أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2














المزيد.....

الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 01:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأشكال الأخر الذي تواجهه الثقافة والفكر العربي هو تحديد معنى الهوية وماهية المعيار الذي يحددها دون ان نصطدم بالمتشابهات أو ننعت من البعض بالعنصرية أو الشيفونية , الحقيقة أن هذا الموضوع قد أحدث الكثير من الردات النفسية عند من يحاول ان يبحث عن معنى للهوية وعن المعيار بسبب تداخل ما هو خاص بما هو عام بين تحديد الهوية المجتمعية وبين تحديد ماهية الفكر ووجهته الإنسانية,سبب هذا التداخل هو اشتراك الفكرة أساسا بين البعد القومي للفكر وبين البعد الفكري للقومية في ظل من يرى ان لا حس قومي حقيقي إلا بفكر يعبر عن هذا الحس ويسجل انعكاس عنه,وكأن الفكر هو القاعدة الأسية والركيزة الأساسية للوجود القومي,هذا الحد من التحديد لو تم التعامل به سينقذ الامة من ضياعها وتيهها وستجد حقيقة عنوان تنتمي له وهو عنوان إنساني لأن الفكر أساسا قضية إنسانية بدل ان تبحث في الماضي ومآسيه عن حدود للهوية.
يبدأ التحديد الحقيقي للهوية من تحديد المعيار الذي تنتخبه الأمة والمجتمع ليكون العلامة التي منها ننطلق في بناء وتشيد الهوية ويبدأ معها السؤال الأهم , هل نحن أمة ومجتمع قائم على الركن الفكري أم على النتاج الروحي أم سنختار أن نحدد مفهوم متضايق على نفسه وهو الأنتماء للدم والعرق,لأن كل مفهوم من هذه المفاهيم يبرز لنا هوية ذات ملامح قد تتناقض لحد القطيعة فيما بينها ,فلا يمكن ان يجتمع المفهوم الروحي مع الثقافي ولا العنصري مع الفكري ,لقد جرب العرب الدمج فضاعت هويتهم وتمزق الفكر عندهم بين الديني والقومي والواقعي حتى لا نكاد نجد مشتركات حقيقية بين نتاج هذه المحددات التي انطوت جبرا ووهما تحت عنوان الفكر العربي قديما وحديثا.
لا يمكن تحديد هوية مجتمع وأمة أستنادا إلى رؤية نظرية دون أن يكون لها واقع عملي وهذه حقيقة يجب الاخذ بها حتى بمرارتها ,هوية الأمة تكتسب من خلال منهجها في الحياة وطريقة تعاملها مع الذات ومع الخارج وكيفية استيعابها للعلاقات الوجودية التي تربطها مع المحيط,إنها سلسلة من العلاقات والرؤى تفرض نفسها ويمكن استنباطها من خلال القراءة الكلية لحركة المجتمع والأمة وبالتالي الخيار في تحديد الهوية خيار يعتمد على ملاحظة هذا المجتمع والأمة لسلوكها الحضاري بالواقع وليس مجرد دراسات يقوم بها البعض بناء على افتراضات يسعى للتأكد من وجودها , هوية الامة والمجتمع هوية عمل وإرادة وليست أنتقاء ومزاج,كلما كان الفعل الحضاري باز لهذا المجتمع وقادر على فرض وجوده من خلال الرؤية المباشرة كلما سهل على المتتبع قياس معيارية يستند بها لتحديد الهوية ,أما أن نرسم حدود الهوية وفق منظور إرادي ونطلب من العالم أن يقر بهذه الهوية أظن من الصعب أن تجد في عالم اليوم من يقتنع ويؤمن بذلك.
البحث عن الهوية للمجتمع من الإشكالات المستعصية لليوم وقضية مهمة من قضايا الفكر والثقافة العربية وحتى للكثير من الثقافات التي تشترك معها في الوشائج والروابط الحضارية,عندما يتفاخر البعض اليوم بالأجداد لا بد ان يعرف أولا من هم هؤلاء الأجداد أهم العرب الذين خرجوا طلائع وقادة أم المسلمون الذين تواصلوا في البناء الحضاري أم الخليط الثقافي والفكري الذي جمعهم البعض للبعض , يتفاخرون بالرازي وابن سينا والبخاري باعتبارهم اعلام فكر وثقافة لكنه عندما يتكلمون وخاصة اذا كنت في الجهة الثانية منه فكريا وعقائديا اما ان يتهمك بالشعوبية أو بالعنصرية أو أنك غير عربي ونسي انه من يفتخرون بهم ليسوا عربا بالضرورة لأنهم فاقد الهوية اصلا , هذا السجال هو الدائر اليوم بين العرب وشركائهم الحضاريون الفرس وغيرهم من الأمم التي تداخلت وجوديا ومعرفيا , تراهم مثلا يدعون ان عماد الحضارة الاسلامية هم الفرس وآخرون أخرجوا معينهم وصهروه في هذه البوتقة اما العرب فكانوا عالة عليهم ونسوا ان من جمع العرب والفرس هو الاسلام وسماحة الدين , الكل لا يريد ان يعترف ان الفكر انساني لا يمكن ان يكون خصيصة لأمة دون غيرها وحتى الامم التي تميزت بعطاءات خاصة لا تخلوا من التأثر والبناء على روافد خارجية من أمم سابقة أو مجاورة وبالتالي فالهوية الجامعة هي هوية العطاء والتجديد والتأصيل لا الهوية العنصرية الضيقة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي
- الحب الأول _قصة قصيرة
- الإسلام وواقع المسلمين ج2
- الإسلام وواقع المسلمين
- من يمنحني روح
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح2
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح1
- حلم بلون العسل ..... المر _قصة قصيرة
- البعدية وأعلان أنتصار العقل
- الدين والقومية والجغرافيه
- المرأة بين حق الوجود وحق الوجوب
- الفكر العربي بين روميو وجوليت وعنتر وعبله
- شيخوخة الفلسفة وأزمة العقل
- ولادة اللحظة تاريخية الزمن أم زمنية التأريخ.
- مسافات الوهم
- الحس الإنساني في كتابات المرأة Anaba Biskra مثالا.
- مقتطفات فلسفية
- شجرة الأحلام _قصة قصيرة
- لا بوابات ... لا طرقات ...لا شيء أمام
- (( فنان الشعب))


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2