أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فراس سعد - الثورة تعترف بأخطائها















المزيد.....

الثورة تعترف بأخطائها


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 08:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نقصد بالثورة الثوار، فلا انفصام بين المعنيين، الاول هي الكلمة الفعل الصورة، والثاني هو الفاعل متلبساً الثورة، الانسان في حالة ثورة، هو الفاعل والفعل، هو الصورة وقد صارت حقيقة فخلقت صوراً أخرى أجمل وأبهى أو أقسى وأدنى.
الغيرة الشخصية :
أولى اخطاء الثوار في الثورة السورية، بدأت في السنة الاولى بل في الشهور الاولى من الثورة، كان خطأ كبيراً ومردّه التنافس او الغيرة الشخصية. الخطأ وقع حين أعلن عن اتحاد تنسيقيات الثورة بعد شهر او شهرين من الإعلان عن ولادة لجان التنسيق المحلية تلك الخطوة المبدعة في الثورة السورية .
فما معنى ان يكون لدينا مجموعتين تعملان بآلية واحدة واسلوب واحد ؟
هذا الخطأ الذي أدى الى ازدواجية الوظيفة لربما تكرر في كل مينة وحي وقرية حيث نجد تنسيقية تتبع اللجان واخرى تتبع الاتحاد، وقد يكون التنافس خير لكنه في بلد يفتقد الى الاخلاق الديمقراطية بسبب غياب كلي للسلوك الديمقراطي في المجتمع والسلطة والنخب سيتحول الى صراع وربما صراع مؤذي للثورة،
الصمت عن قتل وخطف قادة الثورة من قبل المسلحين محسوبين على المعارضة:
كثير من القادة الميدانيين للثورة السورية تمت تصفيتهم في الداخل من قبل جهات دخيلة على الثورة، جهات اسلامية او جهات مما يمكن تسميتهم شبيحة ولصوص الثورة واغلبهم كانوا يعملون كمهربين او "صيّع" قبل الثورة،
كما عمدت جهات اسلامية محسوبة على الثورة الى اختطاف او اعتقال قادة او معارضين في الداخل لمجرد اختلاف الرأي او الموقف او الاداء السياسي بين الجانبين، قضية رزان زيتونة ورفاقها سميرة خليل ووائل وناظم مثال واحد فقط، وهو المثال الاقوى والاكثر سطوعاً، ولا يخفى على كثيرين ان جهات اسلامية عديدة في الداخل كمّت الأفواه
الأسوأ من كل ذلك أن المجلس الوطني والإئتلاف كجهات اساسية في تمثيل الثورة لم تعبّر عن رفضها لهذه الممارسات في كثير من الحالات، ... بل وصل القباحة ببعض المعارضين للدفاع بشكل غير مباشر عن المرتكبين، او تجاهل حالات القتل والخطف، ومثال ذلك موقف هيثم المالح بتبرير حادثة اختطاف رزان زيتونة ورفاقها، حيث قال مبرراً تلك الحادثة الإجرامية الشنيعة بما يعني ان المخطوفين "لم يراعو الاعراف الاجتماعية" ؟؟
الصمت عن الهجوم على المدنيين الموالين للنظام:
خطأ آخر يتعلق بمقتل صحفي فرنسي في حمص ادّعى النظام ان المعارضة قتلته وقالت المعارضة ان النظام قتله لكن الحقيقة ان الصحفي كان يغطي مظاهرة مؤيدة للنظام في احد احياء حمص الموالي للنظام، فتعرضت النظاهرة لقذيفتي ارب جي ادت الى مقتل الصحفي، الخطأ كان ان المعارضة صمتت ولم تدن اطلاق النار على المدنيين حتى لو كانوا موالين للنظام وقتها، كان ذلك أواخر 2012
لم نتعلم من موقف مدينة حماه في الثورة: التسلح غير المنضبط:
الخطأ الاكبر الذي وقعت فيه الثورة السورية هو انجرارها إلى التسلّح العشوائي غير المنضبط وفقدان الخطة و الاستراتيجية، فلأن كانت الثورة السورية ثورة شعبية عفوية لم يتصد احد لقيادتها في الداخل لكن الجريمة كانت ان اذعن الداخل لجهات خارجية غير سورية وسلّم لهم مصيره ومصير سورية ومستقبلها.
يدافع الكثيرون عن التسلح وكنت احدهم لكن بعد دمار اربع مدن سورية لايجوز الإيغال في الدفاع لأنه بمثابة انتحارن فما الفائدة من سقوط النظام بعد ان تدمر سورية ؟ فما بالنا لو دمرت سورية ولم يسقط النظام ؟ ألا نكون في هذه الحال كمن يساعد النظام على ان يطبق حرفياً اسوأ مقولاته " الاسد او نحرق البلد" بل نساعده على حزف ال "أو" فيصبح واقع الحال "الاسد ونحرق البلد"، لهؤلاء الذين مازالوا يدافعون عن التسلّح نسألهم لماذا لم تندفع مدينة حماه الى التسلّح ؟ اليس لأن تجربتها التاريخية تخبرها ان السلاح كان احد وسائل النظام لارتكاب مجزرة حماه الشهيرة ؟ ألا نتعلم من حماه أم يجب على كل مدينة سورية ان "تتعلم من كيسها" ؟!
لأن كانت الثورة عفوية، فلا يجوز أن يكون التسلّح عفوياً على الإطلاق ...
تطويب رجال الدين كقادة للثورة:
ليس الشيخ عدنان عرعور أحد الذين كانوا يلهمون السوريين عبر وسائل الاعلام باتخاذ خطوات جديدة للتعبير عن الرفض الشعبي واغلب تلك الخطوات مكرسة في النضال اللاعنفي ومعروفة منذ عقود، لكن الجموع السورية تلك لم يحاول معارض معروف عبر وسيلة اعلامية تتبنى، ان يقوم بفعل موازي للشيخ عرعور، اي ان يكون ملهماً للجموع السورية المتعاطفة مع الثورة او الثورية للقيام بافعال او اجراءات ضمن وسائل النضال اللاعنفي ....
فهمت الجموع السورية التي هي خارج نطاق الثورة او التعاطف معها تلك الاجراءات اللاعنفية فهماً دينيا او طائفيا باعتبارها كانت تستخدم عبارات دينية وباعتبار ان الداعي لها رجل دين سلفي عبر قناة سلفية تكفّر طوائف اسلامية واديان غير اسلامية، فكان هذا كاف لبقاء تلك الجموع خارج الثورة او خارج التعاطف معها واعطى إشارة او دليل قوي على ان الثورة هي ثورة دينية اسلامية اومذهبية سنّية ....
ولقد كان للشيخ عرعور دور جذري شديد الفاعلية في تقبّل الثوار الحركيين على الارض بمزيد من رجال الدين الحركيين غير السوريين الذين زودوا الثوار المقاتلين بالمال اولا ثم بالسلاح ثم بالتعليمات واخيرا حولوا انفسهم الى قادة للحراك العسكري ولو من بعيد
الى ان وصلنا الى المرحلة الثالثة وهي قبول تدفق المقاتلين الاسلاميين من دول عربية واجنبية الى سورية للقتال الى جانب الثوار السوريين ...
احتكار الاسلاميين والمتأسلمين للإعلام الحربي:
الامر الذي اعطى الانطباع ان الثورة السورية تحولت لتصبح ثورة اسلامية، فطريقة تقديم الاخبار والتغطيات الاعلامية صارت ذات طابع اسلامي إن كان من حيث المصطلحات الاسلامية في البداية ثم الطائفية لاحقاً، الدخيلة على الثقافة المرئية والسمعية للشعب السوري، واكتفاء المراسلين الهواة الذين يصورون قصف وجرائم النظام بعباراتين: الاولى: النظام يقصف او يقتل او يرتكب مجزرة في المكان الفلاني والثانية: عبارة "الله اكبر"، دون تقديم اي تفاصيل عن الحدث،
الاعتراف بالاخطاء شرط النجاح:
الثورة مثل الكائن الانساني او الكائن الاجتماعي إن لم تعترف باخطاء وقعت كما تقع كل يوم اخطاء بشرية واجتماعية قسرا او لسوء تقدير فلا يمكن لها ان تستمر. الاعتراف بالخطأ يشبه اخذ جرعة من الاكسجين النقي، أما الإنكار والدفاع عن الاخطاء او تصويرها كانجازات فهي تشبه محاولة خنق يقوم بها افضل واكثر الثوار ايمانا بثورتهم، يقتلونها دون قصد منهم ،من فرط محبتهم، أو من فرط خوفهم او من الجهل ... هكذا تتعدد اسباب اجهاض الثورات من داخلها، والصمت عن الاخطاء او الدفاع عنها احد اهم اسباب قتل الثورة، ولو كان الدافع حباً ، فلطالما كان الحب دافعاً للقتل، ومن الحب ما قتل كما يقول الشاعر العربي ...
فراس سعد



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية المدمرة على يد النظام والمعارضة
- كزخ المطر شهداء شهود
- سأحرق نفسي في باب توما
- عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله
- المريض السوري 2 : أخاف على خوفكم عليّ
- المريض السوري : مرة ثانية ... و العود أحمد ؟! ( إلى مهند الح ...
- أين الجيش السوري من الحرب الأسرائيلية على لبنان ؟
- الجواب الأصعب رداً على سؤال جهاد الزين الصعب ......نزعة الاس ...
- - اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري - نقد و تقريظ
- الهجوم على النظام تبريراً للهجوم على المعارضة........... و أ ...
- ضد إعلان بيروت – دمشق , دفاعاً عن ثلاثة أرباعه و عن كل الموق ...
- القراءة في كتاب الأب ......- الأمير- و الأسد
- الوطنية السورية و سورية أولاً رد على ياسين الحاج صالح
- الداخل مفقود و الخارج مولود ؟ - انجازات- الداخل السوري , - ف ...
- ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!
- إنقاذاً للبنان ... أفكار في تحييد لبنان إقليمياً و دولياً*ً
- هل النظام السوري في الخندق المعادي للمشروع الأمريكي ؟يلعب عل ...
- التكوين اللبناني .... لبنان ضحية موقعه و أطماع جيرانه
- مأساة المعارضة السورية , مأساة خدام !! النزعة الشخصانية عند ...
- قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فراس سعد - الثورة تعترف بأخطائها