أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - مَخَاضُ الأَحْزَابِ السِّيَاِسيَّةِ قَبْلَ الانْتِخَابَاتِ : مِنْ صُعُوبَاتِ الحَمْلِ إلَى آلاَمِ الوَضِعِ ( 1)














المزيد.....

مَخَاضُ الأَحْزَابِ السِّيَاِسيَّةِ قَبْلَ الانْتِخَابَاتِ : مِنْ صُعُوبَاتِ الحَمْلِ إلَى آلاَمِ الوَضِعِ ( 1)


محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



1- لا شك أن الأحزاب والجبهات السياسية في تونس منشغلة هذه الأيام بالتباحث في أمر قوائمها الانتخابية .ولا شك كذلك أنها تعرف في معظمها الكثير من الصراعات والتهديد بالانشقاقات والتلويح بالقوائم المستقلة وغير ذلك كثير.
وبما أنّ الكثيرين لا دراية لهم بخفايا الأمور وخباياها مما يجعلهم يتسرّعون في أحكامهم على مثل هذه الظواهر وكيفية التعامل معها فقد انتشر شعور عام بالنفور من الأحزاب والحزبية غذّى ما هو سائد أصلا بسبب خيبات أحزابنا المختلفة سواء كانت في السلطة أو المعارضة في الخروج بالبلاد من مأزقها الاقتصادي والتنموي أساسا وفي صراعاتها الكثيرة اللامتناهية بسبب ودون سبب ولأمور تافهة معظم الأحيان وخاصة في ما تابعناه من جلسات المجلس التأسيسي وخطابات نوابه ونائباته داخله وخارجه .
بيد أن هذا كله لا يجب أن يحجب عنا حقيقة ضرورة المواصلة الآن في هذا المسار الذي انتهينا إليه بصعوبة والقطع نهائيا مع كل دعوة لرفضه أو مقاطعته أو القفز عليه ..فقد أصبحت خريطة الطريق واضحة ومحددة رغم كلفتها العالية جدا على كل المستويات .
كما أنه لا خيار أمامنا اليوم سوى أسلوب الحكم الديمقراطي ومن أدواته: الحزبية والانتخابات مهما كان الاعتراض عليها كلها سواء ممن يرفضها أصلا أو ممن يحترز على بعض جوانبها .
ذلك أن الديمقراطية تتيح على الأقل حكم المؤسسات والمجموعات القوية أحزابا كانت أو ائتلافات أو جبهات ذات انتشار شعبي واسع مهما كان التحفظ على أسرار تلك القوة وأسبابها وعلى ذلك الانتشار وكيفية بلوغه وظروفه.أما الحكم الديكتاتوري فقد كان دائما وما يزال وسيكون حكما فرديا محكوما بأهواء صاحبه وبمزاجه و بتبدل ارتباطاته الشخصية سواء كان هذا الحكم نشأ من سطوة القوة المادية الغاشمة أو من الهالة الدينية التقديسية التي ترى الحاكم اختيارا من الذات الإلاهية لا مردّ له ..
ولعلّ أفضل ما في الديمقراطية ، حسب ما أراه وحسب ما نحتاجه نحن في البلدان العربية الإسلامية التي خضعنا فيها لحكام كثيرين قديما وحاضرا ، هو التداول على السلطة . ولو نظرنا في تاريخ الديمقراطية وواقعها في البلدان المتقدمة لرأينا أن أفضل ما فيها، إضافة إلى علوية القانون ، تداول الأحزاب والرؤِساء على السلطة بصفة دورية ولفترات معروفة ومحددة وبالتالي خضوع الحاكم دائما إلى محاسبة الناخب له وبروز وجوه جديدة باستمرار تقطع مع النمطية والتكلس وتضخيم صورة الفرد مما يجعل الأحزاب دائما تقدّم وجوها جديدة فتنتفي الزعامات الدائمة على الدول والأحزاب التي صارت محلا للتندر .حيث حدّد البعض " أمل الحياة عند الولادة" عند العرب برئيسين أو ثلاثة على أقصى تقدير .ولا عبرة في هذا برؤساء "الربيع العربي " المزعوم.
2 -وبهذا فطريق الديمقراطية خيار لا بد من ترسيخه وإنجاحه .وأول ما يعترضنا في هذا الطريق الأحزاب والانتخابات أساسا.
ولما كانت الأحزاب تنظيمات سياسية تؤطر الناس في مجموعات ذات انسجام فكري وحركي وتضع برامج وتصورات في مختلف مناحي الحياة وتسعى إلى تنفيذ رؤاها ومشروعها المجتمعي فإنها تسعى بالضرورة إلى بلوغ الحكم عبر صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين المقتنعين ببرامجها . وهي في هذا تشترك جميعا ولا نقيصة أو عيب في ذلك . وكل من ادعى أو يدعي عدم رغبته في الحكم فهو مشعوذ لا تصدقوه ولا معنى لإدعائه.
فمن حق الأحزاب إذن بل من واجبها أن تنشد السلطة وتسعى إليها ومن البديهي أن تعرف صعوبات الوصول إلى ذلك الحكم فهو كفترة الحمل عند الأنثى إنسانا كانت أو حيوانا ، قد يختلف زمنيا من نوع إلى آخر وقد يقطعه الإجهاض وقد يبلغ نهايته بالوضع الطبيعي أو القيصري وقد لا يقع أبدا بسبب العقم .وما أكثر الأحزاب العقيمة التي لم تصل يوما إلى السلطة ولن تصلها مستقبلا..
كما أنه من المنتظر أن تشهد الأحزاب مخاضا عسيرا في إعداد قوائمها واختيار مرشحيها وضبط قوائمها .فالمقاييس متداخلة وعسيرة و منها الذاتي و الموضوعي ومنها ما يخضع لاعتبارات حزبية واعتبارات جهوية ومحلية والأمر في هذا شديد التعقيد .ولا شك أني بهذا أسعى إلى تخفيف الضغط على الأحزاب والجبهات جميعها حتى يدرك المتابع من بعيد صعوبة المهمة وعدم الغرابة في ما يصل إليه من دخان بعض الحرائق الصغيرة هنا وهناك.
وللحديث بقية
المكناسي / تونس 18 أوت أغسطس 2014



#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُرْدُسْتَانُ الْعِرَاقِ مِنَ التَّشْرِيدِ ...إِلَى التَّشْي ...
- مِنْ قَهْرِ الْحُكَاّمِ إِلَى انْفِلَاتِ الشُّعُوبِ ... مَا ...
- لن ينشد العرب العزّة ..ولو هلكت كلّ غزّة
- أتاوة على الزواج في انتظار شباب تونس أم تيئيس من الزواج؟
- حرب على الإسلام أم حرب باسم الإسلام؟ ( الجزءالاول والثاني )
- حرب على الإسلام أم حرب باسم الإسلام؟ (الجزء الأول )
- مَاذَا لَوْ حَكَمَتِ الْمَرْأَةُ الْعَالَمَ؟
- الْحُبُّ زَمَنَ العَوْلَمَةِ
- عَيْنٌ عَلَى الْألعابِ الشِّتْويّةِ في - سُوتْشِي - :أين شبا ...
- حَديثُ لُبْنانَ
- رِسَالَةُ إلى مَن يقف وراء كمال القضقاضي
- يُسِفُّ الشّيْخُ القَرَضَاوِي ...إنّه يُسِفُّ.
- - دويلات دينيّة - فاشلة حول - دولة يهوديّة - ناجحة .
- حَدِيثُ دُنْبَةَ
- حَدِيثُ دُنْبَة
- زيارةٌ إلى فلسطين السّليبة تنغّص فرحة وزيرة جديدة
- دُستورُ... بِأيّ ثَمنٍ وُضِعْتَ يَا دُسْتُورُ؟
- الإمامة والخلافة وجهان لعملة واحدة: الجزء الثاني
- فرحة المسلمين بذكرى مولد الرّسول الأكرم من الحلال الطيّب
- الخلافة والإمامة وجهان لعملة واحدة : الجزء الأول


المزيد.....




- قرار أميركي -بلا أساس- بشأن أوكرانيا.. وهيغسيث في موقف محرج ...
- رئيس إفريقي يعتذر لمواطنيه عن حربين قتل بهما ربع مليون شخص
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- كيتي بيري وأورلاندو بلوم يؤكدان انفصالهما
- نتنياهو يعلن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر الأحد لإجراء محادثات ...
- إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحر ...
- عاجل| 3 شهداء في قصف إسرائيلي على شقة في حي التفاح شرقي مدين ...
- عادل إمام بين أولاده وأحفاده.. تفاعل مع أحدث صورة لـ-لزعيم- ...
- بعد حادث تصادم جديد.. السيسي يوجه بدراسة إغلاق الطريق الدائر ...
- في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حز ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمّد نجيب قاسمي - مَخَاضُ الأَحْزَابِ السِّيَاِسيَّةِ قَبْلَ الانْتِخَابَاتِ : مِنْ صُعُوبَاتِ الحَمْلِ إلَى آلاَمِ الوَضِعِ ( 1)