أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - توضيحات لا بد منها















المزيد.....

توضيحات لا بد منها


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تلقيت البارحة الكثير من التعليقات على مقال " الحوادث الثلاث الفارقة " فاتهمني صديق بأني استنتاجاتي هي محض عاطفية، ولسان حاله يقول: أنتم النساء لا تستطيعون فصل عاطفتكم عن المنطق الذي تفكرون به .
آرائي أيها الأصدقاء التي أضعها هنا مبنية على ثقافتي وقراءتي للواقع مجبولتين بعنفوان ثوري، لكنها وبلا شك عرضة للنقد، بل هي متغيرة ومتبدلة كما كل شيء وخاضعة لقواعد التطور، آراء تفيد من النقد عندما يكون موضوعياً مقنعاً مبنياً على دليل .

كتبت البارحة أن دور قطر سيقوض تدريجياً حتى يختنق، وسينعكس ذلك على أداء قناة الجزيرة القطرية وربما لونها وحتى وجودها .

وطبيعي أن من يرى في قطر حليفاً نموذجياً، وفي قناة الجزيرة القناة المتمتعة بحرفية مشهودة، والرائدة بين الأقنية العربية الاخبارية القناة المفضلة التي يستقي منها قناعاته ، ومن يجد في الأخوان المسلمين حزباً ينطق بضمير المسلمين، وينطق بصحيح ديننا الحنيف، أن يرى في هذا الاستنتاج ضربة قاسية لفكره وطموحاته . وفي محاولة لايضاح ما كتبت :

أنا أشبه دول الخليج عامة وقطر خاصة بالشخص الذي أفاق على ثروة هبطت عليه فجأة، فانتقل من حالة الفقر والتعتير، إلى الثراء الفاحش خلال فترة قصيرة، فإذا به صاحب سلطة كبيرة، تفرض عليه الحفاظ على الثروة واستثمارها، وبناء تحالفات، مدفوع بطموحات كبيرة تتناسب وواقعه الجديد .

قطر اكتشفت أنها تقوم على بحر من الغاز، وهو ما سيحقق لها دخل هائل، ولأن السلطة ترتبط بالثروة والاقتصاد، فهي حمت نفسها عبر تحالفات أميركية، فاستضافت القاعدة الأكبر، واتخذت لنفسها خطاً مغايراً غير تقليدي، فكانت السباقة للاعتماد على الاعلام المهني والمحترف عن بقية دول الخليج، فكانت السباقة، ولا أنكر أن وجود الجزيرة وتفوقها هو ما حفز المنافسين لسلوك ذات الخط، حتى صار الاعلام العربي يعج بأقنية ذات مهنية عالية مستفيدين من الخبرات العالمية التي وظفوها للوصول إلى صورة مقبولة ومعاصرة .

لكن قناة الجزيرة لم تقنعني يوماً بحياديتها أو عدم تمثيلها للسياسة القطرية .

لقد قامت سياسة قطر على دعم خطين مفترقين، الاسلام السياسي بكل تفرعاته، والانفتاح على الغرب.
دافعت عن قناعتها في أن الاسلام السياسي ينطق بضمير الأمة في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية والتعنت الغربي، لكنها في ذلك كانت تدس السم في الدسم، فسعت دوماً إلى التحريض بوسائل مكشوفة، كما إلى تسويق لحالة من اليأس والاحباط، حتى في تغطيتها للثورات العربية، فهي اقتصرت على تغطية الحراك الاسلامي والتعتيم على الحراكات الأخرى، كان هذا في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا وحتى اليمن، وكأن الثورات كانت قاصرة على الأخوان المسلمين دون سواهم، ترافق ذلك مع موالاة أميركية وغزل للأخوان في مصر وصمت إسرائيلي معهود، واستنفار تركي، ونذكر جميعاً دور السفيرة الأميركية في القاهرة في دعم الأخوان، دور ندد به الشارع المصري، حتى قامت مظاهرات تطالب بقطع العلاقات بواشنطن، أو تبديل السفيرة الأميركية، غطت الثورة التي أطاحت بمبارك، واستنفرت لأجلها كل طاقتها، لكنها هاجمت وبكل قوة الثورة التي أطاحت بالسيسي الذي اعتبرته رجلها وفارس أحلامها، وممثل الشرعية وكأن الشرعية لا تستقى من الشارع .

أقامت تحالفاً مع تركيا التي تسعى إلى زعامة ومرجعية للاسلام السني، تعيد فيها أمجادها كمركز للخلافة لكن من العاصمة أنقرة هذه المرة، علاقة قطر بإسرائيل غير مخفية، أليست هي من احتضنت حماس وقامت بدعمها مالياً، حماس من بعدها لم تقم بعمليات ضد إسرائيل، اقتصر ذلك على الجهاد الاسلامي الذي يدور في فلك كل من إيران وسوريا .

دول الخليج تأذت من دور قطر خاصة بعد أن بدلت السعودية اتجاهها نحو الاعتدال، واعتبرت حركة الأخوان مصدر الشرور والعدو الأساسي لطموحاتها في زعامة العالم الاسلامي، أو أقله الاسلام العربي .

اعترت العلاقة القطرية بسائر دول الخليج جولات من التأزم، استفحلت حتى كان سحب السفراء، والتلويح بعصا المقاطعة الاقتصادية .

دول الخليج تحتاج إلى مصر قوية تكون بجانبها، والقوة تستدعي أن يكون الحكم بيد قوية، والقوة في دول العالم الثالث مصدرها واحد هو المؤسسة العسكرية، والمفارقة أن السعودية التي عادت عبد الناصر وحاربته في اليمن، تدعم اليوم السيسي وتتوخى منه أن يكون حليفاً قوياً .

هناك من شكك من الأصدقاء الذين يفترض فيهم المعرفة والدراية السياسية بأن قطر بعيدة عن حلف معلن مع أميركا، ومستتر مع إسرائيل، والواقع أن كل المعطيات تشير إلى أن قطر وإسرائيل حليفتان، أما عن أميركا فالشمس لا تغطى بغربال، البعض قال أن مبنى الجزيرة كانت معرض مرتين للقصف، لكني أسألهما لماذا لم تقصف؟ ومن الطرف الذي أنقذ القناة من هذا القصف أو الانفجار، أجزم أن قصصاً من هذا النوع عاجزة عن تغطية الحقائق الفجة .

النصرة تحولت إلى أكبر فصيل مقاتل على الأرض، قياداتها معروفة كما معروف ارتباطها بالنظام، وهي أفادته كثيراً بإعلان مرجعيتها للقاعدة، أذكر الأصدقاء أن الثورة السورية قامت لأجل نيل الحرية والكرامة والمساواة، ولم تقم لأجل الارتباط بالقاعدة السيئة الصيت، وجميع الشعارات الثورية التي حملناها كانت خلواً من أي إشارة لبن لادن أو الظواهري، كانت تنادي بأنبل القيم وبأجمل الصور .

تغير كل هذا عندما تدخلت قطر في التمويل، مع بعض الأمراء الخليجيين بارتباطاتهم المشبوهة، اختلفت الشعارت والأعلام وانقسمت الولاءات وترشذمت القيادات، وابتعدت القوى المتقاتلة عن أهداف الشارع الثائر . وكل هذا بفعل التمويل الذي أشاع الكثير من الفوضى .. فوضى خدمت النظام وإسرائيل وارتبط بالجبهة التي تأذت مصالحها بفعل الربيع العربي .

ترافق ذلك مع إشاعة بأن الحرب أهلية وطائفية وهذا سمح لاستقطابات لا تمثل رأي الشارع السوري، فالثورة التي قامت لأجل الكرامة، سرقت كرامتها من قبل تجار الحروب الأجراء، وبات الدم السوري كالماء بلا أي قيمة .

هذا واقع لا يمكن أن يستمر لأن الشعب السوري سيصنع قياداته الحقيقية ويعيد ترميم ما تهدم، أنا لا أدعي أن السعودية والامارات وغيرهما لا يحملون مصالحاً وأنهم لا يدافعون بدعمهم عن مصالحهم، هكذا أفهم تدخل أميركا في الحربين العالمية الأولى والثانية بجانب الحلفاء، لأجل المصالح، لكن التدخل كان مفيداً وحاسماً لأجل انتصار الحلفاء . نحن لا نعيش في عالم فاضل، لكن الحنكة تتطلب منا إيجاد قبادة واحدة تتعاطى مع جهات داعمة بناء على تلاقي المصالح لا تهشيم مصالحنا لأجل منافع شخصية .
أخيراً الخليج اليوم وبعد الانسحاب الأميركي وتقاربه من إيران بات متوجساً ويقوم على بناء أحلاف جديدة، هذه الأحلاف ستشكل جبهة في مواجهة جبهة أخرى، ونحن فيها حجر الزاوية

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج مختلفة
- الحوادث الثلاث الفارقة
- صراع الرهانات ..
- منصب الرئاسة
- في مقارعة الثورة السورية
- البحث عن الاستقلال قبل الوحدة
- بين البيت الأبيض وقصر الشعب
- لعنة الأقليات - ج1
- لعنة الأقليات - ج 2
- لا لهدر الطاقات والفرص
- الأسد القاتل
- إضاءات على مقال مخطط تقسيم المنطقة
- مخطط تقسيم المنطقة
- الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!
- آل الأسد كظاهرة
- بشار الأسد بلمحة سريعة
- مسؤولية الحرية
- إلى الأخ البطل العقيد عبد الجبار العقيدي :
- فرصة الأكراد التاريخية
- أوباما وإسرائيل ومستقبل المنطقة .


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - توضيحات لا بد منها