أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - السلام فرصتنا الأخيرة














المزيد.....

السلام فرصتنا الأخيرة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 22:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


السلام في هذه الأيام العصيبة فرصة ذهبية لا تعوض وأخشى إن لم نستجب للسلام أن نبكي في القريب العاجل على آخر فرصة أضعناها من أيدينا كانت في يوم من الأيام وفي وقتٍ من الأوقات تدعونا للسلام, وأخشى أن يأتي يومٌ علينا نطلب فيه السلام في ال وقت الضائع.. السلام فرصتنا المتاحة لنا في هذا الوقت لكي نربي أجيالا جديدة تكره الحروب والدمار وتسأل عن أي وسيلة توصلنا بالآخرين لكي نعقد معهم صفقات من السلام, لا نريد شراء أسلحة وبنادق ومدافع وطائرات لحماية أنفسنا, الشيء الوحيد الذي يحمينا هو السلام, السلام يحافظ لنا على حياتنا ويكفل حياة ومستقبلا جميلا وواعدا للأجيال القادمة, السلام ميراث مثله مثل المال يجب أن نورثه لأبنائنا, والحرب ميراث نورثه لأبنائنا ومن الأفضل لنا وللأجيال القادمة أن نهديهم حمامة سلام وغصن زيتون أفضل عند الله من أن نهديهم الأسلحة والقنابل والأحزمة الناسفة, السلام في هذه الأيام فرصة لا تعوض, صدقوني إنها فرصة لا تعوض أبدا ولا نريد أن نفقدها للأبد, يجب أن نخلق جيلا جديدا مطاوعا لنا ومحبا للخير وللسلام, وهذا أفضل عند الله من أجيال نربيها على حب الحرب والقتال, وأعداؤنا اليوم قبل أصدقائنا يدعوننا للسلام وللعيش معهم بسلام دائم, الأجيال القادمة ستحقد علينا إذا لم ننتهز اليوم الفرصة الأخيرة للسلام كما نحن اليوم نحقد على آباءنا الذين لم يورثوا لنا سوى الحروب والدمار والقتل والسلخ والجلد وقطع الطرق والسحل للمعارضين في الشوارع.

أبحث عن العيش بسلام في أي مكان يقيني من الأشرار, أبحثُ عن السلام في أي مكان أجد نفسي فيه صدفة أو عن عمد,أحاول أن أغتنم أي فرصة للسلام, أبتسم واضحك في وجوه كل الناس حتى أولئك الذين يكرهونني أحاول دوما أن أهديهم من كل قلبي ابتسامة عريضة, وأحيانا أضحك وأنا أتألم من الداخل لكي أكسر الحزن الذي بداخلي من خلال مدة يد مسالمة ونظرة عين مسالمة وابتسامة مسالمة ووجه بشوش مسالم, أحاول الحفاظ على هدوئي لكي أنعم بالمحبة وبالسلام, نسيت زمن الثورات والغضب ولهيب البركان المستعر, استبدلتُ ناري بالسلام واستبدلت أحقادي بحب السلام وبالتعاطف مع كل الناس.

أحاول أن أنسى كل من أساء وما زال يسيء إليّ, أحاول أن أنسى كل من خطط وما زال يخطط للإيقاع بي, أبحث عن وجه السلام في الأزقة وفي الشوارع وفي الكتب والمجلات العتيقة والحديثة, أبحث عن أي يد ممدودة للسلام من بين أضواء السيارات ومن بين الضباب, أحاول أن أمد يدي لكل الناس, أحاول أن أكتم سري عن الناس, أحاول أن أخبئ أسراري في بئر الماء الذي يقع في وسط المنزل, ومن ثم أحاول أن أبوح بسري لكل الناس الأخيار ولا أخفي سري إلا عن الأشرار, أحاول أن اشرب شربة ماء بسلام, أحاول أن أأكل لقمة طعامي بسلام, أحاول أن أتنفس كل صباح بسلام.. أحاول أن أعيش بسلام وأحاول أن أنام بسلام وأصحو بسلام, أحاول أن أمشي في الشارع بسلام وأحاول أن أعمل بسلام, وأحاول أن أحافظ على السلام بيني وبين الأهل والجيران والأصحاب, وأحاول أن أقبّلَ الأرض بسلام وأحاول أن ألملم جراحاتي بسلام, أحاول دوما أن أكون إنسانا مسالما يحترم كل الناس ويحترمونه.

لم يبق لنا أي فرصة للعيش إلا أن نعيش بسلام, فقد جربنا الحروب ورأينا الموت بأعيننا, رأينا القتل والسحل بالشوارع لكل مختلف ومخالف لنا ولم نجن غير الشر, ولا يوجد حلٌ لفك عقدة الخوف التي في داخلنا إلا أن نعيش بسلام ولا شيء غير السلام, لم يبق لنا لقمة طعام نأكلها إلا بسلام, ولم يتبق لنا من هذه الدنيا إلا طرح السلام والتفاوض بسلام والنقاش بسلام والحوار بسلام والتعايش مع الآخرين بسلام, زمن الحروب قد انتهى وولى واليوم لم يعد أمامنا أي حلٍ نرضاه لأنفسنا إلا الحلول التي تقوم على أساس سلمي وتبدأ بالسلام وتنتهي بالسلام, السلام يجعلنا نقيين من الداخل والخارج , السلام يبني لنا بيوتا أبدية ويحافظ على كرامتنا وكرامة الآخرين, لن ندع هذه المرة أن تفوتنا هذه الفرصة للسلام, لأن السلام هو الوحيد الذي تبقى لنا ولن يكون في المستقبل أي حلٍ لمشاكلنا سوى تلك الحلول التي أولها سلام وآخرها سلام, كثرة الكلام لا تغني عن الحقيقة, وكثرة الجدال لا تغني عن الحقيقة, السلام هو الطرح المهم وهو الطرح الوحيد الذي من الممكن له ولنا أن ننقذ آخر ما تبقى لنا من بيوت ومعاقل ومباني وزهور وأودية وجبال وذكريات لنا في كل زاوية وكل شارع وكل زقاق وكل حارة , السلام شجرة وحمامة ونسمة هواء رطبة وباردة في فصل الصيف, السلام كلمه يهديها لنا ملك السلام, السلامُ من ملك السلام, السلام شمعة نضيئها في وجه الظلام, وعود ثقاب وآخر بصيص من النور يومض لنا في نهاية النفق.. السلام دمعة رقيقة وابتسامة عريضة, السلام يجعلنا نقيين من الداخل ومن الخارج, السلام ينقي قلوبنا ويصفي لنا دمائنا, السلام يأخذنا إلى العوالم الأبدية, السلام في ذاكرة الشعوب آخر ورقة نكسب فيها أعداءنا وسيبقى هو الحل الأخير لكل مشاكلنا, السلام يجعل مني ومنك ومنهم ومنهن عبارة عن كتلة من المشاعر الدافئة في فصل الشتاء, السلام خطة عالمية,وجوهر كل القضايا والمشاكل المعقدة, والمشاكل التي لم تستطع الحروب حلها وأظن بأن السلام وحده هو من يحلها لنا حلا نهائيا يكون عادلا وشاملا ومنصفا لنا وللأجيال القادمة.. السلام يبحث عنا ونحن من نحاول أن نهرب منه, السلام يفتش علينا وعن مخابئنا لكي يعطينا الأمن والطمأنينة على أرواحنا وكثيرون هم الباحثون عن السلام ويجب علينا أن ندقق النظر قليلا لكي نجدهم أمامنا, كثيرون هم الذين يبحثون عنا لكي يعقدوا معنا اتفاقيات سلام متبادلة, السلام وسادة ناعمة ننام عليها بكل هدوء, السلام كلمة من الله لها الكثير من المعاني المختزلة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!
- رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)
- صفات المسلمين
- أخطاء البخاري
- السعادة مجرد حلم
- العده تعبانه
- الروتين
- مقارنة بسيطة بين الإسلام والمسيحية
- الرأي الواحد في أسلوب التدريس
- شكرا يا يسوع
- تربية العرب لأبنائهم
- عقيدة الشيطان2
- عقيدة الشيطان1
- جربوا الحياة مع يسوع
- الجوع والبرد والظلم
- سيعود المسيح


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - السلام فرصتنا الأخيرة