أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - السلام والحرية السياسية الفردية














المزيد.....

السلام والحرية السياسية الفردية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 23:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعتبر الدين الإسلام مثالا أوليا على الفكر والمنهج الذي يشكل تهديدا صريحا لأمن الآخرين واستقلالهم , والإسلام لا يسمح بحرية الرأي الشخصي مطلقا ويحارب الإسلام أي مذهب وأي منهج فكري مخالفا له, لذلك يُدرج الإسلام تحت قائمة سوداء تشكل خطرا كبيرا وشديد وتهديدا لأمن الآخرين ومعيقا للحرية الفكرية وللحرية الشخصية الفردية بما يتعارض ذلك مع الجوهر الحقيقي للحرية الفردية ولحقوق الإنسان, والسلام العالمي هو البديل لأي فكر ولأي منهج خارج على القانون, وبما أن الإسلام يعتبر تهديدا صريحا لأمن الآخرين فإن السلام العالمي هو الدين الجديد الذي يضمن للأفراد استقلاليتهم في الحرية الفردية التي يصونها أو تصونها دولة القانون والمؤسسات وهو الحل للنزاعات السياسية العالمية بدون استخدام العنف, أو لنقل أنه البديل عن سياسة العنف, وهو المثل الأعلى للحرية السياسية التي تنادي فيها كافة الدول, والسلام لا يكون فقط بين الدول, بل هو أيضا بين الأفراد من مختلف الطوائف الدينية والسياسية, فبدل أن تستخدم الطوائف العنف لمحل مشاكلها السياسية يكون السلام العالمي هو البديل لحل تلك الخلافات التي لم تستطع الحروب حلها, ويقال بأن الحرب تحل المشاكل التي لا يستطيع السلام حلها, ولكن هذا يكلف كل الأطراف الشيء الكثير ولا يخرج أي طرف في الحرب منتصرا بل الكل يخسر, لذلك السلام هو الحل الوحيد لكل مشاكلنا.

وعلى الصعيد الفردي هنالك داخل كل دولة اتجاهات سياسية مختلفة متباعدة عن بعضها البعض في الرؤيا وفي المنهج وفي السلوك وفي طرائق التفكير المختلفة, وهذه الخلافات في وجهات النظر المبدئية تؤدي إلى نزاعات ومشاحنات بين هؤلاء الأفراد, وتؤدي إلى تسلط الأغلبية الساحقة على الأقلية المسحوقة وهذا قد أدى في الآونة الأخيرة وخصوصا في الدول العربية إلى حمل العصا وإشعال نار الحروب والفتن, على مبدأ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أني رسول الله أو يدخلوا في الإسلام أو يدفعوا الجزية أو يقتلوا مثل الخِراف,وهذا كله يعتبر تهديدا لأمن الأفراد والجماعات ولا شيء يحمينا من هذا الدين النازي إلا السلام العالمي الذي يكفل الحرية للجميع وهو البديل الأمثل لحل النزاعات دون استخدام العنف بشتى وسائله وأدواته المعروفة لدينا جميعا لذلك السلام العالمي بين الأفراد هو جوهر روح الفرد, وهو في الحقيقة يؤدي إلى تعميق ثقافة الحرية الفردية وزرع روح المحبة والوئام بين الأفراد والجماعات على أساس أن كل إنسان حرٌ في اختياراته السياسية والثقافية والدينية, وعلى الدولة أن تكون راعية لمبادئ السلام العالمي بين الأفراد والمواطنين وأن تضمن أيضا تعميق نشر ثقافة حقوق الإنسان على اعتبار أن لكل إنسان مزاجه الفكري الخاص بما يتناسب مع أهوائه وذوقه وحبه واختياره, ولكل إنسان أيضا رؤيته ومنظاره الخاص الذي ينظر فيه للأمور سواء أكان مختلفا مع غيره أم متفقا معه,فليس مهما أن أكون متفقا معك,المهم أن أدافع عن حريتك في القول والعمل حتى وإن كنت مختلفا معك فكريا شريطة أن لا يمس تفكيرك أمن وأرواح الآخرين وأن لا يشكل فكرك خطرا على أمن الفرد والجماعة, وكل فكر مهما كان نوعه مسموح به شريطة أن لا يمس بشيء لا من قريب ولا من بعيد بأمن الناس وإزعاج الآمنين في مساكنهم, والإسلام في الحقيقة يشكل تهديدا لأمن الآمنين في مساكنهم ويجب على الإسلام أن يقبل بمبدأ السلام العالمي ونشر ثقافة حقوق الإنسان والعمل بمقتضاها, وعلى الدولة أن تكفل حرية التعبير للجميع وحرية التفكير للجميع وليس لأحدٍ سلطة على أحد إلا بسلطة القانون التي تحترم حقوق الإنسان وتدافع عنها.

ولكل إنسان الحرية في اختياره لدينه ولمنهجه البحثي ولطريقة حياته الخاصة التي يريد أن يحيا عليها, ومهما أراد الفرد أن يفعل ومهما أراد أن يعمل من أعمال لا تمس أمن الآخرين ولا تهدد حياتهم تعتبر بحق مثل تلك الأعمال مشروعة بسلطة القانون الذي يكفل الحرية للجميع, فتهديد الآخرين غير مسموح به مطلقا, وقمع الآخرين غير مسموح فيه مطلقا وأي عمل ديني أو ثقافي أو سياسي يهدف إلى تحجيم الآخرين والتقليل من أهميتهم يعتبر عملا باطلا وجريمة يعاقب عليها القانون بالحبس أو بالغرامة وإن لزم الأمر بالنفي من البلد أو الوطن, وإعاقة عمل الآخرين وتكبيل حرية الأفراد أيضا جريمة يعاقب عليها القانون, وكل عمل يهدف إلى تعميق مبدأ الحرية للجميع يعتبر عملا إنسانيا وقانونيا, فلقد سئمت الدول والشعوب من الكبت ومن المعاناة ومن الملاحقات الأمنية لأصحاب العقول المختلفة عن الأغلبية, فالحرية الفردية لا تقاس مطلقا بالأغلبية فلكل فرد حريته مهما كان اتجاهه الفكري أو الديني أو السياسي حتى لو كان هو المواطن الوحيد الذي ينهج هذا النهج, ولكل إنسان الحق في أن يحيا ويفكر بالأسلوب الذي يرتضيه لنفسه شريطة أن لا يمس دولة القانون والمؤسسات التي ترعى جميع الطوائف والأديان والمذاهب والفلسفات وأن لا يمس الناس ولا يهدد مصالحهم وأن لا يكون فكره أو منهجه الفكري يشكل تهديدا للآخرين, سواء أكان بإرهابهم أو بقمعهم أو بملاحقتهم, وفي الحقيقة المسلمون أحوج ما يكونوا إلى فهم قضية الحرية الفردية والدينية وعلينا أن نثقفهم بمفهوم ثقافة حقوق الإنسان وأن ننشر هذه الثقافة ونساعد على حملها كرسالة دينية عصرية يعترف فيها الكبير والصغير.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة بدون مجتمع مدني ستسقط
- السلام بين الشعوب
- السلام فرصتنا الأخيرة
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!
- رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)
- صفات المسلمين
- أخطاء البخاري
- السعادة مجرد حلم
- العده تعبانه
- الروتين
- مقارنة بسيطة بين الإسلام والمسيحية
- الرأي الواحد في أسلوب التدريس
- شكرا يا يسوع
- تربية العرب لأبنائهم
- عقيدة الشيطان2
- عقيدة الشيطان1


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - السلام والحرية السياسية الفردية