أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - يوم ميلادي يوم السلام














المزيد.....

يوم ميلادي يوم السلام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 21:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اليوم هو عيد ميلادي الذي أحتفل به سنويا, ولكن احتفالي ليس بمولدي بل بدفن أبائي وأجدادي والاحتفال بالسلام العالمي, فكما يقول الفيلسوف والمؤرخ الأثيني(هيرودوت) ( وقت السلام يدفن الأبناء الآباء, ووقت الحرب, يدفن ال آباءُ والأجدادُ الأبناءَ) ومن هذا المنطلق دائما ما أشعر بأن يوم عيد ميلادي ليس عطلة رسمية بل هو يوم عمل لتحقيق أنشودة السلام وهو يوم السلام العالمي والانفتاح على العالم الآخر, العالم الذي تسود فيه قيم الحب والعدل والحرية ونشر ثقافة حقوق الإنسان, ودائما ما اشعر برغبة جامحة بدفن الآباء والأجداد لأن عندي رغبة للسلام مع إخوتي وجيراني ومع أهلي وأقربائي,ومع كل من كان وما زال مختلفا معي في وجهات النظر المتعددة حول المواضيع المهمة مثل:الدين والجنس والسياسة,والسلام, وأشعر دائما بأن هؤلاء الآباء والأجداد لا يريدون السلام معي أو مع الحضارات الأخرى, لأنهم يريدون قتلي ودفني على حسب مقولة(هيرودوت), يتابعونني لينقضوا عليّ, يكيدون لي, يضعون العقد أمام منشاري الخشبي, يهددونني بالقتل وأحيانا يبصقون عليّ في الشوارع دون أن يخجلوا مني وهم يستوطون حيطي, وهم يريدون نفيي من البلد, هم لا يرغبون بالسلام بل يرغبون بالحرب كما يقول المؤرخ هيرودوت,ولو كانوا يرغبون بالسلام لَما سعوا إلى إخماد ناري وثورتي على الجهل الذي مثله مثل المعرفة من حيث قابليته للزيادة, فالجهل مثل المعرفة قابل للزيادة, وأنا في الحقيقة إنسان يعيش في ألم شديد والسبب ثقافتي وكثرة قراءتي وكثرة ما أجمعه من معارف لأني أعيش بوعيي وأشعر وأحس بالعالم وهو يتحرك من حولي,وأشعر وأحس بآلام الآخرين,فأنا إنسان كثير التألم وشديد الحساسية, أنا إنسان كلما ازددت معرفة كلما ازددت ألما, وكلما زادت ثقافتي كلما ازدادت مواجعي أكثر.

منذ أن ولدت ووعيت على هذه الدنيا وأهلي وجيراني ينظرون لي نظرة استغراب ونظرة فيها الكثير من الدهشة,مع أنهم أحيانا يعترفون بي ويقولون:لولا أفكاره لكان أفضل مسلم على وجه الأرض, كلهم يتهمونني بعد ذلك بالجنون بسبب آرائي وأحيانا يقولون عني أنني(خالع) وأحيانا(معتوه,مجنون,غريب, مفصوم,أهبل,كافر,مسيحي نجس) وهذه التهمة الأخيرة أتألم بسببها جدا جدا, فكوني إنسان مرهف الحس وأتعاطف مع الديانة المسيحية أغتاظ من هذه المسبة والشتيمة وأقول كما قال الفيلسوف: ديفيد هيوم: (يمكن القول بصفة عامة أن الأخطاء في الدين خطيرة، والأخطاء في الفلسفة سخيفة فقط),فإذا أخطأت فلسفيا فهذا الخطأ سخيف ولكن أخطاء أهلي وقومي في الدين كبيرة جدا لأن فيها قطع الأعناق والأرزاق والأرحام والمحبة والمودة وأخيرا تقتل السلام العالمي الذي نتطلع إليه جميعا, أنا عندي رغبة بالسلام مع كل الناس وعندي استعداد على بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق رسالة المحبة والسلام , الحرب ورفض السلام وأخطاء المتدينين تؤدي أيضا إلى قطع الخيط الأخير الذي يهدف إلى ربط كافة الأفكار والمعتقدات في رباط واحد وهو الحرية للجميع, أما السلام فيؤدي إلى قطع العلاقة مع تراث الآباء والأجداد,أي قطع وفصل التراث الذي يؤجج نار الحرب والعداء بين المذاهب والأديان والأفكار, فالذي يريد السلام الحقيقي يجب أن يقطع علاقته بأجداده وآبائه والذي يريد الحرب يجب أن يتواصل مع الآباء والأجداد, أي المعسكر القديم, إن رغبتنا بقطع العلاقة مع الآباء هي رغب ة أو عبارة رمزية تشير إلى التراث وإلى الحروب القديمة التي حصلت بين المسلمين وبين اليهود وأنا بصراحة أريد أن أمد يد السلام وبأن أطير حمامة السلام, وإذا أردت أنت مثلي السلام فيجب عليك أن تقطع صلتك مع التراث وفقه التراث.

ولكن الأجداد أو الدماء القديمة كما يقول آرنولد توينبي مؤلف كتاب(تاريخ البشرية): أن التقليد أولا هدمٌ للشخصية وليس فنا, وثانيا أن تقليد القدماء هو عبارة عن(سكب دماء حية في أجساد ميتة) وهذا ما يحصل معنا على الصعيد العربي الإسلامي, نحن ندفن الأبناء ونسكب دماء حية في أجساد ميتى فعلا, ونحن قوم لا نريد السلام مع الآخرين والدليل على ذلك هو أن أهلنا يوميا يقتلون ويدفنون أبناءهم, ودفن الأبناء هنا يرمز إلى قتل الأفكار الجديدة والمعتقدات الجديدة والحياة المعاصرة, فمتى سنصحو من سباتنا ونبدأ بصقل المواهب الجديدة الباحثة عن السلام؟ نحن نريد أن نعيش بسلام وبأمن وبطمأنينة, نحن نريد أن نربي أبناءنا على عدم تقبل الأفكار والمعتقدات القديمة نريد منهم أن يُكوّنوا لأنفسهم شخصية جديدة وأن يقيموا لأنفسهم حضارة وحياة معاصرة جديدا, أنا مثلا(لا أريد العيش بجلباب أبي) أنا أريد ثوبا جديدا ودماء جديدة وروحا جديدة.
, فأنا اشعر بأن اليوم الذي ولدت فيه قد دفنت فيه أبي وجدي واستبدلت حياتهم بحياة جديدة وفقا لتمردي على الواقع المؤلم والمخزي للثقافة العربية, هذه الثقافة التي لا ترى إلا ثقافة الأجداد, هذه الثقافة التي ترفض أن تطبخ لنا طعاما جديدا بل تصر على أن نأكل ما طبخه لنا الآباء والأجداد, إننا يا سادة يا كرام نعيش أوضاعا مزرية حيث تقتل الدولة المواهب وتحيي التقليد, وتقتل وتدفن المعاصرة وتتآمر علينا مع الأصالة, تلاحقنا بشتى وسائل الملاحقات الأمنية, ما زلت مصرا على أن يوم مولدي يوم دفنتُ فيه الأجداد والآباء لأنني أريد السلام, أما أجدادي فقد دفنوني لأنهم يريدون الحرب والعنف وحمامات دم باردة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطتي البيضاء
- لا تبتسم إلا وأنت ميت
- الإنسان هذا المخلوق
- الجنس والسلام
- حول الإسلام السياسي
- ملاحظتان على أسماء الله الحسنى
- الإسلام هو الحل!!!
- السلام والحرية السياسية الفردية
- دولة بدون مجتمع مدني ستسقط
- السلام بين الشعوب
- السلام فرصتنا الأخيرة
- الدين بعد سن البلوغ
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!
- رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)
- صفات المسلمين
- أخطاء البخاري
- السعادة مجرد حلم


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - يوم ميلادي يوم السلام