أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)














المزيد.....

ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قضينا ربع قرن في تدريس مادة (الشخصية) فوجدنا ان النظريات التي تؤكد على ثبات سلوك الفرد واتساقه عبر الزمن وعبر المواقف (يعني الشجاع يبقى شجاع طول حياته) لا تنطبق عليها،وان هذه النظريات التي ما تزال معتمدة في المناهج الجامعية تجاهلت تأثير السياسة (السلطة) في الشخصية،وأن متابعتنا لتقلبات (تحولات)الشخصية العراقية يقدم اضافة معرفية نصوغها بما يشبه النظرية هي (ان الشخصية تتغير عبر الزمن وعبر المواقف وان النظام السياسي له الدور الرئيس في هذا التغيير)..واليكم ما يثبت ذلك.
سنقارن هنا سلوك الشخصية العراقية عبر الزمن الممتد بين نظامين: الدكتاتوري(35سنة) والديمقراطي(11سنة)..آخذين بالاعتبار أن ما نشخّصه فيها لا يستوفي صيغة التعميم ولا يشمل كل المواقف ،انما الغالبية من العراقيين والشائع المؤثر من المواقف..فضلا عن انه ليس من الصحيح علميا وعمليا القول بوجود شخصية عراقية واحدة تمثل المجتمع العراقي لتنوع مكوناته التي ينفرد بها في المنطقة.
الشخصية العراقية زمن النظام الدكتاتوري:
احدث النظام الدكتاتوري ثلاثة مواقف سلوكية في ثلاثة انواع بارزة من الشخصية العراقية،هي:
1.الشخصية السادية
2.الشخصية الماسوشية
3.الشخصية المتمردة(الثورية)
بعيدا عن اصل السادية والمازوشية وعلاقتهما بالسلوك الجنسي،فان المقصود بهما هنا وجود شخصين(كيانين،جماعتين..) احدهما يمارس القوة والآخر مستسلم لها.ولقد تجسدت السادية بأقبح وأفضع اشكالها في شخصية الرئيس العراقي السابق صدام حسين،بل انه كان سيكوباثيا باستخدامه العنف القاسي مع الخصوم.
ومن خصائص السادية أن صاحبها يعمد إلى ذمّ الآخرين وازدرائهم والتقاط عيوبهم وتحقيرهم والبحث عن أخطائهم وتضخيمها من أجل معاقبتهم بشدّة ، وتسيطر عليه دوافع تدفعه قسرا إلى تدمير سعادة الآخرين وتبديد آمالهم .
والحق نقول ان صدام حسين ما كان أول حاكم سادي في العراق(ونرجو ان يكون آخرهم)، فالسلطة في العراق مارست عبر أكثر من ألف سنة مختلف الأساليب التي تجعل الناس ينظرون إلى " الخضوع " بوصفه حقا للسلطة وواجبا عليهم، ويتقبلون آلامهم ولا يشكونها حتى لأنفسهم ، ليتحقق من خلال ذلك ( معادل نفسي ) طرفاه "السادية " و"المازوشية " يمنح السلطة الشعور بالاطمئنان على ديمومتها.
ولقد بدأ تدجين العراقيين على السلوك المازوشي في سبعينيات القرن الماضي،آخذا شكل الترغيب والترهيب للانتماء إلى حزب البعث الحاكم، ثم الإجبار على الالتحاق بالجيش الشعبي وعسكرة الناس الذي هو إجراء يعد من أعلى الممارسات في (معادل ) السادي – المازوشي بين السلطة ورعاياها،والمبالغة في أساليب إذلال الناس وتحقيرهم،أقساها..أخذ ثمن الطلقات من أهل المعدوم الذي تم بها قتله، وعدم السماح بإقامة مجالس العزاء للذين تعدمهم السلطة، والإعدام في الساحات العامة للهاربين من الجيش..فضلا عن انه خلق حالة من الخوف والرعب الجمعي والرقابة الأمنية المؤسسية والحزبية، وأوصل الفرد العراقي إلى أقصى حالات اليأس المتمثلة بتوليد يقين لديه بأن تقرير مصيره بيد السلطة وحدها التي لم تستطع أن تطيح بها ثلاثة حروب كبيرة وحصار شامل لثلاثة عشر عاما. حتى " البطاقة التموينية " كان لها دور سيكولوجي في إشاعة المزاج المازوشي بتوليد وتقوية الشعور لدى المواطن بأن الدولة هي التي تطعمه وهي خيمته التي يستظل بها، وأن عليه أن يخضع لها حتى لو كانت ظالمة. بل ان "الحملة الإيمانية " أيضا كان لها هدف مازوشي هو توجيه المواطن نحو التذرع بالصبر على ما أصابه من محن وفواجع، والشكوى لله وكبت شعور التذمّر من السلطة التي هي سبب محنه وفواجعه. والمفارقة انه، نجم عن المبالغة في ممارسة السادية من قبل السلطة، مبالغة في ممارسة المازوشية بين الناس، وكبت ملأ الحوصلة، وحقد يغلي من الداخل ينتظر لحظة الانفجار ليشفي غليله في انتقام بشع..وقد حصل!..من قبل الشخصية المتمردة (الثورية) التي اوجدها ذلك النظام بين أفراد الأسر المنكوبة بضحاياها بشكل خاص.فلقد شهدت بأم عيني كيف وضعوا اطارات السيارت حول رقاب بعثيين وأحرقوهم وهم احياء.واذا كان هذا على صعيد جماهير دفعها الشعور باخذ الثأر بهذه الطريقة البشعة،فأن النخبة السياسية والمثقفة من هذه الشخصية اصدرت قانونا اسمه (الاجتثاث)..الذي يعني القلع من الجذور..والمشحون بانتقام جسدي ونفسي واقتصادي واجتماعي بشع.
والفاجعة ان هذه الشخصية المشحونة بالانتقام هي التي استلمت السلطة (بالواقع سلّمت لها). ولأنها كانت تعاني من الشعور بالقهر والظلم والجور،وكانت في داخلها اشبه بتنور،فانها وجدت الفرصة لتنطلق منها الشرور..ضد جلادها واجهزته القمعية واتباعه اولا..ثم ضد الذين كانوا أخوة وحولهم صراعهم على السلطة الى اعداء..وكان ان حدثت تحولات كبيرة في الشخصية العراقية في الزمن الديمقراطي..تثبت صحة نظريتنا ان سلوك الشخصية ليس ثابتا ومستقرا عبر الزمن والمواقف ،وان نوع النظام السياسي له الدور الرئيس في هذا التغيير.
• مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذر عبد الآله الصائغ..العراقيون اجهضوا فرحتك!
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية:(3) الوعي الانتخابي واحياء ا ...
- حقائق جديدة عن الشخصية العراقية 2:التعصب للهوية والوصولية وا ...
- الطائفية والعشائرية والاأبالية هي الفائزة!. 1:خصائص جديدة عن ...
- من سيفوز في الانتخابات العراقية..؟تحليل سيسكوبولتك
- قاسم حسين صالح - كاتب وباحث، ورئيس الجمعية النفسية العراقية ...
- لو كنت برلمانيا..ما هي أولوياتك؟
- الدعايات الانتخابية -تحليل سيكولوجي للمرشح والناخب (1-2)
- ثقافة نفسية (116): ثقافة الاعتذار
- الاعلام..يتصدره الفاسدون
- التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ما افسدته السلطة في الشخصية العراقية (1-2)