أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة














المزيد.....

نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأخد الرب الإاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها. وأوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلا.  وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها.لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت.
تكوين

ذكرت في موضعٍ سابق ، أنه ما من نصٍ ورد في الكُتب التي يُسميها أتباعها مُقدسة ، إلا وكان له أصل في الحضارات القديمة ، وأن عمل البدوي ، كان مُقتصراً على سرقة تلك النصوص ، وتشويهها، ومن تم ختمها بختم القدسية ، بنسبتها إلى الله.

العقل البدوي - إن وجد - هو عقل غير مٌنتج ، لذا فهو عاجز حتى عن إنتاج هذه النصوص البسيطة، والتي أنتجتها الإنسانيه في مراحل طفولتها العقلية المٌبكرة.

الإنتاج العقلي يأتي في مرحلة تحقيق الذات ، وهذه المرحلة لا يصلها الإنسان حتى يتجاوز مراحل سابقة لها ، وبالعودة إلى سلم العم مازلو ، فإن الدرجة الأولى التي يجب أن يرتقيها الإنسان ، في سلم صعوده نحو تحقيق الذات هي مرحلة الأمان .

شعور الإنسان بالأمن والطمئنينة وزوال الشعور بالخوف عنه ، يدفعه لحياة الإستقرار.
والإستقرار ، يدفعه إلى إرتقاء الدرجة الثانية في ذاك السلم ، فيبدأ في تأمين موارده المائية والغدائية . والسيد مازلو لم يبتكر هذا السلّم ، بل إستنتجه من خلال الملاحظة ، للحظات الأولى لمجئ الإنسان إلى هذه الدنيا.

فالطفل عند خروجه من رحم الأم ، لايبحت عن الغداء ، بل يظل في حالة من الخوف والرعب ، يعبر عنها بالبُكاء ، حتى يحتويه حضن الأم ، ويُشعره بالامان، وحينها يبدأ بالبحث عن غدائه، ومن تم تتدرج مراحل نموه الجسدي والعقلي ، والتي إن سارت في مسارها السليم ، تنتهي به في مرحلة تحقيق الذات ، وهي المرحلة التي تشهد إنتاجه الفكري والإبداعي.

البدوي لم يعرف هذا السُلّم ، ولم يضع قدمه على أولى درجاته ، فظل يحيا حياة المُطاردة والتشرد .

فالعالم من حوله بالنسبة له ، شَرك كبير ، مليء بالأفاعي ، وقُطاع الطُرق ، وأهل الخفاء من العفاريت والمردة ، وهو وسط هذا الشرك يحاول أن يعيش يومه فقط.

النص التوراتي الذي أوردتُه في مقدمة المقالة، والذي يتناول جانباً من قصة الخلق ، هذا النص لم تخلو منه حضارة من حضارات الإنسان القديم .فلقد تم تناوله بصيغٍ مُتعددة ، في حضارات مُختلفة ، قبل أن يصل إلى أيدي البدوي ، ويأممه لصالح إلهِه الغريب الأطوار.

هذا النص يصلح ليكون مثال أكثر من جيد ، للتشويه الذي أحدثه التناول البدوي ، للمُنتج الفكري للحضارات الأولى للإنسان، ونحن هنا ، سنحاول أن نقوم بمحاولة لتفكيك هذا النص المُفكك .

- عظمة المُنتَج تكون دليل على عظمة المُنتِج ، ولذا فإن الإنسان المُتحضر ، الذي أنتج خياله هذا النص ، ليحاول من خلاله الإجابة على السؤال المُتعلق بوجوده ، ذاك الإنسان الذي استشعر عظمة نفسه، عندما رأى نفسه يُشيد الحضارات العظيمة ،قام بتجسيد آدم في هذه الإسطورة ، كبطل إنساني عظيم ، ونسب نفسه إليه .

بطل إنساني كان يسعى للتأله والكمال ، وفي سعيه ذاك تحدى أوامر الآلهة ، ورفض أن يعيش كبهيمة ، ليس لها من وظيفة سوى أن ترعى في جنات الآلهة. ولذا أكل من الشجرة المُحرمة ، التي ستمنحه العقل ، والذي سيميز به الخير من الشر .

الجانب الآخر من الإسطورة ينسب الفضل للمرأة في عمل آدم الجبار هذا ، فيجعل منها أسبق منه إلى الحكمة ، لأنها أكلت من الشجرة قبله ، وقبل أن تكون مانحة الحياة لنسله ، كانت هي مانحة العقل له ، بإطعامها له من تلك الشجرة.

لم تخلو حضارة قديمة من الحضارات العظيمة ، إلا وكانت المرأة هي محورها ، فهي الإلهة التي تُعبد، وهي الملكة التي تؤسس الممالك العظيمة ، ومن هنا جاء تعظيم النص في صغيته الحضارية لها ، بنسبة الفضل لها في خروج الإنسانية من مرحلة البهيمية.


- آدم ذاته في النص البدوي ، هو سبب كل مصائب الإنسانية ، والعمل الذي قام به كان خطيئة لا تُغتفر ، وسنرى أن كل الموروث الديني الاحق للبدو ، سيقوم على فكرة الخطيئة ، التي إرتكبها آدم ، وكيفية التحرر منها ، عبر طاعة ذاك الإله الذي عصاه آدم ، والإستغفار والتدلل له ليسمح لنسل آدم بالعودة إلى جنتهم المفقودة ، إي بعبارة أخرى العودة إلى حياة البهيمية التي كان يعيشها .

ولذا أيضاً ، سنرى في نصوص بدو قريش ، عندما نصل لإستعراضها ، كيف كان تصورهم لتلك الجنة المفقودة ، جنة الطيور المشوية ، والزيتون ، والرمان ، وأنهار الخمر واللبن ، والحور والغلمان .

تبقى الجانب الأهم من تناول البدو للإسطورة والمُتعلق بالمرأة ، وللمرأة مع البدو تاريخ مأساوي ، وطربقة تناول البدو للإسطورة ، تكشف لنا جدور ذلك التاريخ المأساوي .

فالمرأة عند البدو هي أُسُ المصائب ، فهي التي جعلت أباهم آدم يقع في الخطيئة ، ولذا كانت هي سبب معاناتهم في هذه الدنيا ، بإخراجها لهم من جناتِ عدن.

بهذه المُقاربة السريعة ، نرى كيف أنتج المخيال المُنتِج للإنسان المُتحضر هذه الإسطورة ، لتمنحه ثقة أكبر في نفسه ، وتدفعه ليخطو خطوات جديدة في طريق تحضره .

وفي المقلب الآخر ، كيف وظف البدو الإسطورة لتبرير عجزهم ، والرضاء بحياتهم الغير مُنتجة ، وكذلك كيف وظفوها لتبرر تحاملهم على المرأة، وإضطهادهم لها ،والحط من شأنها ، لينتهي بها المطاف من إلهة وملكة ، لتصير عورة من عورات البدوي ، يفرض عليه إلهه المخبول ، أن يدسها تحت العباءات والبراقع ، ويتفنن في إخفائها أكثر من تفننه في إخفاء جميع عوراته الأخرى والتي لا تُحصى.

وللحديث بقية ...



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص بدوية ~ البركة المسروقة والمُغتصبة
- البداوة والمواطنة _ 3
- البداوة والمواطنة _ 2
- البداوة والمواطنة
- الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل
- دمشق العصّية
- البحث عن الله بين أنقاض الأديان الفضائية
- سرطاناتنا الحميدة
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع
- ما الذي تبقى من إسلامكم؟!!
- ديمقراطية الولي الفقيه
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 2/2
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 1/2
- الربيع الفرعوني .. هل يفعلها الفراعنة ؟
- حتى لا تحكمنا موزة
- الجُموع ليست مُقدسة
- لماذا لا للإسلامجيه


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة