أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - عشاق يسوع














المزيد.....

عشاق يسوع


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 20:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يا يسوع,يا رب,امنحني القوة التي تمنحها لبعض الناس, امنحني بعضا من النور الذي تعطيه للشمس,قوي إيماني,امنحني بركاتك, أروي عطشي كما تروي الأرض, دع معدتي تفيض من عندك, امنحني الطمأنينة التي تمنحها لبعض الناس, يا يسوع,يا منجي الهالكين إني هلكت,إني أرتعب خوفا, أمنحني بعضا من الدفء في فصل الشتاء,امنحني النور السماوي والخلاص الأبدي,لا ترد يدي فارغة, لا تتركني للأشرار , سامح الذين ظلموني ولا تجعلهم يقعون في يد أشرار أكثر منهم شرا, أنا لا أحب أن يتذوق أحدٌ مثلي طعم الظلم, فقد ولدت مظلوما وعشت مظلوما وأعرف مرارة الظلم, لا تحرم الذين حرموني من لذة الحياة, فقد ولدت محروما وعشتُ محروما وأعرف ما أقسى طعم الحرمان وما أمرُّ مرارته, لا تقتل الذين قتلوني, ولا تقطع رزق الذين قطعوا رزقي, فقد جربت طعم الرزق المقطوع ولا أريد أحدا غيري أن يتعرف على طعمه أو لونه أو قساوته, لا تقطع أرحام الذين قطعوا لحمي..لا تقطع يد الذين قطعوا يدي وصادروا كل قصائدي, لا تسجن الذين سجنوني , لا تُغضب الذين أغضبوني , لا تقمع الذين قمعوني ولا تحرم الذين حرموني , لا توقف الدماء في عروق الذين أوقفوا الدماء في شراييني , لا تقطع أنفاس الذين قطعوا أنفاسي , إن لم نكن نحن عشاقك عشاق يسوع رحماء فمن سيكون رحيما؟ إن لم نكن نحن عشاق يسوع كرماء مع الذين حرموني فمن سيكون كريما غيرنا! إن لم نكن نحن عشاق يسوع متسامحين مع الذين ظلمونا فمن سيكون متسامحا, وإن لم نكن نحن عشاق يسوع مسيحيين مخلصين فمن سيكون مسيحيا فعلا قولا وعملا؟؟نحن أصحاب القضية,ونحن عشاق القضية ونحن أنصار السلام إن لم نكن نحن عشاق يسوع وُدعاء فمن سيكون وديعا أو حليما أو صابرا على الألم, إن لم نتألم نحن عشاق يسوع عن الناس الذين لا يحتملون الألم فمن هو الذي سيتألم من أجل هؤلاء المعذبين!!, إن لم نكن نحن عشاق يسوع دعاةً للسلام فمن غيرنا سيدعو له؟ نحن عشاق يسوع نكره الثأر ونكره الانتقام ونكره الإرهاب, دعهم وما يعبدون, فسيأتي عليهم يومٌ فيه يعتذرون , سيعرفون أنني على حق وأنهم على الباطل, لأنك ستدين الذين أدانوني زيفا وبطلانا.

رحلت جموع المصلين وانتهى الوقت الحقيقي للصلاة, وها أنا أصلي إليك في الوقت الضائع, لم استطع أن الحق بجموعهم, لملموا أدواتهم وتركوا المكان فارغا, انفض السامر الذي كان يشرق بنور وجهك , لملمتُ كل أوراقي الذهبية اللون, طرزتُ كلماتي بماء العرق الذي تصبب من وجهي ومن أعلى جبيني, وضعت بعضا من الورود في مزهريتي, وصليت لك من أجل أن تسامح الذين ظلموني وداسوا على أصابع يدي التي أكتب لك فيها , صحيح أنهم وحوش وأنا حملٌ وديع, صحيح أنني تعرضت للتهميش وللظلم كثيرا,ولكن ما معنى المسيحية إن لم نسامح أعداءنا والذين ظلمونا, لا يمكن للمسيحية أن تكون مسيحية من غير أن نسمح عن قاتلنا وجلادنا ومعذبنا ومهمشنا وقاطع يدنا ولساننا.

أعرفك حق المعرفة وأتابعك من بعيد ومن قريب, لا أحد يقدر أن يأخذني منك,لا حب يقدر أن يستولي على حبي لك, نحن المعذبون في الأرض تقشعر أبداننا حين نسمع أسمك أو حين نستمع إلى صوتك, أنت لا تخفى على أصحاب القلوب الرقيقة والعيون الدامعة والقلوب التي تنزف, صلاتك لا تخفى على قلوب المحبين , منذ متى وأنا أعرفك؟ منذ قليل, حين سكن الناس غرف النوم وهجروا الشوارع والأسواق المزدحمة وذهب كل خليلٍ إلى خليله إلا أنا بقيت مستيقظا أحاول أن ألمح وجهك وأن أتنفس أنفاسك وأن ألثم بشفاهي ولساني دمك النازف من رجليك ومن يديك , لست أدري هل عبر العابرون إليك مثل عبوري أم أن عبوري إليك كان غير مسبوقٍ على الإطلاق , تركتُ ورائي مدنا ضائعة , وأناسا أضلوا الطريق , تركت ورائي الشوارع غير مضاءة والقلوب هائجة والذئاب تعوي في كل مكان, تركتُ ورائي جزء من قلبي, تركتُ ورائي عصير البرتقال الذي أحبه, واخترت الجوع والفقر والحرمان ,وتركت كل الناس يظلمونني لكي أفوز بك يوم الدينونة, قلت لنفسي: يا رب لي وليس عليّ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة السلام في الديانة المسيحية وصناعة الحرب في الديانة الإ ...
- أين أنت يا مريم!
- موعظة المسيح على الجبل
- أنا أتألم إذن أنا مسيحي
- يوم ميلادي يوم السلام
- قطتي البيضاء
- لا تبتسم إلا وأنت ميت
- الإنسان هذا المخلوق
- الجنس والسلام
- حول الإسلام السياسي
- ملاحظتان على أسماء الله الحسنى
- الإسلام هو الحل!!!
- السلام والحرية السياسية الفردية
- دولة بدون مجتمع مدني ستسقط
- السلام بين الشعوب
- السلام فرصتنا الأخيرة
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - عشاق يسوع