أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي














المزيد.....

بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 00:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تحمل دموع فيان الدخيل معنى سياسيا ولا حزبيا ولا قوميا لقد كانت دموعها رسالة انسانية، رسالة الم وحسرة وعاطفة جياشة موجهة لجميع الناس بغض النظر عن هويات الانتماء التي تصنف الناس حسب لغاتهم او الوانهم او اديانهم او طوائفهم او انتمائاتهم الحزبية وتغض النظر عن مشتركاتهم الانسانية التي لم يبق منها في العراق سوى الشعور بالالم والحسرة والخيبة المشتركة.
دموع فيان كانت رسالة واضحة لا تبحث عن كاهل تلقى عليه المسئولية ولا عن تفسير او عن اعذار للهزيمة ولا تحمل تحديا فارغا ولا وعدا ولا وعيدا. لقد كانت صوتا يستنجد ويستغيث بالجميع ويعلن بان اليزيديين المسالميين يبادون عن بكرة ابيهم وان معابدهم ومقدساتهم تفجر وتحطم وان تاريخهم العريق ستمحيه شريعة لا اله الا الله وان مئات الاف منهم يموتون فوق جبل شنگال صبرا، عطشا وجوعا وقنوطا وان السماء الاله لا تمطر لا رحمة ولا انسانية.
لكن هناك دائما من لا يجيد قراءة الرسائل ويبحث عن شماتة وعن تشف بين اكوام الارواح المحطمة، فبأساً لهذه النفوس المريضة المملؤة بالاحقاد والضغائن والتي لا ترى في الانسان سوى انتماء طائفيا او مأخذا على مواقف سابقة، هكذا بدا البعض في كتاباته وفي تعليقاته وفي مواقفه، وعلى قلتها الا انها كانت صادمة.
عند هزيمة الجيش العراقي بكل مكوناته، العرب والكورد الشيعة والسنة، اخذ البعض يلق اللوم على البعض الاخر مسؤلية الهزيمة، كانت هناك مسحة من التشفي وشيئا من الارتياح بدت على بعض الوجوه فضحتها كتابات بعض الاقلام والتعليقات، ركزت على الهزيمة واغفلت مشاعر الناس المهزومين، اهتمت بالمغانم الحزبية ولم تكترث كثيرا بعذابات الانسان، كانت مستبشرة فرحة، وكان القادمون سيزرعون ارض الموصل بالورود والازهار وليس بالرؤس المقطوعة التي ياخذون معها الصور التذكارية ويسقون ارضها بالدماء ويحيلون كنائسها ومعابدها الى ركام وخراب ويطاردون المسيحيين فنشهد السيد المسيح مرة اخرى وهو يحمل صليبه على ظهره سائرا في درب الآلام والاوجاع، لكن طريقهم كان اطول وحزنهم كان اجزع ومستقبلهم مفزع فقد ذُبح الرجال وسُبيت النساء وارسلوا الى المجهول.
اما الشبك والتركمان الشيعة فليس من مصير اخر ينتظرهم غير الذبح والاغتصاب وشيهم حرقا، كانوا يلقونهم في الكوانين وينشدون اشعارا تتغنى بعظمة الاسلام وبوحدانية الله وسيرة محمد ونهج صحابته، هذا حكم عام وهناك ايضا أحكام خاصة تشمل السنة الذي يجب استابتهم لكونهم صحوات او شرطة او جنود فمن لم يتب فمصيره الذبح ايضا، انه كوكتيل من الارهاب والعذاب والقسوة المفرطة.
وسط هذا الركام من الجثث والخراب والفزع والرعب ظهرت على شاشات التلفزة عضوة مجلس النواب العراقي ميسون الدملوجي بوجه استخدمت كل اصباغ ودهون المنتجات العالمية لتغطية عيوبه، وبدم بارد وبهدوء العشيقة التي آمنت عيون العذال وبنغمة دملوجية مميزة وكانها تهمس بأذن حبيبها لواعجها المخبأة بان اهل الموصل يتمتعون بالسعادة المفرطة ويهنئون بدعة ونغنة وينعمون بآلامان والاطمئنان وان حياتهم بمبا وهم قلقون جدا على سنة بغداد...
والدواعش يحتلون اجزاء شاسعة من العراق والشعب في نينوى اما مذبوحا او مغتصبا او مطاردا، نفاجئ بان عضوة مجلس النواب العراقي الحيزبون ميسون الدملوجي في لندن، وانها وبكل عدم الحياء وانعدام الخجل وبصفاقة بالغة جائت لتشارك بوقفة تضامنية مع اهل الموصل المقتولين والمطرودين والمطاردين، اهل الموصل الذين قالت عنهم هذه السيدة النائبة بانهم يحفلون بالسعادة والرخاء.
عند استنكار العراقيين لتواجدها بينهم ردت بان ما قالته في التلفزة كان وجهة نظر احد معارفها الذي نقل لها تصوره ، وانها لا تشجع داعش ولا تعمل دعاية لهم وانها تدعوا الى مصالحة وطنية، لكن مع من كان السؤال، ردت بانه يجب البحث عنهم ثم استدركت مع الشيخ علي حاتم سليمان.
فهل يصح لهذه النائبة الفلتة والمحسوبة على العلمانيين ان تعمم تصور معارفها على جميع اهل الموصل.
وعلى فرض صحة ادعاء معارفها، فكيف لهذه المرأة الحيزبون ان تتناسى آلام بقية الطوائف والديانات والاعراق ولا تهتم الا بطائفة انتمائها؟
بالطبع لم تكن ميسون الدملوجي العضوة البرلمانية الوحيدة التي امتدحت داعش فقد سبقاها الاخوان نجيفي، اسامة واثيل الذين وللصوصية العملية السياسية اصبحوا من اصحاب المليارات والاقطاعيات الكبرى، لقد وصف هذان الدعيان الدواعش بانهم يسهرون على راحة المواطنين ويديرون امور المدينة بافضل الطرق ويشرفون بانفسهم على حركة المرور فيسيرونها بسلاسة بعد ان ُأزيلت سيطرات التفتيش بينما الناس تهنأ بعضها البعض الاخر على نعمة الاسلام.
واذا كان الثناء على داعش جاء من غير لا نتوقعه فان الصمت كان هو الموقف لما يسمى بمجموعة اربيل الذين ازدحمت بمؤتمراتهم فنادق اربيل وصالات عمان. فقد سكت رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية وصمت على حاتم سليمان ولم تنطق هيئة علماء المسلمين ولو بتلميح بسيط للعراب عن خطأ ما يفعله الدواعش بالمسيحيين ولا باليزيديين ، اما الشيعة التركمان والشبك، فنحن نعرف بان هيئة علماء المسلمين تعتبرهم مشركين وحكمهم الذبح ونسائهم حكمها السبي والاغتصاب.
نحن على ثقة ويقين، بان الارهاب مصيره الذل والانكسار وان جميع دوائره الدينية والعشائرية ومشايخه ومن تعاون معه ومن جَمّل افعاله مصيره العار، وان البيشمركة آجالا ام عاجلآ ستدحره وتهزمه شر هزيمة.
ويجب ان لا ننسى بان آلام الناس واحدة، انهم يأنون ويتوجعون ويعانون بنفس المشاعر، وان من يموت تحت انقاض بيته بقصف طائرة او قذيفة مدفع طائشة لا يختلف نشيج روحه عن ذلك الذي يقضي بحد سكاكين داعش، وان الفقر ووالجوع والاهمال الذي اصبح من حظ الطبقات الفقيرة وان الاحزاب المسيطرة والمرجعيات الدينية المنتفعة والشرائح المتسلطة والوزراء والنواب والمستشارين والسفراء والمدراء والفاسدين والمهربين هم ايضا دواعش اخر يفتكون بالمواطنين ويذبحونهم يوميا بصمت مطبق.




#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟
- هل انحسر الابداع الفني والادبي؟
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)
- التناقض بين ثقافة المكونات وبين ثقافة المواطنة.
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري اهانة للاسرة الشيعية
- لا تكذبوا فان للارهاب دين
- المرأة الشيعية
- اللا معقول في قانون الاحوال الشخصية الجعفري.
- ترويض الدواب
- النفعية في مناشدة الصدر عدم الاعتزال.
- الكرة في ملعب النجيفي.
- مهمة شيعية.
- المسلمون وهيرو اونودا
- هل الشيطان شريك الله؟
- التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي