أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامح عوده - كفر قدوم














المزيد.....

كفر قدوم


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 10:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كفرقدوم
عبق من التاريخ
بقلم : سامح عوده- فلسطين
(1)
للصباحات الملونة بأريج الزيتون لحنها الباذخ، لسواعد الفلاحات وأهازيج العمات والخالات عبق الأرض الخالد، على تلك السفوح التي يتجمد الحزن عندها حكايا أخرى لم تروَ بعد، فأطياف الأنبياء الذين مروا من هناك ظلت ماثلةً على الصخور الزرقاء، وبقيت قصصهم سراً مشفراً لم يفهم بعد، هم القديسون بقدسيتهم .. والطاهرون بطهرهم، وفي تلك الأمكنة البعيدة على السفوح الباردة عاش أجداد الأجداد، حفروا الصخر وشيدوا بيوتاً من حجارة الأرض..!! والاهم أنهم غرسوا الزيتون على امتداد العين فأثمر، وصارت قصة الأمس نهجاً للابن قبل الأب، هذا النسيج المتداخل كألوان قوس القزح بقي متلازماً كروحٍ وجسد، هذه الشيفرا معقدة الرموز حفظت عن ظهر قلب، فلم تدعُ الحاجة للدخول في تحليل تلك الكمياء المعقدة، صارت معادلةً رياضية تفهم بالبديهة، حدها الأول .. الأرض والثاني الإنسان الحافظ للعهد، وبين هذين الحدين أدوات الحساب والقسمة والضرب المهم أن يظل التلازم بين الحدين ليكون الناتج عشقاً أسطورياً بامتياز..!!
كفرقدوم .. البلدة الفلسطينية التي عاش فيها الكنعانيون بعد أن مرَّ في المكان أبوهم إبراهيم عليه السلام، القرية التي تقع في شمال الضفة الغربية بالقرب من مدينة نابلس على امتداد الطريق الواصل إلى مدينة قلقيلية بقيت شامخةً في وجه الريح وحجارتها العتيقة خيرُ شاهد بصمت على الذين مروا من أمامها، حتى حجارة البيوت وردية اللون بات تعرفُ تلك المعادلة الرياضية " الأرض والإنسان" ، ربما كتابة سطرٍ عن تلك العلاقة المتداخلة قد يكون طلاسم غير مفهومة، الأهم في الأمر أن الإنسان الذي بنى أول بيت في البلدة ورث قانون المعادلة للاحقين، أجزم أن عبقريته الفذة هي التي أبقت الأجيال في ذلك المكان الذي يعانقُ قرصَ الشمس..! .
البلدة التي نشأ على أرضها الولد وولد الولد والسابقون واللاحقون حاصرها الخراب من كل حدب وصوب فجاء اليهود وأسفل أهل الأرض يبحثون عن موطئ قدم لهم على أرضها، غير مدركين لحدي المعادلة المقدسة والتي ظلت محفورة في أدمغة أصحاب الأرض، أما اللقطاء فأرادوا أن يكونوا جزءاً من المشهد، جاءوا من هناك ومن بلاد الثلج كي يمارسوا عبثية خارقةً حاولوا غرس المنطقة بالمستوطنات المقيته، والتي بشكلها وشكل من يسكنونها الذين لا يتشبهون ذلك النسيج الفريد والمتلازم من العشق الواصل حدَّ التوحد بين الإنسان والأرض، بالعكس أنهم يعيشون حالة هستيرياً غير واقعيه ظناً منهم ان سلب الأرض من الممكن أن ينسف المعادلة المقدسة ذات الحدين، غير مقتنعين بأن الحد الأول لا يمكن أن يفصل عن الثاني بسهولة، هذا المعتقد الغريب حاولوا أن يطبقوه في كفرقدوم عنوة..!! لهذا كان على حد المعادلة الثاني أن يعمل على بقاء الحد الأول – الأرض – متلازماً معه، لهذا قدمت القرية – وما زالت - تضحيات جسام قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى قرباناً عطراً فداءً للأرض التي هي مصدر وجود أهلها ففيها مأكلهم وفيها مزارعهم واليها يعودون ليدفنون تحت ثراها الطاهر..!!
عاشت القرية الوادعة وعبر سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي والتي قاربت على نصف قرن حالة مأساوية بسبب الاحتلال الجاثم على الصدور، وبسبب المستوطنات التي أصبحت تطوقها من كل حدب وصوب، لهذا السبب كان شبان القرية يتدافعون واحداً تلو الآخر للالتحاق بركب الثورة الفلسطينية، مدركين أن لحن الخلاص من الاحتلال لا يمكن إلا أن يعزف بالدم وحده، وأن تلك المستوطنات لا محالة زائلة، طال الزمان أم قصر، وعبر مراحل الثورة من الكفاح المسلح إلى انتفاضة الحجر وصولاً إلى المقاومة الشعبية في كل محطة من تلك المحطات سار قطار الأمل بالتحرير والخلاص من الاحتلال من أزقة القرية وشوارعها المتعرجة، وفي كل مرحلة سطرت معجزة انتهت بمدرسة المقاومة الشعبية التي تعدُ كفر قدوم فيها مدرسة من مدارس الوطن .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام جدتي على فراش الموت
- هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير
- إعلام هابط
- أحلام أمي البسيطة ..
- أحلام الناس البسطاء
- أنشودة المطر ..
- ريشة البدوان .. وترنيمة الفنان
- اجرام منظم
- السلام المفقود .
- مطرٌ في المحيط البعيد
- يا صديقي ...
- أطفال البرد ..
- حماس .. تكتيك أم مرحله جديدة؟
- الله يسعده “الان جي اوز”
- ريشة البدوان .. وتسامح الأديان (2)
- وفي الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ
- عنصريون بامتياز.
- اللعب مع الكبار
- ريشة البدوان .. ومخيلة الفنان
- في لامبال


المزيد.....




- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامح عوده - كفر قدوم