أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا














المزيد.....

المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 23:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


التهريب ليس مرتبطا بالإرهاب، التّهريب جزء من مافيا معولمة فاسدة و مبيّضة للإرهاب...
المهربون المتخفّون أدركوا أنّ طريقهم الوحيد للربح السّريع غير المعني بدفع ضرائب أو زيادة أجور، يمرّ عبر "الاقتصاد الموازي"...و لذلك سيطر الطرابلسية على الأسواق المسمّاة" سوق ليبيا" و التي تبيع بضائع مهرّبة يعلم بأمرها البوليس و دولته و رئيسه بن علي.
انهيار شبكة الطرابلسية، لم تعن أبدا سقوط النّظام الرّديف. بل ، تثبت المؤيدات أن أعداد أثرى الأثرياء في تونس نمت بنسبة تفوق 16 بالمائة وفق ما قدّره تقرير صحفي بريطاني...
و إذا كان "الاقتصاد الرّسمي" في مرحلة ركود صريحة، فإنّ نموّ الأرباح و أعداد الأثرياء يكشف أنّ اقتصادا بديلا "مخالفا للقانون المرعيّ" يسيطر على نسبة عالية من الاقتصاد عامّة ، و يشغّل دون شكّ أعدادا كبيرة من المهمّشين، دون ادنى ضمان اجتماعي أو تأمين صحّي أو خدمة تعليمية او سكنية ...
الجهاز الرسمي التنفيذي ممثلا في حكومة العار و الخيانة، ما فتئ يؤكد على أهمّية إدماج الاقتصاد الموازي في الدورة الاقتصاديّة ، لكنّ عوائق "قانونية" و "لوبيات خفية" تحرّكها بورجوازية الكنترة، تصرّ على البحث "عن حلول مختلفة"...يُضطرّ مهدي جمعة إلى بدء ما يشبه المعركة أو مجرّد ليّ الذّراع، مثل الاستقالة المفاجئة لمدير الديوانة بميناء حلق الوادي ، حيث أحد أفضع أوكار الجريمة في العالم. لاحقا، قد يكون مدير ديوانة رادس ، أو مطار قرطاج على رأس قوائم "المستقيلين"، و قد تتحرك نقابة الديوانة لمنع أي تغيير يحاصر أرباح منظوريها العالية جدا...لكن جمعة سينتهي مستسلما لأن المهربين وضعوه في السلطة ، و يجدر به حماية "مصالحهم" أو يرسلون مختلا لزيارته...
الكنترة، تسيطر اليوم على كل القرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي. نحن محكومون من الكناترية، ليس من ناقلي البنزين ، بل تجار المخدرات من الزطلة حتى الهيروين و الكوكايين، و تجار الخمور الفاخرة ، و تجار السجائر ، و تجار السّلاح و تجارة الرقيق، و باعة الأعضاء البشرية ، و شبكات الدّعارة ...هؤلاء هم أثرياء تونس الجدد.
البورجوازية النّافذة، و المرتبطة بالجريمة المنظّمة وفق تعريف "القانون الدولي" حتى...
تونس اليوم، بؤرة فساد كبرى، لذلك يُغتال أنيس العزيزي ، و تكتفي السلطة القضائية معلومة الارتباط و الدور و الوسيلة، باعتبار القاتل مختلّا...
يحاول القضاء الرخيص في تونس التغطية على عصابة مافيا نافذة و مرتبطة بالدولة ذاتها.
يُؤكّد أن تونس محكومة من قيس بن علي و شركائه الأخطر و الأفسد في الإدارة المركزية و فروعها في الجهات، في بن عروس مثلا...
الحرس و البوليس لا يلاحقون الكناترية و لا يحجزون بضائعهم ...ما يقدّمونه في الإعلام ،على أنّه عمل جبّار و جهود كبرى لمقاومة التّهريب، صعلكة درامية رديئة الإخراج و الإدارة.
البوليس و الحرس و الديوانة في تونس، أفسد أجهزة في الدولة التونسية ، و يصعب حقا تخيّل أجهزة أخرى في دول أخرى بنفس الدّرجة من الإجرام و الارتشاء و اللامبالاة...
عندما يصيح بوليس في القصرين بأعلى صوته مؤكدا أنهم أمسكوا شخصا ، أطلق سراحه من فرقة مكافحة الإرهاب بمقابل ماليّ، ماذا يعني ذلك؟
لا شكّ أنّ البوليس صاحب الصيحة يخشى محاسبته من إدارته المركزية على ما يُسمى ارتخاء أمنيا...سيحاسب مع بوليس القصرين، من خارج النقابات أو العصابات المسلّحة .
إن الكنترة اليوم، تشكّل الضربة القاضية للمسار الثوري في تونس. و هي بحجمها الضخم ،تحدّد ملامح الأعداء الطبقيّين و درجة تسلحهم، و تكشف أيضا مستوى تشتّتهم و تشظّيهم و سهولة ضربهم في مقتل...ربما على الحركة الثورية في تونس أن تنتبه الى هذا العمق من المعركة، و أن لا تركّز فحسب على الأداة النهائية للتنفيذ، اي البوليس. حيث ، تمتلك السلطة الطبقية الموازية جميع أدوات تفريخ البوليس. و المختلّون القتلة ، ينتظرون زرّ التشغيل فقط...
ظاهريّا قد يبدو الارتباط منعدما بين بورجوازية بوشماوي، و بورجوازية الكنترة، لكن الواقع المرير، يشي بأن بوشماوي ذاتها زعيمة الكنترة دون شكّ. و ليست بواخر رادس اليومية، غير ناقلة لحاجات مصانع بومشاوي و شركات القتلة من الأقلية الاستبدادية.
إن اغتيال أنيس العزيزي، أكثر خطرا و إرهابا من كل اغتيال سياسي عابر. لقد كشف الإرهابيون عن نواياهم الحقّة، و عن مخطّطهم للاستيلاء المقنّن على موارد الجماهير و مزيد السيطرة عليها ، ربما تأسّيا بزائرهم الفاسد محمد السادس.
و إذا كان المغرب الرّسميّ يتوه تحت ضربات الخوصصة المتوحّشة منذ زمن طويل، فإن بورجوازية تونس عبر بيدقهم في السلطة السياسية ، تريد تعليما و صحة مخوصصين دون أدنى تدخّل من الدولة أو ضمان أو رعاية منها. ما يعني الاستفراد بالجماهير عبر نصوص قانونية ، ستنتخب نفس الجماهير كتبتها و شعراءها و أنبياءها قريبا...
الكنترة ليست مجرّد تعبيرة محرومين ما عن جوع و فاقة شديدين، تضطرهما للمجازفة من أجل الرزق. كان ذلك صحيحا في السابق، عندما احتكر بنو ليلى طرابلسي مسالك التهريب و دروبه، أما اليوم فقد تحول ناقلو البنزين الى ذوات أنوية منغلقة بشدة على منطق ربحي قصووي . المهربون اليوم، يفرضون على أطفال أفرغتهم المؤسسة التعليمية الرسمية من كل قيمة إنسانية، ثم أردتهم عمالا مضطهدين بشدة و ربما ضحايا رصاص الجيش الجزائري أو غازات البوليس التونسي...
قات زمن تجارة بعض علب الحليب و حفنة من السكّر و الكاكاوية. اليوم ، وحدها الزطلة تصنع الحدث. و قليلون جدا ، يمارسون التهريب لكي يضمنوا رزقا يوميا ، فحسب. قليلون أقل بكثير من قدرتنا على عدّهم.
هنا تقع مصيبة مركزية . هنا أزمة 17 ديسمبر العميقة.
ينبغي توضيح التالي:علاقة الكنترة بالإرهاب، تتأسس على علاقة رأس المال بالكنترة.
إنني لا أستعيد خطابا فاشيا من إنتاج مخلفات بن علي و فضلاته ، إنني أتحدث على فوزي اللومي و كمال اللطيف و شفيق جراية و حمدي المدبو وداد بوشماوي الكناترية...
_________________
رضا كارم -قلعة سنان.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...
- فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي
- أيّ مشروع لأيّة صيرورة؟
- ما معنى العمل بين الجماهير لتحريضها و تحريرها؟
- الأول من ماي: ذاكرة الحرّية.
- إرهابي بقناع قاض، إرهابي بمهنة بوليس
- ثم صاح بأعلى صوته: حرّية، حرّية ،حرّية
- الخبز و الماء أو نشيد الجوعى في محفل المقاومة.
- السّياق و أزمة التّغيير
- ديمقراطيّ دون أنسنة، زاهد دون محبّة
- روايات -الوطن- ، واقع الاستعباد
- أزف زمن التقاطعات، للهزيمة أصل
- 17ديسمبر مجدّدا
- يمين الكاميرا، يسار الكاميرا
- الصيروة تخدعهم
- شارع الميزانية
- إننا نواصل معركة الأغلبية المسحوقة
- الفهم ليس التّفهّم:العلم ليس الإديولوجيا
- خبرة تخريج الأزمات
- الرؤوس تلتقي الفؤوس قريبا


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رضا كارم - المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا