أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - حلاوة روح...فلم سياسي بامتياز














المزيد.....

حلاوة روح...فلم سياسي بامتياز


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 02:30
المحور: الادب والفن
    


للكشف عن عن الدور الذي تلعبه الافتراضات والمغالطات الاخلاقية في التعبير عن العام بصيغ خاصة ,هي تعميق فكرة الفهم ,كي تكون الدلالة مشتقة من واقع شخصي يستهدف الشرط الاصلي لكل تاويل ,ويكون مالوفا ومن العادات الاجتماعية الخاصة ,منبعها الانتماء الحضاري والانساني, تمثل الحارة كمكان, تسكنها غالبية ذات وضعية وسطية من ناحية اقتصادية تتنازعها الانتماءات وهي ارضية خصبة لتمثل مختلف الاقتناعات والاعتقادات ,وهي قد تشكل وحدة مصغرة لشكل من اشكال الدولة غير مكتملة النضج مرتبطة بسلسلة من السياسات لا ينفتح فيها الوعي بالانتاجية التاريخية, استخدم الروائي الكبير نجيب محفوظ نموذج الحارة في روايته اولاد حارتنا لتعميق فهم رمزي لفكرة غاية في العمق والشمولية, وفلم حلاوة روح اثير حوله كثير من اللغط والممحكات ذات الطابع البورنوكرافي الا اني اجد ومن خلال مشاهدتي لهذا الفلم ان لا لزوم لهذا اللغط, وان الحارة في هذا الفلم تلعب كحاضنة زمكانية لاحداث نشاهدها يوميا على شاشات الفضائيات, تمر بها دول على مقربة منا او نعيش داخلها, ويبدو ان ما أثير عن اسباب منع الفلم وهو وجود مشاهد اباحية تخدش الذوق العام لم تكن صحيحة, لكنها تبدو على ما اعتقد تخدش طبيعة السلطة بعمق و بصيغة فنية بسيطة تتمركز لا إراديا في اللاوعي الجمعي, وبالتالي تشكل مصدر قلق لدى السلطات ,وعند التصدي النقدي الواعي لمجريات الاحداث داخل الحارة (اذ ان احداث الفلم تدور معظمها داخل الحارة)ومقارنتها بما يدور في دول ما يسمى بالربيع العربي,نجد ان السلطة في هذه الدول جميلة جذابة متزوجة من رجل خارج الوطن, ممكن ان تدر الارباح لو مسكت بشكل جيد ,وانها لاتملك ابا او عائلة, كما هي ممثلة ببطلة الفلم, المتربصون بها كثر, في هذه الحارة ,تجار مخدرات, سمسارة ليل, حثالة الراسمال الحقيقي والرمزي ,حارة تشتت بنوهاالمخلصون لترابها في بقاع العالم نتيجة ظروف قاهرة, حارة تتمشدق بديموقراطية شعبية تحركها اغلبية من بنات الهوى والسكارى, ومن بقي من المتمسكين بعتبة الباب التراثي مثلهم كمثل الموسيقي الاعمى عين على السلطة وعين على بقايا الليل الضائع مع رحلة العمر, لايستطيع ان يدافع عن المظلومين لكبر سنه وكونه اعمى, وهذه صفة الجيل الاول من السياسين الذين جاءوا مع الاحتلالات, واهمين انهم سيبنون حارة مزدهرة ,ولا يعلمون ان ما مخطط له اكبر من تطلعاتهم الشخصية ,اما المراهق سيد فهو يمثل المراهقة الشبابية السياسية ,يعتقد وبدافع من غرائزه ان جمال السلطة له وحده, وهو الوريث الشرعي لخيبات الاخرين, دون امتلاك القوة والايمان والمناسبة ولو من ناحية عمرية ,لتبوء صدر السلطة, تقوده عاطفته, ومصدره الوحيدة للقوة هو الاندفاع, والذي يبدو احيانا غير محسوب, وهو ابن لعائلة مافويوية , كانت وستكون اليد اليمنى التي تعمل لصالح المغتصب الكبير, وهكذا تنتهي ثورة الشباب باخذعلقة على ارجلهم وهم يزحفون على الارض يتابعون بنظراتهم الحزينة جمال السلطة المنتهية على ايدي المغتصبين ,وهي تغادر الحارة الى اللامكان, لانها لم تكن صورة سلطة حقيقية نا بعة من ارادة اهل الحارة الاوفياء لترابهم, بل سلطة مصطنعة ,ليس لها عائلة ولا شكل, ليبقى الحكم للراسمال وتجار المخدرات وبنات الليل في الحارة, وهو واقع بقدر مرارته وفنيته, الا انه وباختصار مسرحية كوميدية بورنوكرافية الممثلون فيه يمتلكون اسلحة حقيقية والجمهور المسرحي لا يحميه الا من سبقه الى الجلوس في المقاعد الامامية, واحينا تطبق مفاهيم حديثة في العرض عندما ينزل الممثلون الى ساحة الجمهور وهنا تكون الارضية مشتركة بينهم, وعندها يبدا القلق الحقيقي لان الابواب كلها مغلقة.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة في ظل المعنى
- قصيدة ربابيل
- مو حزن لكن حزين...........
- التأويل الشعائري وإشتراطات الحضارة
- حبيبتي
- احمد محبوبة
- احمد محبوبة _قصة قصيرة جدا
- العشق الممنوع
- قصة قصيرة جدا...سعاد..........سعاد....
- الأنقراض الناعم
- لعينيها تكتمل القصيدة
- شالا وغليوني وخمري
- غالب المسعودي .. الفنان الحقيقي والخروج عن التقليدي حاوره ز ...
- ومضات
- الحاجة بربع
- النقد السياقي وأزمة الثقافة
- إلى طفلتي ألشقية.......
- بؤس الواقع وجماليات الحضور
- تسأ لني منو انت.................
- الملك والبهلوان....الاحزاب الشيوعية وازمة العصر


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - حلاوة روح...فلم سياسي بامتياز