أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - يوميات جندي معاقب














المزيد.....

يوميات جندي معاقب


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


يوميات جندي معاقب
سعد محمد موسى
الجزء الاول

كان الكتاب المرسل من دائرة التوجيه السياسي في بغداد لغرض اقامة معرض للفنون التشكيلية الى لواء المشاة الآلي 99 بمناسبة عيد الجيش العراقي .
وكانت خدمتي في قلم الوحدة/ السرية الثانية في هذا اللواء المعسكر في بادية (امام ويس)
في ديالى وكنت في عقوبة زمنية محددة لمدة سنة ويفترض ان تكون الكنية العسكرية لاتشوبها اي عقوبة حتى انتهائي من فترة الخدمة وبعدها يمكنني أن أذهب لاكمال دراستي في أكاديمية الفنون الجميلة وقد كنت في المرحلة الثالثة حين فصلت من الجامعة.
ولانيّ لم اذهب الى معسكرات تدريب الطلبة عام 1986 في العطلة الصيفية مما تعرضت الى عقوبة الفصل من الدراسة .. وكانت مكرمة رئيس العراق صدام بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية آنذاك ان يعاقب الطلبة المتمردين بالخدمة الغير محتسبة بشرط أن يخدموا في أسوا الوية الجيش العراقي وهذا ماحصل في عام 1988
...

كانت فكرة المعرض مناسبة كي أحصل على اجازة أقضيها مابين بغداد والناصرية .
ولكن بعد يومين وصل كتاب الى قلم الوحدة من دائرة التوجيه السياسي من بغداد يؤمر به الغاء المعرض . لكني تجاهلت الكتاب وأخفيته دون علم ضباط السرية
...
كان برفقتي الجندي الخطاط الذي يفترض ان يشارك في المعرض فبقيّ هو الاخر متردداً ، فاخبرته بنيتيّ بتزوير الكتاب والنزول الى بغداد فوافق فيما بعد على مضض ان يشاركني في تلك المجازفة!!
...

قبل أن أغادر خيمة القلم جاء لزيارتنا أحد الجنود الاصدقاء الايزيدين والقادمين من سنجار بعد نهاية اجازته لتقديم برطمان من عسل النحل الطبيعي .. كهدية لنا
أخبرت النائب ضابط أبو ايمان أن يأخذ برطمان العسل .. لاني لست بحاجه اليه .. لاسيما اني سوف أقضي أيام عسل في الاجازة .. ودعت الجميع وغادرت المخيم.
...
قضيت عشرة أيام ممتعة مابين بغداد والناصرية بحجة تواجدي في المعرض .
وبعد ذلك التحقت الى وحدتي العسكري .. كانت ملامح الراحة ظاهرة على وجهي بعد قضاء تلك الاجازة .
...

جاء الباص القادم من بغداد وتوقف امام سيطرة أمام ويس. نزلت الى العالم الاخر ولم يكن بوسعي مشاهدة المخيم بوضوح بسبب العواصف الترابية التي سببها التدريب الاجمالي بمدرعاته وآلياته والمعارك الافتراضية بالسلاح الحيّ.
وحين وصلت الى المعسكر كان بعض الجنود بوجوههم المتربة وملابسهم الرثة ينظرون اليّ بحسد وانا أحمل حقيبتي الصغيرة وملابسي كانت نظيفة ومكوية بعناية.
...
بعد ساعتين من وصولي طلب الملازم أول وسام الخضيري استدعائي الى خيمته
حضرت على عجل وبعد اداء التحية العسكرية نظر اليّ وآثار تعب التدريب الاجمالي كانت ظاهرة على وجهه
وكان يحدق في اوراق امامه على الطاولة
كيف كان المعرض ياسعد... سألني الضابط
أجبته وأنا أحاول أن أتغلب على قلقي لقد كان المعرض ممتاز ياسيدي
هل انت متأكد أجابني وهو ينظر اليّ بطرف عينيه .. طبعا .. طبعا سيدي
أجبته !!
صرخ في وجهي سعد لاتكذب لقد جاء أمر بالغاء المعرض وأنت زورت الكتاب !!!
لاياسيدي لقد كان هنالك معرض في بغداد !!
ثم حدق بي غاضباً وهو كان يشير الى الكتاب المرسل من مكتب التوجيه السياسي الى قلم الوحدة
م/ الغاء موضوع المعرض
شعرت بانهيار لم يعد أمامي الان سوى الاحتراف بالحقيقة ..
ثم أخبرني الضابط هل تعرف أيها الجندي ماهي العقوبة !!!
أولاً انت كنت مساقاً لعقوبة الخدمة العسكرية كخائن ومعاقب .
ثانياً انك قمت بتزوير كتاب عسكري
ثالثاً ان القانون ينص ان الجندي الذي يتغيب يومين دون عذر رسمي مصيره الاعدام رمياً بالرصاص يكون
...
أخرج الان وسوف استدعيك مرة أخرى صاح بي الضابط
خرجت من الخيمة .. وأنا كنت أفكر بطريقة للهروب !!!!



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضياع خارطة وطن
- باعة متجولون فوق أرصفة الطفولة
- غفوة البساتين على ضفاف النهر
- ليس للفقراء وطن
- محاصصة في وجه وطن
- مرثية الموت في الارض الحرام
- عاشق دهشة الطين
- يرحل العابرون ويبقى العراق
- الاغنية الاخيرة لحارس النواعير
- رثاء لجراح المدن المكابرة
- ينابيع المحبة والسلام
- الصبي المسحور
- مقهى أبو سعد
- عزلة الراهب كياتسو
- أعياد ملونة من أقاصي الذاكرة
- رقصة الفراشة في شرنقة النار
- أمنيات النسيان فوق رصيف ذاكرة
- وليمة الظل
- الحرب وزمن السفلة
- الجدة علاّهن


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - يوميات جندي معاقب