أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زين اليوسف - وصلة رقصٍ شرقي














المزيد.....

وصلة رقصٍ شرقي


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 14:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد عدة أيام سيأتي عيد ميلادي المجيد..ذلك اليوم الذي قررت فيه والدتي بكل قسوة أن تتخلص مني كمستأجرةٍ ثقيلة الوزن كما الظل لرحمها لكي تلفظني خارجه..و لعلك تتساءلين ماذا أريد منكِ أن تهديني في ذلك اليوم..لن أكون متطلبةً كثيراً كما كنت في الأعوام الماضية بل سأكون متواضعة دقيقة مُركزة في أهدافي..ماذا أريد؟؟..أريد أن ترقصي لي..ماذا؟؟..طلبي مثير للشبهات؟؟..لا أعلم لم أصبحت علاقتنا ترتكز مؤخراً على كمٍ هائل من انعدام الثقة و التشكك في قواي العقلية!!..و لكن لا بأس أتبعيني لأشرح لك "ملائكية" أهدافي.

يا عزيزتي الرقص ليس وسيلة تعبير عن أمرٍ جنسيٍ فقط كما سيتبادر إلى ذهنك..فالرقص أمرٌ أكثر تعقيداً و رمزية..فالرقص نشأ منذ الأزل كوسيلةٍ تعبيرية للتقرب إلى الرب..أي أن البشر منذ بدء الخليقة آمنوا أنهم بأجسادهم يرسلون رسائل تعبدية للرب فيمنحهم حباً أو يكف عنهم غضباً أو يجيب لهم سؤالاً.

الرقص أيضاً أُستخدم كوسيلةٍ لتخويف و طرد الأرواح الشريرة و الشياطين من حولنا..فأنتِ بجسدكِ الراقص تصارعين الشيطان فإن أجدتِ الرقص غلبته و إن لم تفعلي غلبك و استحوذ هو عليكِ..و هكذا تجدين أن الرقص جمع النقيضين معاً..فهو كُرس لتوصيل رسالةٍ إما للرب أو للشيطان و هذا الأمر لا يُدنسه بل يجعله أمراً أكثر إغراءاً لتختاري بينهما أيهما إليك أقرب!!.

ماذا عن الألم؟؟..ألا نرقص عندما نتألم؟؟..أليست رقصة الفلامنكو تعتبر من أشهر أنواع الرقص المُعبر عن الألم و الغضب؟؟..تلك الرقصة التي يعتمد الراقصون فيها على الضرب بكعوب أقدامهم بمنتهى القوة على الأرض..تلك الأرض التي سُلبت منهم يوماً ما فلم يبق لهم إلا أن يضربوا الأرض ألماً و غضباً على أمل العودة إلى امتلاكها من جديد.

حتى عند الحرب كان أجدادنا يرقصون قبل المعركة لشحذ الهمم بقصصٍ لا يمكن التعبير عنها إلا بالرقص..قصصٌ تجسد عن طريق تمايلهم الجسدي الرجولي عشرات الملاحم و المآسي التي تحدث في الحروب..و لكنها لا تمنعهم من خوضها بل تكون حافزاً لهم للاستمرار فيها كما بطلٍ إغريقي يسير حثيثاً نحو نهايته.

ألا نرقص عند الفرح كما عند المطر؟؟..ألا يحرضنا المطر على الرقص بطريقةٍ غريبة؟؟..و لكننا للأسف لا نستجيب لغوايته تلك..فنستعيذ بالرب ليمنحنا القوة لكي نحرم أنفسنا من تلك اللذة لأننا لا نطيق نظرات الآخرين لنا لو فعلناها و رقصنا تحت المطر بكل نشوةٍ بنا و به.

من المضحك كيف كنا في البدء نرقص على أنغام مسلسلات الأطفال المفضلة لدينا دون الخوف من أعين الآخرين و إسقاطات غرائزهم على أجسادنا..و من المؤلم كيف أننا كلما نكبر قليلاً يبدأ من هم حولنا في تلقيننا ثقافة "العيب" فتصبح أجسادنا مشاعاً و لكن ليس لتحريرها من تلك الثقافة بل مشاعاً لكل من يرغب في مزيد من التلقين لتلك الثقافة لنا و لها و لإثقالنا كما لإثقالها بسلاسل تفوق السبعين ذراعا.

صرحتي لي أكثر من مرة أنه تجتاحكِ أحياناً رغبةً في الرقص عندما نكون سويةً و لكنك تقيدينها بسلاسل ٍ من التاريخ الجمعي و الذي يقيدنا تجاه أجسادنا و رغباتها..لهذا في هذا العيد أرغب في أن تتحرري و لو لدقائق من تلك السلاسل التي تثقل كاهل أجسادنا كما جسدك..تلك السلاسل التي لا تسمح لنا بالرقص إلا في حضور طرفٍ ثالث أو في حضور جماعةٍ تؤدي طقساً اجتماعياً ما..فلقد شاهدت جسدكِ و هو يتحرر من تلك القيود ذات يوم في حفل زفاف و لا أنكر أني تمنيت أن يكون جسدكِ كذلك دوماً متحرراً من كل شيء و أي شيء..يرقص و كأني بك تحركينه للمرة الأخيرة..بمنتهى الحب و الاستلذاذ به و بما يفعله بك و بمن حولك..تستشعرين الجمال الذي ينبعث منك و منه فيغمرني كما يغمر من هم حولك..فهل سترقصين لي؟؟.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم
- للكرامة جدران!!


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زين اليوسف - وصلة رقصٍ شرقي