أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام














المزيد.....

بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 12:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يتابع عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ مؤتمر مدريد في اكتوبر 1991، ومرورا باتفاقات أوسلو الموقعة في أيلول-سبتمبر- 1993 لا يحتاج الى كثير من الذكاء كي يعرف بأن اسرائيل الرسمية غير مستعدة لتحقيق السلام في المنطقة، وأنّها تعمل على تحقيق المشروع الصهيوني طويل الأمد والذي يقوم على التوسع والاستيطان، واذا كان الصراع يتمحور على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، واقامة دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف، على الأراضي الفلسطينية التي احتلت في حرب حزيران 1967 العدوانية، فان المشروع الصهيوني تتعدى أطماعه حدود فلسطين التاريخية لتطل على الصحراء العربية-الجزيرة العربية-وهذا ليس اجتهادا ولا تحليلا لسياسات، وانما هو ما ذكره بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية في كتابه الذي ترجم الى العربية تحت عنوان"مكان تحت الشمس"وأن السلام الذي تريده اسرائيل هو احتفاظها بالأراضي الفلسطينية المحتلة مع هضبة الجولان السورية، مع ضمان التفوق العسكري الاسرائيلي، وأكثر ما يمكن اعطاؤه للفلسطينيين هو ادارة مدنية على السكان دون الأرض التي ستبقى نهبا للاستيطان اليهودي. وهذا "السلام"يرون فيه مصلحة عربية لأنه"اذا اجتمعت الانتلجنسيا اليهودية مع الأيدي العاملة العربية الرخيصة فسيصبح الشرق الأوسط جنة"أي أنهم يريدون العرب "حطابين وسقائين" في خدمة اليهود. وما كانت اسرائيل لتواصل تنفيذ مخططها الكولونيالي لولا الدعم الأمريكي غير المحدود لها، مصحوبا بسكوت "كنوز اسرائيل وأمريكا الاستراتيجية" من الحكام العرب.
وامعانا من اسرائيل في الهروب من متطلبات السلام العادل والدائم الذي تنشده شعوب المنطقة فان اسرائيل قامت باغتيال رئيس وزرائها اسحق رابين، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهما اللذان كانا قادرين على تحقيق السلام أكثر من غيرهما، فرابين هو من قام باحتلال الأراضي العربية في حرب عام 1967 عندما كان رئيسا لأركان الجيش الاسرائيلي، وياسر عرفات هو مؤسس الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكلاهما اقتنع بضرورة انهاء الصراع، وبناء سلام دائم تحافظ عليه الشعوب، فكان مصيرهما القتل.
وقد أثبتت التجارب أنه كلما اقترب الفلسطينيون والعرب مترا من السلام، كلما قابله الاسرائيليون بالابتعاد كيلو متر في الاتجاه المعاكس، فعندما انتخب الفلسطينيون الرئيس محمود عباس رئيسل لسلطتهم الوطنية، وهو الرجل المؤمن بالحل السلمي للصراع منذ بداياته ومشاركته في تأسيس حركة فتح، انتخب الاسرائيليون بنيامين نتنياهو المعروف بيمينيته وتطرفه، وحصلت احزاب اليمين المتطرف الاسرائيلية مثل الليكود و"اسرائيل بيتنا" وغيرها من الاحزاب الدينية، لتحظى بالأغلبية الساحقة في مقاعد البرلمان الاسرائيلي- الكنيست-. ولم يحترم نتنياهو ما تمّ التوصل اليه مع سابقيه من الحكومات الاسرائيلية، وواصل سياسة الاستيطان التي تجعل حلّ الدولتين أمرا مستحيلا. كما أنه لم يبد أي تنازلات في المفاوضات، وهو بذلك يسير على طريق سلفه اسحاق شامير عندما ضغطت عليه ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب للمشاركة في مؤتمر مدريد عام 1991 فقال"سأفاوض الفلسطينيين عشر سنوات دون أن أقدم لهم شيئا".
وواضح أن الادارات الأمريكية بما فيها ادارة باراك أوباما الحالية، تفهم تحالفها مع اسرائيل بأنها اسرائيلية اكثر من اسرائيل نفسها، وهي ليست وسيطا ولا راعيا محايدا للمفاضات، فهي تقوم بالضغط على الفلسطينيين والعرب بدلا من الضغط على اسرائيل المحتلة للأراضي العربية. وهي بذلك تطيل أمد الصراع مع ما يصاحب ذلك من تهديد للسلم العالمي، بل وتهديد للمصالح الأمريكية ذاتها في المنطقة.
واعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن وصول المفاوضات الى طريق مسدود وفشلها لم يأت من فراغ، فالرجل من المؤمنين حقا بضرورة الحل السلمي للصراع، وهو لا يرى بديلا للمفاوضات الا المفاوضات، ومن هنا جاءت حملة التهديدات الاسرائيلية عليه، وهي حملة جديّة قد تحمل في طياتها تهديدا لحياته.
وتأزيم الوضع الحالي بفشل عملية التفاوض لن يكون نهاية المطاف، فقد يتبعه انفراج قريب بتنفيذ اسرائيل عملية اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين والتي كان من المقرر تنفيذها في 29 آذار-مارس- الماضي، يقابلها افراج امريكا عن الجاسوس الاسرائيلي بولارد، وستستعمل أمريكا "كنوزها الاستراتيجية" للضغط على السلطة الفلسطينية من أجل تمديد المفاوضات، لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هو وماذا بعد ذلك؟ خصوصا وأن اعلان المبادئ الذي أعدته أمريكا وكما نشرته وسائل الاعلام، لا يستجيب لأدنى الحقوق الفلسطينية، وستبقى المفاوضات تراوح مكانها دون أي تقدم، ما لم يتم الضغط على اسرائيل كي تستجيب لقرارات الشرعية الدولية، ولمتطلبات السلام العادل الذي يحفظ حقوق شعوب ودول المنطقة.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان نقش الريح في اليوم السابع
- مجموعة -أشياء برسم الأكل-لأحمد القزلي
- رواية-السلك-والتراجيديا الفلسطينية
- نعيم عليان يقرأ ما تنقشه الريح
- ديوان سفر النرجس لسليمان دغش في ندوة مقدسية
- قوّة اللغة من قوّة الدول الناطقة بها
- استبشري يا قدس
- ديوان الرند الأخير لبكر زواهرة
- بكر زواهرة يرفع راية النصر
- بدون مؤاخذة-المرأة ضحية للتربية الذكورية
- ديوان -صحراء في الميترو- في ندوة مقدسية
- ابداعٌ جديدٌ ومتجدّدٌ للدكتور طارق البكري
- صحراء أشرف الزغل في الميترو
- رواية-البيت الثالث- لصالح ابو لبن في اليوم السابع
- انحباس الأمطار والجهل بالطبيعة
- بدون مؤاخذة- عجبي من المتأسلمين الجدد
- بدون مؤاخذة- ثلاثة مساجد وثلاث مدن
- القدس العتيقة لعلي الجريري في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-المدن الجديدة ليست حلا
- مسرحية فن طازيا والسخرية الهادفة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام