أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم














المزيد.....

التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تكون في العراق، ستكتشف الرغبة العارمة لدى أوساط واسعة ومتباينة التوجهات والأفكار والانتماء بالتغيير، تغيير الأوضاع السياسية القائمة وإعادة صياغة ما يسمى بالعملية السياسية التي لم تنتج سوى المزيد من الأزمات المتعسرة التي تدفع بالعراق والعراقيين، يوماً بعد آخر، نحو المزيد من المخاطر وترسم للجميع ملامح مصير معتم.

هناك، فان حديث الانتخابات وصراعات أقطاب السياسة والموازنة العامة والأنبار والحرب ضد داعش والإرهاب وفساد السلطة وقواها النافذة وانفصال الإقليم والتقسيم والتفكك وتأسيس الأقاليم...الخ هو الحديث السائد والذي يسرق كل اجواء الهدوء والراحة بين إفراد العائلة الواحدة. تحول المالكي بصفته رئيساً لمجلس الوزراء ووزيرا لعدة وزارات حساسة يديرها بالنيابة، الى نقطة خلاف جدية داخل أوساط واسعة من العراقيين، يقف معه الكثير في توجهاته المعلنة تدفعهم مصالح ومخاوف كثيرة اخرى، في حين يقف ضده في الجانب الآخر الكثير أيضا من الذين تساورهم الشكوك حول ما يخفيه من مساع واضحة للسيطرة والانفراد بكرسي الحكم بمسميات مختلفة، تبتدئ بالشراكة والتهديدات المتواصلة والظهور في لحظات حساسة لا تتطلب وجوده ولكنه يظهر لإبلاغ الخصوم برسالة خطيرة "انا ولي الدم ...والدم بالدم" كما حدث في موقع جريمة مقتل الاعلامي "محمد بديوي الشمري" على سبيل المثال لا الحصر ولا تنتهي عند حكومة الأغلبية السياسية التي تخفي في طياتها الكثير من التوترات والصراعات.

في خضم كل هذا الحديث ستكتشف ان الكثير من العراقيين قد وقعوا تحت تأثير وسائل الاعلام الرسمية او المعارضة على حد سواء التي تتحدث عن التغيير والإنتخابات والولاية الثالثة وحظوظ الخصوم ...الخ وانهم لايتوقفون عن تكرار ما يتم بثه عبر هذه الوسائل التي أصبحت نقطة خلاف بينهم. وان الحديث عن برنامج محدد تبثه هذه القناة الفضائية أو تلك بات يشغل الكثير من العراقيين.

كيف سيكون التغيير، شكله، حدوده، أدواته ونتائجه ......الخ؟ الجميع سيرد عليك بجواب واحد وحاسم:- الانتخابات هي ساحة الحسم! هناك في ذلك الصندوق سنضع قرار رحيل هذه الجوقة المجرمة والفاسدة التي جعلتنا نعيش قلقا متواصلا ولا نعرف هل سنعود الى بيوتنا عندما نغادرها للعمل؟ هناك سنغير واقع حياتنا وأحوالنا!

هل لديكم البديل المناسب الذي سيحقق أحلامكم ويخلصكم من بشاعة استغلال السلطة ونفوذ المال العام وسطوة الاحزاب ومليشياتها ومشاريع قوانينها التي تريد ان تعيدكم الى عصور التخلف والجهل والعبودية واحتقار المرأة والطفل وامتهان كرامة الإنسان..؟ ليس ثمة إجابات محددة يمتلكها الناخب البسيط فعلاً، لكن واقع الحال وصراعات القوى السياسية سيعطيك الاجابة : لابد من بديل محدد يغير الأوضاع القائمة التي ستتواصل حتى سنوات طويلة قادمة. فالقوى النافذة في السلطة قد أحكمت سيطرتها ويمكنها ان تفعل المستحيل من اجل بقاء سلطتها وسيطرتها ونفوذها ومجابهة كل المساعي الرامية لاحداث تغيير جدي، لكنها قد تسمح بوصول عدد من الذين يعتبرونهم قوى معارضة لتعطي الانطباع بأنها ارادة الناخب العراقي وهذه هي نتائج الإنتخابات الديمقراطية!!!! أولتخفيف حدة الغضب والمرارة التي يشعر بها المواطن العراقي بعد سنوات من الفشل المتواصل والفساد والقتل والتهجير؟

من يريد ان يكون البديل المنقذ في العراق، - قوى سياسية واحزاب- فإن عليه النزول الى ساحة العمل السياسي مسلحا ببرنامج وأفق سياسي وإجتماعي وفكري وثقافي مغاير لما تحمله الاحزاب القائمة حاليا يمكنه ان يقنع هذا الكم الهائل من العراقيين الذين يشعرون بالسخط والتذمر والخيبة من الأوضاع السياسية القائمة، بدعم مشروعه والدفاع عنه والعمل من اجل ايجاد الأرضية المناسبة وتثبيت القواعد التي تمكنه من احتلال المكانة المؤثرة سياسياً في حمى صراعات القوى النافذة.

هل هناك ملامح بديل محدد، قطعا هناك الكثير من المساعي لبلورة وصياغة بديل ما ويمكن تلمس ذلك في احاديث العراقيين وشكواهم وتذمرهم وانشطتهم وتظاهراتهم ولكن يبقى الأمل معقوداً على تطلعات شباب وشابات العراق الذين وقفوا ضد الفساد واستغلال السلطة وضد المحاصصة الطائفية والقتل والإرهاب والفقر والبطالة. فهؤلاء وحدهم من يمكنه العمل بعيداً عن لوثة المصالح الحزبية الضيقة والتعصب الطائفي والقومي المدمر يدفعهم الشعور المتزايد بخطورة الأوضاع وبالآثار السلبية المترتبة عليها والرغبة بالتغيير الجدي في العراق وجعله بلدا يليق بكرامة الإنسان.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟
- السلطات العراقية تستلب حق التظاهر
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية
- صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق
- الى شباب حملة تمرد و شباب مصر الثوار وقواها التحررية والثوري ...
- ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم