أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالوم ابو رغيف - هل انحسر الابداع الفني والادبي؟














المزيد.....

هل انحسر الابداع الفني والادبي؟


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


ان فكرة انحسار الابداع وعدم تفوق صورته الحاضرة على تلك التي كانت عليه من قبل، خاصة في مجال الادب والموسيقى، كانت دائما محل نقاش متكرر في محافل المثقفين، بل وحتى بين الناس العاديين الذين دائما ما يرددون البيت المشهور
ايا ليت الشباب يعود يوما.. فاعلمه بما فعل المشيب
واعتقد لكن غير جازما، بان فكرة ( انحسار الابداع) لا تعكس رأيا مدروسا انما تعكس حنينا للماضي، انها نوع غير مباشر من الـ Nostalgia.
ارى ان هذا الحنين وهذا الشعور والافتقاد الحزين لزمن جميل او زمن ماض، لا يعكس الافضلية الحقيقية للواقع القديم ، فهو تفضيل افتراضي ليس الا، انه مقارنة بين الماضي في احسن صفاته وبين الحاضر الذي لا يرى فيه المتألم الا سيئاته.
ان هذه المقارنة هي نكوص شخصي لا ترى في الحاضر الا ادنى خصائصه، وتعبير عن شك في ان يكون المستقبل افضل من الحاضر، انه حكم غير حقيقي، تصنعه تفضيلات لحظة او فترة لزمن غير سعيد. زمن قد لا يفوق الانسان منه الى صحوة، ذلك لان الانسان لطبيعته الفيزيلوجية الصائرة الى شيخوخة والى الهزال الجسدي والنسيان وفقدان ثورية التغيير، والهبوط التنازلي الدائم في القدرة والارادة لزمن الحاضر بالاقتران مع عنفوان قوة الشباب في الزمن الماضي، فلا يجد الانسان عزاء اخر الا في معادلات التفضيل، التي تنظر الى الماضي مجردا من كل نواقصه ومن كل مآسيه ومظالمه ولا ترى فيه الا الاجمل.ـ ذلك لان الماضي كان ملك له وحاويا على اغلب اختياراته التي تتلائم و ذوق شبابه.
اتسائل ما هي معايير الجمال والابداع.. هل هي معايير محددة جامدة صالحة لكل زمان ولكل مكان؟
وهل هي اذواق طبقة محددة او شريحة او فئة اجتماعية، ام ان المعايير مختلفة الى حدود التناقض، متطورة باتجاهات متوازية فمنها ما يخص الشباب ومنها ما يخص الكهول؟
هي هي تفضيلات عمرية ام انها تفضيلات تحتكم الى معايير قياسية عامة لتعريفات للاجادة والابداع؟
اليس الفن والادب والفكر هو انعكاس لاخلاق طبقية، اليست الافكار السائدة هي افكار الطبقة المتسيدة؟
ام ان الادب والفن والفلسفة والموسيقى لا تنتمي الى طبقة او انها لا ترتبط باخلاقها او على القل بذائقتها؟ هل الادب والفن لا طبقي؟
هل يبكي الغني المترف عند سماع نشيج ناي حزين؟
هل يحس به؟
وهل يستذوق الكاسب والعامل والفقير سمفونيات الموسيقيين الكبار؟
وهل يصح محاكمة الانتاج العقلي او الفكري او الحسي وفق معايير وقيم طبقة او فئة اجتماعية او دينية، فيُمنع ويُقمع ما يُعتقد انه خادشا للذوق وللشعور السليم ويُسمح بما يتماشى وذائقة الطبقة السائدة حتى لو كان نشازا للادب والفن؟
لكن ما هو للابداع.. هل هو الاكثر اقترابا والاصدق تعبيرا الادق وصفا الواقع، ام انه الانجاز الذي يتوفق على ما هو موجود من اعمال اخرى، انجاز يتفوق على معدلات التطور التي تشهدها الاعمال المحسوسة او الملموسة المرئية او المسموعة.؟
بمعنى ان الابداع في عصر ما يعني التفوق على تطور الانسان في ذلك العصر الى مستقبل ارقى، او ان الابداع هو سابق لعصره! او يكون اعلى درجة في تميزه مقارنة بذلك الزمن وذلك المكان.
لكن الا يعتبر ذلك تناقضا، فاذا كان الماضي في ابداعاته وفي زمنه الجميل افضل من الحاضر، فان الحديث عن التطور يصبح حديثا للبلاهة، اذ ان اي تطور يعني المستقبل الذي يجد في الحاضر قاعدة له.
ان الذي يحصل، هو ان الفنون، الغناء والموسيقى والرقص وحتى الادب العالمي، لم تعد تعبر عن ذائقة الخاصة، اي الطبقات المخملية الغنية او ما اصطلح على تسميته بالطبقات الراقية التي كانت تفرض ذائقتها وتجعل منها اساسا للمدنية والتحضر.
لقد اصبح الفن معبرا عن اخلاق وتقاليد وعلاقات (العامة) في واقعها اليومي، لقد اصبح معبرا عن ميول الطبقات الشعبية وموجها لها.
ان ملاعب كرة القدم والساحات العامة والبلاجات في كبريات الدول تزدحم بالناس لسماع الغناء والموسيقى والتمتع بالرقص، انهم يعطون للحياة جمالا مفعا بالحيوية والسعادة الجسدية، بينما يقبع العجائز بهدوء وكسل في صالات الاوبرا او قاعات المسارح لسماع السمفونيات وتذكر زما مضى وانتهى ولم يبقى من وهجه الا رمادا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)
- التناقض بين ثقافة المكونات وبين ثقافة المواطنة.
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري اهانة للاسرة الشيعية
- لا تكذبوا فان للارهاب دين
- المرأة الشيعية
- اللا معقول في قانون الاحوال الشخصية الجعفري.
- ترويض الدواب
- النفعية في مناشدة الصدر عدم الاعتزال.
- الكرة في ملعب النجيفي.
- مهمة شيعية.
- المسلمون وهيرو اونودا
- هل الشيطان شريك الله؟
- التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مالوم ابو رغيف - هل انحسر الابداع الفني والادبي؟