أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - تكفيريون في ثوب الميري














المزيد.....

تكفيريون في ثوب الميري


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 20:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكفيريون في ثوب الميري
إن فاتك الميري، اتمرّغ في ترابه. وإن فاتتك داعش اتمرّغ في الزيّ الميري المصري. ما الذي يحدث فيك يا بلد الأزهر الشريف؟! ماذا دهاكِ، أو بالأحرى، ماذا دهى بعض أهلك الموتورين؟! منذ متى أصبح الدينُ بالإكراه؟!، فيما يُعدُّ مخالفة صريحة وسافرة للآية الكريمة من سورة البقرة: “لا إكراه في الدين، قد تبيّن الرُّشدُ من الغيّ، فمن يكفرُ بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسكَ بالعروةِ الوثقى، لا انفصامَ لها والُله سميعٌ عليم.” فاللهُ تعالى قد خلقنا أحرارًا لكي يمنّ علينا بنعمة "التكليف"، ثم "الحساب". فلا تكليفَ بغير اختيار، ولا حسابَ دون تكليف، ومن ثم لا حسابَ دون اختيار. لهذا قال تعالى في سورة البلد: “ألم نجعلْ له عينين، ولسانًا وشفتين، وهديناه النجدين"، والنجدُ هو الطريق. أي أن الله قد رسم أمامنا طريقين، لنختار ما نشاء منهما. طريق الخير أو طريق الشرّ، وقبلهما جعل لنا عينين لنرى بهما الطريقين، ولسانًا وشفتين لكي ننطق بالحقّ، أو بالباطل إن شئنا، بعد هذه الهدايا والمنح والاستحقاقات، وبعد عرضه الطريقين علينا نحن بني الإنسان، يحقُّ له سبحانه أن يحاسبنا يوم الحساب. أما دون حرية واختيار، فعلى أي شيء يكون حسابنا؟ إن أجبر إنسانٌ إنسانًا على اختيار طريق بعينه، فعلامَ يحاسبُ اللهُ ذاك المُجبَر؟! هل يحاسبه على اختيار سواه، فتسقط عن الله صفةُ العدل، حاشاه، وهي أخصُّ خصاله تعالى؟!
هكذا يغيّر المتطرفون خطّةَ الله في الأرض، ويخالفون أوامرَ قرآنيةً صريحة، ثم يوهمون البسطاء من الناس بأنهم يطبقون شرع الله!
مخالفة شرع الله هو ما فعله السلفيون أثناء حكم الإخوان القميء حين قتلوا شابًّا يسير مع خطيبته في بور سعيد. مخالفة شرع الله هو ما يفعله المتطرفون حين يقتلون مسيحيين ويهدمون كنائسهم كأنما بهذا يهدونهم للإسلام بالقوة والقمع!، وهو ما لم يفعله الصحابة، بل فعلوا نقيض هذا حين رفض الفاروقُ عمر الصلاةَ في كنيسة "القيامة" لكيلا يستنّها المسلمون من بعده فيحولون الكنائس إلى مساجد بالقوة، وأدى الصلاة في العراء حتى بُني على موقع صلاته مسجدُ عمر بن الخطاب الذي يبعد عن كنيسة القيامة بالقدس الشريف أمتارًا قليلة. مخالفة شرع الله هو ما يفعله الدواعش الدمويون كل يوم في سورية والعراق حين يقتلون المسلمين بزعم أن إسلامهم منقوص، ويقتلون المسيحيين لأنهم ليسوا مسلمين، وحتى حين أجبروا شابًّا مسيحيًّا على النطق بالشهادتين (!) فغدا مسلمًا مثلهم ( أكثر منهم إسلامًا لأنهم ورثة عقيدة غير مختارين)، سوى أنهم قتلوه بعد إسلامه!، ما يؤكد أن قتلهم الناس يتمّ لأسباب سياسية وليس لنشر الإسلام كما يوهمون السُّذج الغافلين الذين يصدقون أنهم أتقياء مسلمون!
لكن الجديد والعجيب أن يحدث هذا اليوم في مصر بعد ثورتين تنشدان الحرية والكرامة للمواطن المصري، وبعد تطهيرها من دنس الإخوان الإرهابيين! وممن؟ من رجال دولة. فبدلا من أن تتعقب الداخلية فلول الإرهابيين الذين يدمرون مصر كل صباح، شاهدناهم يتعقبون المفطرين في رمضان، ويلقون القبض عليهم! بأية تهمة؟ هل في الدستور جريمة اسمها "الإفطار في نهار رمضان"؟ داهمت قوات الأمن المصرية ثلاثة مقاه في الإسكندرية كانت تعمل نهارًا وحطموها وقبضوا على روادها! وقبضوا على 150 مواطنًا (ربما بينهم مسيحيون!) وحُررت ضدهم محاضر "إجهار بالإفطار" وهو اتهام غير موجود في القوانين المصرية. وحدث الشيء نفسه في الدقهلية وحتى في الغردقة السياحية، قرر المحافظ إغلاق المقاهي بالنهار وكأن السياح الأجانب والمسيحيين في مصر لا قيمة لهم!
وبالطبع رقص السلفيون طربًا بعدما نجحوا في تجنيد الشرطة المصرية في سلك جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ تلك التي تمنّوا أن يقيموها في مصر ليشيعوا الفوضى والاضطراربات والقلاقل والحروب الطائفية.
ويبقى السؤال: هل ما حدث من تلك السخافات، يتم بمعرفة وزير الداخلية؟ فإن كان، فتلك مصيبة مدوية تستوجب تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أقر بأن مصر دولة مدنية كما ينص دستورنا الذي ارتضيناه. وإن لم يكن وزير الداخلية على دراية بما يحدث، فتلك مصيبة أعظم، بعدها نتساءل: على أي نحو سيتم التعامل مع هذا الملف؟ وكيف سيتم محاسبة أولئك "التكفيريين" الذي يرتدون الزي الميري؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
- ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال
- أستاذية العالم الداعشية
- لما كنا صغيرين
- سرقوا التلاجة يا محمد
- دريّة شرف الدين.. شكرًا
- -الشاعر- هاني عازر
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية
- المجد للنباتيين يا آكلي اللحوم
- الفئران أول من يشعر بالخطر فتغادر السفينة قفزاً في الماء، يل ...
- متى ينام إبراهيم محلب؟
- ثاني رمضان، بلا إخوان
- المايسترو
- المتحرشون لم يفسدوا فرحتنا


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - تكفيريون في ثوب الميري