيها سلامتهم النفسية وراحتهم الأبدية ، فيخرجون عندئذ من دين الله أفواجا ، ليخطوا خطواتهم الأولى نحو الإنسانية.

لا شك في أن تنفيذ النهج الثاني في هذا المخطط ليس سهلا ولا يمكن أن يكون سهلا على الإطلاق ، فكم من الدماء سالت بسببه فيما يسمى بـ "عصر النهضة" في أوروبا ، وكم من التضحيات بذلها الأوروبيون - وحتى وقت قريب - في سبيل تحقيقه . فتعلموا - أخيرا - أنه بدلا من أن تسيل الدماء هدرا في سبيل بربرية حمقاء ، يجب أن تسيل في سبيل التقرب خطوة نحو الإنسانية. إن الإنسانية هدف سام ترنوا إليه كل النفوس الشابة والعقول المتحررة في أي مكان من العالم ، ولكنه لا يتحقق إلا بالتضحيات الجسام . وحان الوقت لأن يتهيأ المتأسلمون حيثما وجدوا لدفع الثمن اللازم من أجل إنسانيتهم المهدورة منذ زمن بعيد.



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تناكحوا، تكاثروا-
- إلى متى يظل الإسلام آلة تدمير؟؟
- نصر المهزومين وهزيمة المنتصرين
- علَّم الإنسان ما لم يعلم !
- الأسلمة والتأسلم وما حولهما
- متى يقول شيخ الأزهر كلمته الأخيرة؟؟!!
- حماس والجزيرة القطرية تقتلان الأبرياء في غزة
- لماذا لا يستحي المتأسلمون؟؟!!
- صناعة الأبطال وسط الأدغال
- دولة الجهل وجهل الدولة
- لماذا لا يستحي المتأسلمون ؟؟!!
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 11
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 10
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 9
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 8
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 7
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 6
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 5
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 4
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 3


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - لقد آن الأوان!!