أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدولة ج2














المزيد.....

الدين والدولة ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التيار الديني في جزء مهم منه هو أخر الداخلين على اللعب بمفهوم الدولة المدنية وهذا التحول لا أظنه خيار استراتيجي في تفكيره ولا مؤمن حقيقة به ولكن لتعاظم فشل الإسلام السياسي كحل منطقي مع فشل التجربة العراقية منه والمصرية والإجهاض المبكر الذي مارسته المدرسة السلفية بفكرة الإنسان المدني في ظل دولة ذات ملامح وأفق ديني عجل بالمناداة هذه لتكسب وقتا لإعادة قراءة الواقع كعنوان والحقيقة هي إعادة تموضع ورسم خط سيرورة جديد ,الإيمان بالدولة المدنية لا بد ان يسبقه وعي حقيقي والإيمان بهذا الوعي بأن الإنسان حر لا وصاية على عقلة ولا من حق أحد أن يجره لغير ما يرسمه له خط التوافق مع المجتمع ,وبالتالي الوصاية الدينية التي هي عماد الفكر الديني ستكون محل تجاهل ليس بمعنى المعاداة بل بمعنى الاستشارة كحد أقصى وهذا سيعري التيار الديني من أهم مصادر قوته في التأثير والتمويل والقوة الاجتماعية , الإنسان المدني يؤمن أن القانون الذي يختاره الشعب كعقد اجتماعي بغض النظر عن مصدريته هو إرادة كلية تفوق إرادة المؤسسة الدينية ككل لأنها وبعد مضي هذه القرون لم تنجح في صياغة طرح توافي جامع للمجتمع وهي سبب التناحر والحرب بين أفراده بينما إرادة المجتمع هي الأقدر على ذلك , هذه العلاقة لا تعد تناقض مع الايمان بالله والدين ولكن تعني أن من حق الإنسان أن تكون علاقته مع الله ومع الدين حرة كما أرادها ونص عليها قول الله الذي لم يسم ولم يخول أحدا أن يكون حارسا على مبادئه , فهل بإمكان التيار الديني ومع هذه النتائج أن يتخلى عن جلده ليؤمن بحق الناس في خيارها واختيارها , لا أظن أن بإمكان المؤسسة الدينية أن تستجيب لهذا الطرح.
نعود ‘لى أصل المفهوم (الدولة المدنية) من المعروف أن كل نظام سياسي في العالم كان أو سيكون لا بد له أن يتخذ غطاء أيديولوجي محدد يلائم كونية المجتمع ويحقق له الهدف الذي يسعى له المجتمع أما كشعار له أو حتى أيديولوجية متكاملة , النظام السياسي الفرنسي ومنذ الثورة الفرنسية مرورا بتاريخه المعاصر والحاضر أتخذ من أهداف وشعارات الثورة الفرنسية غطاء بل سعى في كثير من المفاصل التاريخية لتعميم هذه المبادئ حتى خارج إطار الجمهورية الفرنسية كذلك فعلت أمريكا وبريطانيا من قبلها اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية روسيا قديما وحديثا تركيا وإيران كل هذه الانظمة المتنوعة والمختلفة بالتوجهات والاتجاهات كانت تنحت من قيم المجتمع غطاء لفكرها السياسي الذي لا يخلو من مسحة دينية أو من فيض ديني , الثورة الفرنسية والحرب الأمريكية قامتا على مبدأ القيم الإنسان النبيلة قيم السيد المسيح الأصلية الأخلاقية وليست على قيم الكنيسة , فرنسا وأوربا عموما لم تكن على النقيض في قيمها الأخلاقية مع الدين الإنساني عندما نادت بالعلمانية لكن كانت نقيضا للاستلاب والقهر وعدم أحترام الإنسانية أيا كان المصدر وحيث أن الكنيسة كانت الواجهة وكانت المؤطرة لهذه العناوين فصارت العلمانية الأوربية في تناقض معها ظاهريا , والحقيقة ان علمانية أوربا كانت ضد الزيف والعبودية وضد مؤسسات تخلت عن أخلاقياتها لصالح الشيطان , هنا نقول أن فصل الدين عن الدولة هو شعار غير أخلاقي إن لم نحدد معنى للدين وأن نفرق بين القيم الدينية والأصيلة وظاهرة الاستلاب والقهر باسم الدين وباسم الرب , الدين المقصود هنا ليس الرسالة السماوية النبيلة بل المهنة التي يركبها رجال الدين لغرض السيطرة على روح وعقل الإنسان وتجريده من كل شيء لصالح أطماعها ولصالح ان تبقى هكذا من غير مقاومة ومن غير ممانعة.
.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والدولة ج1
- الجمالية في السرد القرآني ,سورة يوسف مثالا
- الحلم العراقي
- نظرية الطائفة الدولة ج2
- نظرية الطائفة الدولة.
- جمهورية العقل ج2
- جمهورية العقل ج1
- السلام الآن...
- العراق المستقبل وحدة أم خيار التفكيك ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح1
- الزمن وعلم الله ج3
- الزمن وعلم الله ج2
- الزمن وعلم الله ج1
- سرك الحب
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدولة ج2