أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حميد طولست - هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟















المزيد.....

هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 05:37
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
الرجل كان من كان ، ومهما ارتفعت مرتبته وعلت قيمته ، يبقى في الأول والأخير صنيع الأنثى ، وجوده من وجودها ، بل من فضلها ، فلولا أحشائها لما كان ، ولولا دمائها لما تخلق ولا وجد ولا عاش ، ولم يُسمع عن شخص ولد من رحم رجل أو أنجبته الطبيعة ، فهي المصدر وأم كل شيء ..! ومع كل هذا وغيره كثير جدا من المميزات ، فإن الرجال ، وفي مفارَقة غرائبية ومخالفة فاضحة مفضوحة مع ما جاء في القرآن الكريم من تكريم للمرأة وإعطائها ما تستحق من اجلال وتقدير. وفي تناقض مقيت مع ما أجمع عليه المسلمون ، ونصت عليه كل الشرائع الوضعية والحضارات الإنسانية ، وفي تناقض كبير مع ما يزعمه كل الذكور من شِّيَم الرجولة ونخوة القوامة ، ينقلبون جميعهم –إلا من رحم ربي - بلا منهجية على ما حباها الله من فضله وأعلى به من قيمتها إلى درجة جُعلت الجنة تحت أقدامها ، ويكفرون في مجملهم بقدرها ومقدارها وأنوثتها ، متوهمين بلا نصوص يستندون إليها ، بأن لهم عليها ، كأبطال لا يعيبهم شيء ، الأوَّليَّةَ، والفضلَ، والهيمنةَ، والسموَّ، حسب الأعراف السقيمة ، المبنية على الانفصام النكد بين التحضر كذوق والتحضر كمنظومة من المظاهر الخارجية المرتكزة على الخطاب الديني المتخلف ، الذي لا يعرف من الإسلام الا القشور المضخمة التي أصبحت عندهم بنفس الأهمية بل أكبر من الاسلام نفسه ..يفعلون ذلك وهم يعلمون تاريخيًّا أن نساء عديدات قد قدن أقوى الحضارات التي عرفها تاريخ الإنسانية ، كبلقيس ملكة سبأ التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس وأثني الله سبحانه وتعالى عليها وعلى ولايتها في القرآن ، لأنها كانت تحكم بالمؤسسة الشورية لا بالولاية الفردية، وكزنوبيا ملكة تدمر ، وعليسة فاتحة قرطاج و كليوبترا العظيمة ملكة مصر العبرة ليست بالذكورة أو الأنوثة ، ولو كانت كذلك ما ذم الله فرعون مصر في قرآنه الكريم ، لانفارده بسلطان الولاية العامة وسلطة صنع القرار ، وهو رجل .. ويتمادون في فعلهم المنكر عقلا وذوقا ، وهم يحقون بأن الإسلام سبق كل الشرائع الوضعية والحضارات الإنسانية في إعطاء المرأة ذمة مالية خاصة، وولاية وسلطاناً على أموالها، كما أن لها ولاية على نفسها، تؤسس لها حرية وسلطاناً في زواجها، يعلو سلطان وليها الخاص والولي العام ، وأن النساء ، في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، كُنّ أكثر تحرُّرًا ، وعشن قدرا غير قليل من الانفتاح ، وتنمية القدرات والمهارات الإنسانيّة الطبيعيّة ، قياسًا إلى ما تبغيه مراهقة المشايخ الذكوريّة ، الجاهلة بالدين الحق والسيرة النبوية الصحيحة ، من تحويل النساء ، وفي هذا العصر ، عصر الحرية والتحرر ، إلى محض الى مشاريع جنسية وأوعية لذة مشرعنة يتمتع بها الذكور بحجة الشرع والدين متى شاؤوا ، وينزو كل على ما ملكت يمينه الجواري ، كما ينزو الذئب على فريسته .
سلوكات مستهجنة تستهدف المرأةَ في شرفها، وعقلها، وكرامتها الإنسانيّة ، ولا تليق بالإنسانٍ الناضجٍ المنتمي لهذا العصر، عصر القرن الواحد والعشرين ، ولا يمكن اعتبار المروجين لثقافتها - المصابين بعقدة جهوقا : الاعتقاد بأن الشخص مكلف بمهام الله أو أنه الساعد الأيمن له- ، والساعين لنشرها وتعميمها بين الناس ، إلا حجة قاطعة على انهم لا يزالون مجتمعا غير ناضج وغير انيق وغير متطور ، ودليلا على أن في فههم للدين حَوَل ، وفي إيمانهم بتعاليمه ، والمتعلقة بطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة على الخصوص ، خلل شديد ، وتعبيرا صريحا عن أزمة في مفاهيمهم الأخلاقية والمبدئية الخارجة عن سيطرة وعيهم والمتحولة لديهم لما يعرف بالانفصامات أو الاكتئاب أو الوساوس القهرية الأقرب إلى المرض والشذوذ ، والتي لا يستطيعون التفكير والتعامل مع الغير ، إلا من خلال ثنائيتهم المقدسة التي يلاحقون بها الناس ويصادرون حرياتهم ورغباتهم والمبنية على أنك "إذا لم تكن معي ضد المرأة وتعتقد مثلي بأن صوتها وعقلها عورة ، وأن عليها أن تمكث حبيسة خلف جذران البيوت وقضبان الشرف والحجاب ، فأنت فاسق ومارق وكافر ويجب قتلك شرعا " نعم يجب قتلك باسم الدين المعشش في ذهنية أولائك الذين ملأوا الدنيا وشاغلوا الناس بتشريعاتهم المتخلفة البائسة عن الحلال والحرام وأهوال القبور ، التي لا تحترم حرية الرأي والتعبير والمعتقد التي يبذل وسطاؤه جوهدا مقصودة ومدبرة للسيطرة على الآخرين ، وخاصة منهم المرأة ، التي يعملون جاهدين لسحق شخصيتها تحت أقدامهم ، لمنعها من التعبير عن ذاتها الأمر الذي يعد عن المجتمعات المتحضرة جريمة تدمير بشعة مدانة بالشرع الاجتماعي والحياتي والقانوني ..
أنا لست ضد الدين والإسلاميين، كما يمكن أن يتهمني بعظهم بذلك ، فأنا مسلم وأحترم كل الأديان ، ولكني ضد كل التوجهات الليبرالية والعلمانية والدينية التي تنتهك حقوق الإنسان ، وتشوه الطبيعة الإنسانية ، وخصوصا طبيعة المرأة وتدعوا لاستعبادها بعد أن حررها الله وكرمها الرجال العظماء والدعاة الحقيقيون للإسلام الصحيح ، الذين قدموا ارواحهم ودماءهم في سبيل رفض الظلم ، والتمرد على الهوان ، بايجابية في السلوك ، وايثار في التعامل ، وترفع عن الصغائر، والأخذ بالأسباب ، وبناء الصروح الكبيرة ، وحشد للامكانات وشحذ للعزائم ، ووضع الخطط وتطوير مناهج التعليم لتحقيق التنمية والانتاج وتوفير فرض العمل الكفيلة بانتشال المواطن المقهور مما هو فيه من تعاسة وبؤس ، بدلاً من إلزام الجائعة بيتها وعدم مغادرته على أساس أن الله سيطعمها في الجنة .. الأمر الذي يعيد للذاكرة الخطابات الإخونجية المصرية التي ما كاد أصحابها من امتلاك ناصية القرار ببلاد الكنانة ، حتى عمدوا الى مصادرة القرار الالهي وأحلوا لأنفسهم وأتباعهم ما حرموه على غيرهم الذين لم يكن أمامهم من خيار غير الثورة العارمة التي قاموا بها كرجل واحد ضد كل القواعد المنحرفة التي أديرت بها البلاد باسم الدين ، والتي كانت أسوء فترة حكم عرفها الشعب المصري عبر تاريخه الحافل ..
وبما أن الحقوق لا تستجدى ، ولا تؤخذ إلا غصبا وعنوة ، وبعيدا عن المبالغة والتهويل والابتزاز وكيل الاتهامات بغير وجه حق ، فقد آن الأوان للمرأة -كما قلت في مقالة في نفس الباب نشرت على صفحات موقع جريدة "الحوار المتمدن" الغراء وهذا رابطها : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410437- أن تغير من نظرتها للصورة النمطيّة لقضيتها وللأحكام المسبقة التى تحاصرها ، وأن تستلم زمام دورها في المجتمع بفعالية وإصرار ، وأن ترفض كل ما من شأنه أن ينتقص من قدرها وقيمتها كإنسان ، معتمدة في دفاعها على نفسها وحقوقها على قدراتها ومجهوداتها ، وبعد ذلك فقط ، لا بأس من إشراك نخبة المثقفين المتنورين والسياسيين المتحررين بكل أطيافهم الذين يؤمنون بمشروعها التحرري وحقها الطبيعي في حياة راقية في مجتمع يحترمها ويجلها.. ، شريطة أن يكون الدفاع عنها سياسيا وليس انتقاميا حتى لا يكون هناك شقاق بين أبناء الوطن الواحد،
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.
- المراة عندهم ، والمرأة عندنا !!
- الصحراء المغربية ودور الجمعيات المدنية
- شعوب لا تقرأ !!!
- ظاهرة نكران الجميل !!
- بلاد تستوطنك ، كما يستوطن العطر أكمام الزهور !
- أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟
- فاتح ماي في فرنسا عيد مزدوج ، -رمانسية ونضال-.
- رد على منتقد -لولا الجنس لانقطع الجنس -
- لولا الجنس لانقطع الجنس (5)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (4)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (3)
- لولا الجنس لانقطع الجنس (2)
- لماذا فقدنا الابتسامة ؟؟..
- لولا الجنس لانقطع الجنس (1)


المزيد.....




- المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان يناقش أهمية الأسرة و ...
- فرنسا.. القضاء يلغي أمر ترحيل امرأة جزائرية عائدة من سوريا
- ارتاحي من زن العيال طول النهار .. تردد قناه طيور الجنة 2024 ...
- مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
- متحف مخصص للنساء فقط يتحول إلى مرحاض لـ -إبعاد الرجال-
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...
- تدمير رفح…معبر غزة الوحيد نحو النجاة


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حميد طولست - هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟