أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - السلام الآن...














المزيد.....

السلام الآن...


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 16:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


السلام الآن...

لعل التاريخ هو من أبرز وأحق ما يعط الإنسان الدروس العملية على مستوى الفكرة ذاتها والنتائج أيضا ومن لمحات التاريخ التي شكلت منعطف مهم في حياة الناس محطة صلح الحديبية بما فيها من عوامل أسست ودعت وبررت اللجوء للسلم مع أعداء متناقضين في كل شيء, المهم في صلح الحديبية فكرة السلام بذاتها بعد أن مر المسلمون بالكثير من التجارب المؤلمة والمتعبة والتي أنهكتهم وكادت أن تقضي على روح الحماسة والأمل ووفرت لهم متنفس لأعادة قراءة المستقبل ورسم الخطوة التالية بوضوح في أجواء من السلام وتعبئة الموارد والطاقات وأنتظار أن يثمر السلام نوعا من الحوار العقلاني بعيدا عن جعجعة السلاح ومنظر الدماء وما رافقها من تشتيت للجهد والثروة الانسانية والمادية , نتج عنها فترة عظم فيها معسكر الخير وانتشرت ثقافة العقل بمقابل انحسار لغة القوة وتفكك بنيان قوى المحافظة والجاهلية , في هذا الوقت ومع اختلاف الظروف وتبدل الاسماء والمسميات هل يحتاج الشعب العراقي إلى معاهدة صلح مثل صلح الحديبية يعيد فيها لملمة كيانه والشروع في أعادة نقد المرحلة الماضية ورسم ملامح مستقبل جديد بعيد عن لغة السلاح والموت
لا ينكر أحد لا من العراقيين ولا حتى من أعدائهم أن الأزمة التي تعصف بالعراق اليوم هي أزمة سلام في كل جوانب ومعاني كلمة الأزمة تبدأ من الذات الفردية فالعراقي عموما مأزموم داخليا لا يعيش السلام الداخلي الذي يمنحه نوعا من الاستقرار والحرية في التعبير عن ذاته بسبب ما عانى من ويلات الوضع الاجتماعي والسياسي للمجتمع ككل من ضغوط سببتها حالة الحروب والارباك والقتل والقتل المضاد أضافة للدوامة التي يعيشها بسبب الازمات النفسية والاجتماعية وما انتجته السياسات العشوائية من تدمير وتهميش لفكرة الانسان المواطن حتى صار العراقي يعتقد أنه مجرد مصلحة للنظام السياسي يستخدمه في وقت الحاجة أما كعنصر مقرر له حقوق بالقدر الذي حلموه مسؤوليات والتزامات صار يكفر حتى بكلمة مواطن , هذا الفرد بهذه المواصفات لا يمكن ان يكون عنصرا فاعلا ومؤثر لأن إرادته مرتهنة ومتبدلة ومتحيرة لا يعرف ما يريد ولا يعرف كيف يقرر , عليه فالسلام الداخلي هو الذي يعطي فسحة للإنسان ليرى بوضوح ويقرر بوضوح بعيدا عن الانفعالات والمؤثرات القهرية ويسترد وعيه الإنساني كمواطن صاحب إرادة حرة.
بعد السلام الذاتي ويتراكماته يصبح السلام المجتمعي وليس الأجتماعي مصاب بالكثير من التضعضع وفقدان الهوية وتجزئها إلى مسميات وأوصاف تتناقض فيما بينها ,فمرة يكون العنوان الديني وهو الأخطر مصدر تهديد حقيقي لكيان المجتمع بما يمثله الدين من هوية حدية تنتج عنها أفرزات خطرة جدا من أمثلتها العداء الديني والتمزق المذهبي بكل أشكالها من طائفية ورفض وأقصاء الأخر والتقوقع بالغيتوات التي تمثل لون ما ويصبح المجتمع كيانات متناحرة داخل كيان قسري ليشكل بالأخرة قنبلة متفجرة تطيح به وبنسيجه العام, ومرة بصبح العنوان عنصريا وعشائريا ومناطقيا وحتى على مستوى البيوت في داخل الشارع الواحد ولبنان خير مثال لهذا التشرذم واخطر ما فيه أن يشرعن له ذلك, السلام المجتمعي مرتبط بالسلام الذاتي ويرسم صورة مطابقة للسلام الاجتماعي الذي يصبغ البنية الاجتماعية والسياسي للدولة , لذا ففي هذا النظام لا نجد روح التعاون والمشاركة بل روح التنافس الحاد السلبي والهدام والسعي بروح انتقامية من بقية الاطراف ومحاولة الكسب لمصلحة ما يمثل من عنوان وبالتالي فالعراق كمجتمع هو أول الخاسرين.
السلام اصبح اليوم هي الحاجة الأولى التي يبحث عنها المواطن في ظل دولة ضعيفة ومهترء ومفككة لا تستطيع ان تأخذ قرار ولا تستطيع ان تحسم أمرا وهي أضعف من أن تواجه الحرب بالحرب برغم كل الامكانيات الهائلة والسبب ان قرار الحرب والسلام ليس بيدها ولا مخولة أن تتخذ خطوة بهذا الأتجاه , وتحاول أن ترقع الواقع كما يقول المثل العراقي ((كفيان الشر ملا عليوي) في مثل هذا الوضعيه علينا العودة للدرس التأريخي والأستفادة من القراءة النقدية واستخلاص العبرة , لا بد من السلام الآن لا بد من صلح الحديبية الآن إذا كنا نؤمن أن لا رفاه ولا تقدم ولا مستقبل في ظل اللا حرب واللا سلام , علينا أن نختار السلام طريق للمستقبل لنربح الشعب ونربح المستقبل ونحافظ على الثروة وبالأخر ان من يحاربنا أولا هم جزء من الشعب ظل أو غرر به أو انحرف عن الطريق لا بد أن نعط مساحة من الحرية والتشجيع لعناصر الخير في المجتمع ان تسعى لتطوير الخطوة والبناء عليها ومن ثم محاصرة العناصر الخارجية التي سيلفظها أهلنا جميعا متى ما أكتشفوا أن مصلحة العراق أكبر منهم ومن مشاريع هؤلاء , وعندما يجد هذا المغرر به أن شعوره بالسلام يمكن ان يعوضه ما فقد وانه بستطيع ان يعيش كباقي العراقيين ويعمل وينتج , عندها تموت ظاهرة الارهاب والتكفير وحمل السلاح بوجه المجتمع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق المستقبل وحدة أم خيار التفكيك ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج1
- الفكر العربي وتحديات عالم متعدد الهويات ج2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح2
- الموت على سرير الآلهة _ قصة قصيرة ح1
- الزمن وعلم الله ج3
- الزمن وعلم الله ج2
- الزمن وعلم الله ج1
- سرك الحب
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد ح2
- الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري
- غير أني لا أتذكر _ قصة قصيرة
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح2
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح1
- امرأة من حرير _ قصة قصيرة
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح3
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي
- الحب الأول _قصة قصيرة


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - السلام الآن...