أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - السيدة الأولى والتحولات السحرية














المزيد.....

السيدة الأولى والتحولات السحرية


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 09:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أضم صوتى للأصوات القليلة أصحاب الضمائر الحية، الذين يطالبون بتعديل قانون التظاهر، والإفراج عن المعتقلين من شباب وشابات ثورة يناير 2011، هؤلاء الأبرياء المخلصون للوطن، بأسمائهم المعروفة وغير المعروفة، الذين يعيشون الظلم والهوان داخل السجون، على حين يمرح الكثيرون والكثيرات من شلل المنتفعين والمنتفعات بخيرات النظم السابقة واللاحقة، المتزلفون والمتزلفات، الذين سخروا أقلامهم وأهدروا كرامتهم لخدمة السيد الرئيس والسيدة الهانم. مند مرافعة المحامى الخبير بثغرات القانون (فى محاكمة القرن) وانقلابه أو قلبه للأوضاع والحقائق رأسا على عقب ليصبح شباب الثورة خونة متآمرين، ويصبح أقطاب الفساد أبرياء مخلصين، بدأ بعض الكتاب والكاتبات، ممن كسبوا المجد والجاه خلال الأزمنة السابقة، فى التسلل على استحياء وذكاء، لتسريب كلمات متناثرة فى مقالاتهم أو حواراتهم، عن وطنية الرئيس القديم وعظمة "الهانم" وجوائزها العالمية. الجميع يطالبون بالعدالة والمساواة ودولة القانون استرداد الأموال المنهوبة وتحقيق مبادىء الثورة، لكن المشكلة أن القانون العادل أو الدستور العظيم، يظل حبراً على ورق، ما لم تسانده وتنفذه قوى شعبية اجتماعية سياسية اقتصادية ثقافية تعليمية وإعلامية. فالعدالة (أو الديمقراطية) لا تتحقق بقانون أو قرار جمهورى أو برلمانى، بل هى مسيرة الشعب اليومية (بجميع طبقاته ونسائه ورجاله) نحو الحرية والوعى والتنظيم الجماعى، فى مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.
العدالة (أو الديمقراطية) لا تتحقق إلا بعد أن تصبح الحرية والمساواة "أسلوب حياة" فى البيت والشارع والمدرسة والعمل والترفيه واللعب. فى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، تنفجر المظاهرات الشعبية (فى ميزورى وغيرها من الولايات) ضد قيم العنصرية السائدة والتفرقة بين البيض والسود، رغم أن أوباما رئيس الدولة أسود البشرة، ورغم صدور قانون الحقوق المدنية الذى يلغى التفرقة العنصرية منذ نصف قرن وأكثر. وبالمثل لا تزول القيم الطبقية الأبوية الذكورية فى أى بلد، لمجرد صعود امرأة لرئاسة الحكومة أو الدولة، فى عهد السيدة انجيلا ميركل، بألمانيا اليوم، تعانى النساء والفقراء من التفرقة الجنسية والاقتصادية. منذ أيام قليلة قرأت لكاتبة صحفية معروفة، نالت شهرتها ومناصبها العالية لقربها من الهانم حرم الرئيس القديم، وقد استطاعت بذكائها الاجتماعى ونعومتها الأنثوية وشطارتها اللغوية، أن تحظى بإعجاب كثير من ذوى النفوذ، قبل الثورة وبعدها، وقيادات الأحزاب الورقية القديمة والجديدة، أصبحت هذه الكاتبة فجأة من قيادات الثورة، المرددين لأهدافها ومبادئها: عيش حرية عدالة كرامة، بعد أن كانت تكيل المديح للسيدة الهانم والسيد الرئيس القديم. منصبها الرفيع وكعبها العالى ومساحتها الكبيرة المملوكة لها فى الاعلام والصحافة، بحكم الأقدمية والوراثة، أدت الى طغيان صوتها على أصوات الثوار والثائرات، ارتفع صوتها يجلجل اليوم، وأمثالها من الكتاب الصحفيين، طغى صوتهم بمنابرهم الصحفية والإعلامية الكبيرة الخاصة والعامة، لهم خبرة طويلة فى الكياسة الاجتماعية وممارسة الكتابة الصحفية شبه الأدبية، واحتراف الضغط على مخارج الألفاظ للتأثير على العقول، يحاولون اليوم تحسين صورة السيد الرئيس القديم والسيدة حرمه (الهانم)، وتبرئتهما مما حدث فى عهدهما من فساد واستبداد، فالمسئول (فى نظرهم) عن هذا الفساد والاستبداد لم يكن الرئيس أو الهانم، بل شلة المنتفعين المنافقين من حولهما، كأنما لم يكونوا هم أنفسهم أقطاب هذه الشلة المنتفعة المنافقة، يحاولون إخراج أنفسهم من المسئولية بنعومة شديدة، كما تخرج الشعرة من العجين، وإعفاء الرئيس القديم والهانم من المسئولية أيضا، باعتبار أن الشعب المصرى طيب متسامح فاقد الوعى والذاكرة، ولكن هل ينسى الشعب الأسية رغم أنه غارق فى المآسى؟، يعانى الثالوث المزمن ويلهث ليل نهار لسد الرمق، قد يهمل الشعب أو يمهل، لكنه لا ينسى. قانون الحصانة فى بلادنا معكوس يجب تغييره، كيف تزيد الحصانة كلما ارتفع منصب المسئول وزادت قوته وسلطته؟ مع أن العدل والمنطق يقتضى محاسبة المسئول صاحب القرار الأعلى قبل محاسبة المرءوس الذى يتلقى الأوامر دون سلطة. وتتكرر فى التاريخ عملية إجهاض الثورات الشعبية، تعود الملايين الثائرة الغاضبة الى بيوتها تاركة أمر الحكم لممثلين عنهم، يتم انتخابهم، بالقواعد الانتخابية السابقة، التى تعيد إنتاج الشلل القديمة، بوجوه وأسماء جديدة أو بالوجوه نفسها والأسماء نفسها، التى أدمنت النفاق والالتفاف حول الرئيس والهانم.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقعة الإنسان السوداء
- شجاعة التفكير خارج المنهج
- وصمة البشرة والطبقة والجنس
- الكاتبة رفيقة العمر
- حقوق المرأة. وكيف نفكر؟
- الكاتبة رفيقة العمر «٥»
- الكاتبة رفيقة العمر «4»
- مرض منتصف الليل. سر الإبداع!
- الكاتبة رفيقة العمر «٣»
- الكاتبة رفيقة العمر «2»
- ثقافة التفرقة وجذور الإرهاب
- الحب والصداقة والصفاقة
- تزييف الوعى والثورات الشعبية
- سؤال إلى وزير الصحة والنائب العام: هل تكون للدولة هيبة دون ت ...
- ما يختفي وراء جرائم الاغتصاب
- المرأة ونقد الفكر الرأسمالى
- انطق اسم أمك عالياً بكل فخر
- قضية النساء وتفاقم اللامساواة
- الأصوات التى ليس لها صوت
- قُصت أجنحتنا لكننا لازلنا نطير


المزيد.....




- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - السيدة الأولى والتحولات السحرية