أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - صنّاع الطواغيت .. / الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي : / انموذجا














المزيد.....

صنّاع الطواغيت .. / الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي : / انموذجا


سعدي عباس العبد

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


• صنّاع الطواغيت الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي : / انموذجا


• نحن من يصنع الطواغيت وندفعهم دفعا .لأعتلاء ناصية المذابح ومنصات الخراب وكراسي الإبادة والكنوز والجاه والطغيان والثراء .... نحن نفعل ذلك رغم اننا لدغنا من ذات الجحر الطاغي اكثر من مرتين .. غير اننا لا نتعظ ولا نتعلم الدرس , فنعود بكل مااوتينا من مازوخية وضحالة إلى رفع اصواتنا تضامنا ومؤازرة للديكتاتور ..لم نكتفِ بالتضامن بل نجهد مخيّلتنا ونفوسنا على رسم ملامح الطريق السالك الذي نجبر الطاغوت ونكرههه على سلوكه . . الطريق الذي نجعله سالكا مفضيا إلى عبوديتنا , مفتوحا على افاق رحبة من القحط والحرمان والقمع , معبّدا بتصفيقنا وهتافاتنا في مواكب كرنفالية تحتفي بتمهيد الطريق , الطريق الذي سيقود الديكتاتور لاحقا إلى المسالخ والمجازر واحواض التيزاب والكراسي الكهربائية التي اعددّنها ضمنا بمازوخيتنا وعبر هتافاتنا , . كي يكون الطاغوت , الجلاد والشاهد والمنفذ والمشرف على إبادتنا وانقراضنا .. كي يكون المتفرج الوحيد على تلك المسرحية التراجيدية , التي اعددناها واخرجنها ومثلنا فيها دور الضحية .. الضحية والجلاد ..ثم نشرع في إطلاق الاحتجاجات والشكوى نطالب باقصاء وموت الديكتاتور .. كأننا لم نسهم في صناعته . كأننا لم نكن نحن من جعلنا منه ذباحا وراء الكواليس بامتياز ..فلم تساورنا عقدة الذنب ..ونحمّل الذنب من جاء به عبر البِحار .. متناسين كلّ تلك الهالات والتمجيد والافعال التي اسبغنها اليه ..نحن صنّاع طواغيت بمهارة لا تضاهى . تشهد على ذلك مسيراتنا الطويلات التي كنا نحتفي عبرها باعياد الجلادين . وكرنفالتنا المكلّلة بالاهازيج والقصائد .. من منا بوسعه انّ ينسى تلك القصائد التي كانت تشيد بالطاغية وتتغنى بامجاده المختلقة . وتعلو من شأنه وقدره وانجازاته المفتعلة وبطولاته المزيفة التي انتجتها مخيّلة الشعراء المتزلفين .. تلك المخيّلة , الراقصة على حبال من السمسرة . المحتفية على الدوام عبر الردح والهز والهتاف والتطبيل والتزمير بالمذابح والصلب التي كانت تحدث وتجري في مواكب مهولة من الرعب . والشعراء القتلة المأجورين السماسرة يباركون ذلك في جوقات حافلة بالزغاريد والتطبيل لا يثنيهم عن فعل ذلك ادنى وازع اخلاقي ..كانوا هائمين متولّهين زيفا ورياءا بتبجيّل القائد الضرورة ..لاسيما الرداحين الشعبين او مايسمى بالشعراء الشعبين او العامّيين او [ كوّالات المآتم ] اولئك الذين كانوا لهم حظوة وحظور طاغيين في مهرجانات حرب القادسية وما تلاها . كان لهم دورا وحضورا في تجميل بشاعة الحرب وإشاعة الخراب في النفوس . كانوا في كل حرب وخراب محتفين . مباركين . هاتفين بحياة القائد ..كانوا في كلّ المناسبات وبدونها حاضرين متأبهين للوثوب والرقص في حلبة الحطام والسخام .. الهولاء هم ذاتهم من يطبل ويزمر اليوم لطواغيت وكهنة العراق الجدّد.. هم ذاتهم تماما بملامحهم المشوّهة الملطّخة بالفضائح والخزي .. هم انفسهم بكامل علاماتهم الفارقة المسخّمة وبكامل هوياتهم واسماؤهم واهازيجهم وردحهم وطبولهم الناقرة لكل جبروت ومتسلط ودموي ..همّ ذاتهم , لم يجري تغيير على ملامحهم الكالحة سوى ترميم لاتغفل عنه العين .. فاستبدلوا الزيتوني بالعمّة او العمامة الكهنوتية واطلقوا اللحى واجتثوا الشوارب التي كانت علامتهم الفارقة المميّزة والتي كانوا يتفردون بكثافتها الفاحمة ..هولاء همّ ذاتهم من يتحكمون بمقدّرات المؤسسات الثقافية وسواها ..لم يحدث شيء سوى ان استبدلوا الهوية الزيتونية بالعمامة الاسلامية .. اما المعدن الصدىء فهو ذاته لن يتبدل .. بقي صدئا ان لم يزداد صدئا ..



#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء
- اميركا ماذا فعلتِ بنا !! ؟
- تأملات في المكان
- العراق : ذلك الشيخ الوقور .. المحدودب .. الحزين
- عن : جان دمو .. بلا مناسبة
- غياب الاحتجاجات المليونية في العراق ..! ؟ وإلى متى .. ؟
- لماذا باتت نتائج الانتخبات محسومة سلفا
- : عن الجمال __ محض انطباع
- فصل من رواية مخطوطة : سلمى والنهر _ 1
- كتابة عن الشعوب النائمة او // ضد الحكومة
- العام العاشر في الغابة
- نص في المكان : مقهى الميثاق : علامة .. / مقطع من رواية مخطوط ...
- بمناسبة ما يسمى بعيد الأمّ
- الفصل الاخير __ التاسع عشر __ من رواية مخطوطة : بقايا الجندي ...
- الفصل الثامن عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل السادس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
- الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عباس العبد - صنّاع الطواغيت .. / الشاعر العامّي او ما يسمى بالشاعر الشعبي : / انموذجا