أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية














المزيد.....

حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


لا تقتصر التيارات والمذاهب الفنية على أوروبا وأميركا على وجه التحديد على الرغم من أنهما منجم للحركات والمدارس والفنية. فالقارة السمراء لها حصتها أيضاً، فـ "السوبر ستروك" هو مصطلح يُستعمل لتوصيف حركة الفن المعاصر التي تعود بجذورها إلى جنوب أفريقيا، وهي واحدة من الحركات الفنية المؤثرة فيما يتعلق بالتجريد والحداثة الأفريقية.
ينطوي اسم هذه الحركة الفنية على معنىً شديد الدلالة مفاده أن ضربات الفرشاة لفناني هذه المجموعة لابد أن تكون عنيفة وفائقة في أدائها وتعبيريتها. لم تنطلق هذه الحركة الفنية من فراغ، فلقد تأسست كردٍ فعل على تأثير حركة الـ "سوبر فلات" التي أسسها الفنان الياباني المعروف تاكاشي موراكامي، على الفن المعاصر، غير أن أعضاء هذه الحركة الفنية وأساطينها أمثال غريك سيمونز، كونراد بو، مستر سبوتنِك، ديزيل وجاكو أيروَي وغيرهم الفنانين من الذين توحدوا تحت لافتة هذه الحركة والتزموا باشتراطاتها الفنية التي تمثلت بالبيان الذي أصدره الفنان الجنوب أفريقي كونراد بو عام 2008 والذي تضمن ثماني نقاط نوردها كلها لأهميتها في كشف التقنية التي يعتمدها فنانو السوبر ستروك. وأولى هذه الاشتراطات أن تنفَّذ اللوحات بضربات فرشاة عنيفة وتعبيرية على السطح التصويري كله أو أجزاء محددة منه
. يشدّد المانيفستو على ضرورة استعمال الصورة في الرسم التشخيصي، الاعتراض الوحيد هو ألا تنتمي هذه الصورة إلى الواقعية التصويرية وإنما إلى المذهب التعبيري الذي يستنطق الانفعالات العميقة، ويرصد المشاعر الداخلية للإنسان. يؤكد البيان على ضرورة استعمال الفرشاة العنيفة لكن ذلك لا يمنع من استعمال قلم الرصاص أو الحبر أو الفحم وما إلى ذلك شرط أن تكون الضربات مفرطة في التعبير والعنف. يمكن لفنان الـ "سوبر ستروك" أن ينفذ لوحاته بالأسلوبين التجريدي والتشخصي اللذين يعبِّران عن دواخل الفنان المنفعلة والمتفاعلة بما يدور حولها من وقائع وأحداث قد يكون جزءاً منها، أو مراقباً لها. يشجع القائم على البيان أن تكون الثيمات عن الضياء والظلام والحياة والموت وعن أفريقيا نفسها. وبغية التأثير في المتلقي يحثّ البيان على استعمال الكولاج، والستينسل، والخط. لا يُحصر استعمال الفرشاة على الورق والكانفاس والخشب وغيرها من السطوح التصويرية، بل يمتد إلى الأعمال النحتية المنفذة بمختلف المواد. وأخيراً، لا ينطبق مفهوم الفن من أجل الفن على حركة السوبر ستروك، فالفن في السوبر ستروك هو من أجل السوبر ستروك نفسها حيث يقاتل الفنان من أجل تأكيد التعبيرية في ضربات الفرشاة أو ضربات قلم الرصاص أو أي قلم آخر يستطيع أن يجسّد انفعالات الفنان على سطح اللوحة.
جدير ذكره أن المانيفستو أعلاه قد عُدِّل قليلاً بالإشتراك مع الفنان غريغ سيمونز لأن نقاطه لم تتحدث كثيراً عن فن النحت.
ينبغي على الفنان المنتسب إلى حركة "السوبر ستروك" أن يتبّع تقنيات معينة في إنجاز عمله الفني، فالعنف لا يقتصر على ضربات الفرشاة حسب، وإنما يتعداه إلى رسم الخطوط المتعرجة من جهة، ورسم الخطوط المتصالبة بطريقة تعبيرية، هذا ناهيك عن استعمال العلامات الرياضية مثل الـ (+) و (-) و (=) على سطوح اللوحات، وربما جاء استعمال هذه الإشارات الرياضية لتمييز لوحات هذه الحركة عن حركة الكوبرا، والمدرسة التعبيرية التجريدية، والمذهب التجريدي الجديد.
تمّ اشتقاق اسم الـ "سوبر ستروك" من الـ "سوبر فلات"، وهذه الأخيرة هي حركة فنية تقدّم أعمالاً دقيقة جداً ذات سطوح ملساء ومستوية، أي عكس الـ"سوبر ستروك" تماماً التي ينصّب فيها التركيز على الجانب التعبيري الذي نلمسه من عنف الفرشاة وقوتها وجنونها، حيث يسعى الفنان لأن يستعمل موادا متنوعة مثل غبار الرخام أو الألوان المعصورة من عبواتها مباشرة على سطح اللوحة حيث تغيب اللمسات الناعمة التي يمكن أن نجدها في لوحات الـ "سوبر فلات". لابد من التذكير بأن موراكامي، مؤسس الـ "سوبر فلات" قد تأثر هو الآخر بالمانغا والميني اليابانيين، ونعني بهما "القصص المصورة والرسوم المتحركة" اليابانية التي خرقت الآفاق وغزت الأسواق الأوروبية والأميركية. بينما تأثر أقطاب الـ "سوبر ستروك" بثلاثة فنانين كبار وهم ألبيرتو جياكوميتي، وبابلو بيكاسو وفنسنت فان كوخ.
وعلى الرغم من كل المؤثرات المشار إليها أعلاه إلا أن رسومات الـ "سوبر ستروك" تبقى متنوعة وغنية تمتد من الواقعية إلى التجريدية من دون تتفادى المرور بالمناخ التعبيري الذي لا تلتزم باشتراطاته كلياً. يحتاج المتلقي غير المحترف إلى ضرورة التفريق بين الـ "سوبر ستروك" والمدرسة التعبيرية بكل تجلياتها التجريدية من جهة وبين حركة "الكوبرا" التي تعوّل كثيراً على الألوان الساطعة، وضربات الفرشاة العنيفة أيضاً من جهة أخرى، لكن تظل شخصياتها البشرية أو فيغراتها عموماً مشوهة المعالم وتتكيئ هي الأخرى على الجانب التجريدي كثيراً.
وبغية تركيز هذه المدرسة المعاصرة جداً في أذهان الناس لابد من تأمل لوحات بعض رموزها وعلى رأسهم كونراد بو، غريغ سيمونز وجون زافاردينو وسواهم من الفنانين المبدعين الذين يراهنون على مواهبهم، وتقنياتهم، ورؤاهم الفنية التي تُحيل إليهم بوصفهم علاماتٍ فارقةً في المشهد التشكيلي العالمي.





#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الأسطورية في الفيلم الوثائقي الإيراني
- تقنية الإبهار في فيلم أمازونيا لتييري راغوبير
- مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزو ...
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا
- المخرج آسو حاجي يوثق الديانة الإيزيدية عبر خطاب بصري
- فيلم (Dom) للمخرج التركي خليل آيغون
- لمناسبة تكريمه في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- لمناسبة تكريم أحمد المهنا في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة ...
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (2-2)
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (1-2)
- هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟
- الحوار الإسلامي المسيحي


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - حركة السوبر ستروك ومضامينها الفنية