أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟















المزيد.....

ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4453 - 2014 / 5 / 14 - 15:15
المحور: كتابات ساخرة
    


انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية والكل يتلهف لنتائج الترشيح .. يرى البعض ان النتائج لن تكون مفاجئة لهم بمعنى آخر ان النتائج ستكون تماما كالتوقعات .. بينما يرى البعض الآخر ان النتائج ستأتي بقدر ولو يسير من تغيير لابد من حدوثه .. لقد طالب الكثير بالتغيير وطبل له لكن النتائج الأولية تشير الى صعود نفس الكتل ونفس الأشخاص من البرلمانيين الذين رشحوا أنفسهم للمرة الثانية أو الثالثة .. أين التغيير اذن ؟ أستحضر هنا مقولة كاتب الاجتماع والمؤرخ العراقي الكبير الدكتور علي الوردي : " العراقي يدعوا للدولة العلمانية .. لكنه ينتخب الدولة الدينية " .

ان عمليات الترشيح للانتخابات والحملات الانتخابية الدعائية وما يتبع ذلك من نتائج تصويت يخضع بشكل شديد ومباشر لشخصية الاثنين معا .. المرشح والناخب .. وهذا ليس بجديد في عالم السياسة التي أحرص دائما على الابتعاد عنها لأسباب كثيرة لا أود الخوض فيها في الوقت الحاضرعلى الأقل ..لنرجع قليلا الى الوراء لنستحضر بعضا من وجهات النظر للناخبين الذين صادف ان دخلنا معهم في سجال أو نقاش أو عرض رأي في مرشح معين أو كتلة معينة ولابد من حدوث مثل هذه الطروحات لكل شخص مع نفسه حينا ومع الآخرين حينا آخر لبلورة رأي في من سنعطي له الصوت ولماذا أو على أي أساس كان هذا الاختيار .. لقد تعودت أن أقارن رأييي بآراء الباقين للمقارنة والمفاضلة ثم اتخاذ القرار تماما كمن يرغب بالتأكد من سواد ورقة فيضع معها ورقة بيضاء ليظهر الفرق واضحا لا لبس فيه .. من يضمن لنا أن تكون أفكارنا على جانب الصواب من دون مقارنتها بأفكار الآخرين ؟

لقد كان الانسان القديم يخاف بشدة بل يرتعب من قوى الطبيعة التي قهرته كالبرق والعواصف والنار والجبال والفيضانات وغيرها .. لذا كان يحاول استرضاء تلك القوى بالخضوع لها والتقرب منها بالتضحيات مادية كانت أم بشرية وبقي خاضعا لتلك القوى وعابدا ومقدسا لها لحين تبلور الوعي الديني ثم العلمي لاحقا حيث استطاع وضع التفاسير المنطقية والعلمية لتلك الظواهر ومن ثم وضعها لاحقا في خانة الظواهر الطبيعية المفهومة بل وحتى السيطرة على الكثير منها ومن ثم تسخير بعض تلك الظواهر في العصر الحديث لصالح البشرية مثل اسقاط المطر بتدخل الانسان وما شابه ذلك من انجازات علمية رائعة .

أعتقد ان ذيولا وبقايا من ذلك الخوف من بعض تلك القوى لازال معشعشا في أفئدة الكثيرين من الناخبين العراقيين حيث استغل بعض المرشحين تلك العقدة أبشع استغلال لكسب أصوات البسطاء من الناخبين .. لقد استغل هؤلاء ومن وراءهم أحزابهم الدينية خوف البعض من غضب قوى مبهمة على الناخب في حال عدم اعطاء صوته .. فدخل في روع الكثيرين ان الدين أو المذهب لن ينتصر الا باعطاءهم أصواتهم الانتخابية.. وأحسب ان الكثير كان يحسب ألف حساب لغضب المذهب ولا يضع غضب الله في حسبانه .. والنتيجة هي حصد أصوات لا يستحقها مرشح ما ..حدثني صديق عن أحد المرشحين الذي نزع قطعة قماش خضراء كانت له أو لجده ورماها أمام جمع من الناخبين في فترة الدعاية الانتخابية حالفا عليهم بانتخابه ولك ان تتخيل مدى رعب البعض من غضب قوة لا يستهان بها ..

لقد عاش العراقيون فترة طويلة جدا وهم يستذكرون ويستنبطون العبر من معركة الطف المعروفة تاريخيا بين الامام الحسين ومناصريه من جهة وبين جيش أموي جرار من جهة آخرى .. كانت النتيجة تضحية الامام الحسين بنفسه وأنفس مقاتليه دون مبايعة الخليفة الأموي حينها .. ولا أريد الاسترسال في المعاني الثرة لتلك الواقعة التي وقعت قبل ما يقرب من أربعة عشر قرنا فقد أفاض المؤلفون والأدباء والشعراء في ذلك .. لقد استغلت تلك الواقعة أبشع استغلال من قبل البعض باثارة خوف ناخبين من طيف معين من خطر طيف آخر يختلف عنهم مذهبيا .. وأنا لا أذكر هنا التسميات بمسمياتها لبغضي الشديد لتلك المسميات فأنا عراقي قبل أن أكون من ذلك المذهب أو ذلك الدين أو ذلك العرق .. لقد تخللت تلك الواقعة الأليمة حادثة منع وصول مقاتلي الامام الحسين لشط الفرات للشرب كوسيلة ضغط للاستسلام واعلان البيعة وكانت النتيجة ان يقضى هؤلاء الأشاوس وهم عطاشى .. وتأتي حادثة غلق ناظم الفلوجة من قبل ارهابيي داعش لتستغل في المناظرات والحملات الدعائية غير المعلنة بوسائل الاعلام الرسمية كالنقاشات الفردية أو مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية لاثارة الخوف من تكرار سيناريو القتل عطشا ومن الطبيعي ان يعطي الناخب صوته لمن يعتقد انه سيحميه من خطر الآخر .. كم صوتا حصل عليه البعض من اذكاء الخوف وابقاءه مشتعلا في أفئدة البسطاء ؟ وقد عمل البعض من مرشحي الطرف الآخر أيضا على اذكاء الخوف من الآخر .. لقد نصب البعض أنفسهم حماة لطوائفهم دون أن يستنجد بهم أحد الا ان اثارة الخوف من الآخر قد فعل كثيرا من نتائج تلك اللعبة القذرة ..تعادل الجميع اذن في سوآتهم ..

لقد لعب البعض على الوتر الديني باثارة خوف أو اشمئزاز بعض المصوتين من العلمانيين وقد أثمر هذا كثيرا للأسف .. ان الكثير من العراقيين البسطاء يفهم العلمانية كنقيض للدين أو كرديف وعضيد للشيوعية .. بل ذهب البعض الى المغالاة في التخويف من ان فوز العلمانيين سيؤدي الى منع الناس من زيارة العتبات الدينية المقدسة أوالى منع ممارسة الطقوس الدينية التي تعود الناس على أدائها .. وأجد هنا ان بعض المسئولية تقع على عاتق العلمانيين أنفسهم في محو هذه الأفكار السوداء من عقول الناس ولربما نجح الشيوعيون العراقيون الى حد بسيط في ذلك .. وأعتقد ان حصولهم على مكاسب انتخابية أظهرتها النتئج الأولية لفرز الأصوات هي أكبر دليل على ذلك مع الأخذ في الحسبان ان البعض أعطى صوته للشيوعيين والعلمانيين نكاية بالقوائم الدينية .. لكن الأمل باتساع الوعي الانتخابي كبير رغم التقدم البطيء في هذا الاتجاه .

يدخل عامل التبعية في اتخاذ القرار والتصويت كعامل مهم في حرف الانتخابات عن المسار الحر والديمقراطي .. ان الكثير من العراقيين يتبعون مرجعياتهم الدينية سواء من كان من هذا المذهب أو ذاك .. وأرى هنا ان الفرد العراقي في كثير من الحالات يأخذ برأي مرجعيته الدينية بانتخاب المرشح الفلاني ليتخلص من "وزر" الخطأ المحتمل بعدم صحة الانتخاب بكون القيادة الدينية هي من تتحمل هذا " الوزر" عنه .. لا ننسى هنا البداوة المتأصلة في النفوس التي تؤدي في الغالب الى اعطاء الصوت لمرشح العشيرة أو القبيلة أو العائلة وبتعصب أعمى .. كما تلعب صفة "الذكورة" التي يتصف بها المجتمع العراقي الى تبعية المرأة في بعض الأحيان الى اعطاء صوتها للمرشح الذي "يرشحه" رب العائلة لها اتقاء غضبه .. وان كانت تلك الظاهرة في تضاؤل الا انها وللأسف الشديد لا تزال موجودة . ستظل تلك التجاذبات بين المرشحين والمصوتين لفترة طويلة قبل أن يعي المصوت أهمية صوته ويعي المرشح أهمية برنامجه المستقبلي .. ولا أريد هنا أن أضفي صفة السوداوية على الشعب العراقي فان المتنورين من هذا الشعب يختارون بتعقل وفهم كبيرين الا ان النسبة هنا لا تقارن لكن المستقبل يعد بالكثير ..

ان ماستريخت مدينة هولندية رائعة عقدت فيها قبل سنوات طويلة اجتماعات للقادة في الاتحاد الأوربي وقد أثمرت تلك الاجتماعات عن المعاهدة المعروفة بنفس الاسم وهي معاهدة ماستريخت .. وكنت أشاهد في القناة الاخبارية العراقية حينها بعض التقارير الاخبارية عن تطورات تلك الاجتماعات يتخللها أحيانا لقاءات للقنوات التلفزيونية الأوربية مع مواطنين عاديين من دولهم عن آرائهم بتلك المعاهدة وأهمية تصويتهم لانضمام بلدانهم لتلك المعاهدة .. الرائع في تلك اللقاءات ان من يرفض التصويت لانضمام بلده للمعاهدة له أسبابه المقنعة والمنطقية وان من يؤيدها له أسبابه المقنعة والمنطقية أيضا .. وكنت أسئل نفسي متى نستطيع التصويت بحرية وبقناعة كما في الغرب "الكافر".



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار
- البطالة .. والبطالة المقنعة في العراق.. وآفاق كارثة اقتصادية
- هل تحمل وطنك في قلبك أنى حللت ؟
- أنتن الأمل .. فلا تستسلمن
- تراتيل الروح .. وتراتيل الجسد
- أفروديت
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثالث
- المفتاح
- علاقات خطرة
- حنين
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثاني
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الأول
- محمد الماغوط .. وهاجس الخوف والضياع
- تفجيرات اليوم .. عجز لحكومة بغداد .. أم ماذا ؟
- زوربا اليوناني .. ونيكوس كازانتزاكيس .. وملحمة الروح والجسد
- تاراس بولبا .. قراءة ثانية
- نساء فقدن أسمائهن
- مشاهدات من المانيا - الجزء التاسع
- عذاب آل كشموش .. شخصية لن تتكرر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فارس حميد أمانة - ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟