أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب تيزيني - الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي














المزيد.....

الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 07:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثمة ملاحظة لابد أن يكون الباحثون والمؤرخون، إضافة إلى القوى الطليعية في الشعوب العربية أن يكونوا قد وضعوا خطاً أحمر على ما يواجهونه الآن من مآسٍ جديدة في حياتهم، وعلى نحو مضطرب يكاد أن يغطي على ما يحدث الآن في العالم العربي، وخصوصاً منه ما دخل في حفل «الربيع العربي»، فالشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعيش صراعاً تاريخياً معقداً ومريراً منذ عقود مديدة مع المشروع الصهيوني في فلسطين، يجد نفسه أمام ثنائية هذا المشروع الاستعماري من طرف، والقبضة التي تتحدر الآن من بعض المجموعات العربية المناهضة للفلسطينيين من طرف آخر، وإذا كان ذلك قد أضاف اضطراباً جديداً على تلك الثنائية، فإن ما يثير شعوراً بالعار هو التصدي للفلسطينيين السوريين بطريقة ينزف منها الدم والقتل. ويكفي أن نأخذ عيّنة من هذه الإشكالية تتمثل في تعداد هؤلاء سابقاً، وفيما أصبحوا عليه الآن، فلقد كان تعدداهم في مخيم «اليرموك» قد وصل إلى أربعمائة ألف، وتضاءل هذا العدد الآن إلى أربعين ألفاً، حسب مرجعيات إعلامية، فلقد كان هنالك من ورّط هؤلاء في هذا المخيم، فكلفهم ذلك الكثير، دماً وجراحاً وتهجيراً.

وفي سياق ذلك وغيره، طرحت إسرائيل مشروعاً مضاداً للجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية بفصيليها الاثنين «فتح» و«حماس» لتحقيق مصالحة تاريخية بين هذين الفريقين ومعهما مجموعات فلسطينية هنا وهناك. وإذ وضعت قيادات فلسطينية هدفاً لتلك المصالحة، هو التأسيس لدولة فلسطينية واحدة، فإن إسرائيل رفضت ذلك بحزم وبوقاحة الغُزاة، إذ أعلنت لا لدولة فلسطينية واحدة موحدة، وإلا سيكون التعبير عن هذا القرار الإسرائيلي تأكيداً على تعاظم الاستيطان، ورداً استعمارياً على الدولة الواحدة، وجاء الموقف الفلسطيني الحاسم: لا يحق لأحد أن يتدخل في شؤوننا (عريقات)! وليس ثمة مشروع قانوني وإنساني يحول دون الدولة الوطنية الواحدة. ورداً على هذا الموقف الإسرائيلي جاء ترحيب الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بتلك الخطوة التوحيدية العربية، بل أعلن الكثيرون أن الحكومة الجديدة العتيدة سيكون على رأسها الرئيس محمود عباس، وسيتحقق في سياقها تشكيل جسد حكومي تكنوقراطي، وصولاً إلى انتخابات جديدة.


في إطار ذلك وغيره، برزت مفارقة كبرى خطيرة تمثلت في بروز الموقف المُشين من الفلسطينيين في مخيم اليرموك، لقد كان موقفاً دامياً! مائة فلسطيني في المخيم ماتوا جوعاً، وهُجّر منهم عشرات الآلاف من نساء وأطفال وشيوخ الخ، إنه النزوح الثاني بعد الأول من فلسطين نفسها قبل عقود (1948).

هذا هو مصير الشعب الفلسطيني، وليس جديداً عليه، أولاً، ومن طرف آخر، فإن ذلك سيسلك طريقه الذي يتجه إليه، وهو طريق الحرية، وهدفها أو أهدافها المتمثلة في مجتمع ديموقراطي تعددي وطني. ولعلنا هنا نتوجه في المنعطف التالي: أين يقع ذلك كله من «الربيع العربي»، وتجسداته الجغرافية الاستراتيجية؟ إن ربيع الشعب الفلسطيني لن يكون خارج «الربيع العربي»، على ما فيه من عموميات عربية ومن خصوصيات فلسطينية. ومن شأن هذا أن يدعونا إلى التأكيد المركّز على «المشروع الفلسطيني العربي»، بقدر ما هو مشروع في الحرية والنهضة والتنوير، شأنه في ذلك شأن ما يتمثل في البلدان العربية الأخرى.

عندما انطلقت الإرهاصات الأولى من الثورة، أو من «مشاريع» الثورات العربية يتعين علينا أن نضع في الاعتبار، خصوصاً على صعيدي الفلسطينيين والسوريين، أن الوضع آنذاك (قبل ثلاثة أعوام) لم يهيمن التخلف والتخليف فحسب، ولم يسيطر قانون الاستبداد الرباعي فحسب، وإنما كانت هنالك حالة من «غياب وتغييب السياسة» في سوريا وفي البلدان العربية التي يعيش فيها الفلسطينيين. وهذا من شأنه أن يكون قد أسقط من الحساب - عموماً وإجمالاً - ما يلجأ إليه الإنسان المجتمعي تحت عنوان: «المجتمع السياسي على نحو يمتد إلى أطول من نصف قرن»، إنها السياسة، التي تضع يدها على مفاتيح ومداخل القضايا والمشكلات والمعضلات التي تنتظر من يعود إلى السياسة بمثابتها تفعيلاً لهذه الثلاثة الأخيرة على أرض واقع يستحق القراءة المحتملة، وتصميماً لتحويلها إلى فعل قابل للتحقق، وذلك في بنية مجتمعية متحركة وقابلة للضبط.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي
- تأسيس الأبدية الأسدية
- سوريا وعار المنظمات الدولية
- سوريا... الحكم ببراميل الموت
- مرة أخرى... الفكر النقدي والمعارضة
- الفكر النقدي التاريخي والمعارضة
- أطفال سوريا... لن ننساكم!
- الموت الكيميائي والمصير التاريخي
- العلمانية ليست لاهوتاً
- مرحلة العدالة الانتقالية
- مشروع لإصلاح مجلس الأمن
- الثورة السورية والمجتمع المدني


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب تيزيني - الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي