أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ناهده محمد علي - المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية الجعفري .














المزيد.....

المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية الجعفري .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 10:56
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


لقد كيّفت المرأة العربية نفسها منذ الصغر بأن تكون الضحية في جميع مراحل حياتها , فتعودت أن تأكل ما يأكلون وتلبس ما يلبسون وتختار من يُختار لها وما يُختار لها , فكم من طفلة عربية أحبت أن تكون راقصة باليه ثم درست الطب , أو تركت مُجبرة شاباً يحترف والده مهنة ( الحِمالّة ) وهي حتماً لا تختار أسماء أولادها كما لم تختر إسم والدهم .
لقد تحدثت الدساتير العربية عن الكثير من الوعود والحقوق الديمقراطية للمرأة , ولم يُنفذ في الدساتير إلا المواد التي تدعم السلطات , أما فيما يخص أفراد الشعب فهي مواد مطاطية وقابلة للتمدد والإنحسار .
حينما قرأنا عن المادة 4 إرهاب إستبشرنا خيراً لكنها سلاح ذو حدين خاصة لنساء وأطفال العراق , فهي تقتل يميناً ويساراً وتدخل البيوت لا من أبوابها ولا تميّز بين الخبيث والطيب , وأكثر من عانى من الإرهاب هو المرأة العراقية , لقد شاهدت المرأة العراقية الموشحة بالسواد والتي نشرتها وسائل الإعلام والتي كانت تبحث بين شجيرات الياس في أحد الشوارع العراقية عن أشلاء ولدها , ولم تنتهِ هذه المشاهد بإغتصاب وقتل الفتيات العراقيات من قبل الجنود الأمريكان , ولم تنتهِ أيضاً حينما هددت قِوى داعش نساء الرمادي ودخلت بيوتهن وإغتصبت من إغتصبت وقتلت من قتلت .
إستوقفني ذات يوم وجه أحد الإرهابيين والذي نقلته إحدى الفضائيات , كان شاباً عراقياً في العشرين من عمره , درستُ ملامح وجهه ولم أجده يشبه نيرون ولا موسيليني أو هتلر ولا حتى ( فرانكشتاين ) , كان وجهاً طفولياً خائفاً وباكياً وأعتقد أنه لم يكن ينظر خلفه ولا في وجه ضحاياه وكان قد فجر عشرات السيارات مع أجساد راكبيها , وربما كان يعتبر هذا لعبة من لعب الكومبيوتر فيها الخاسر والرابح فقد قال في نهاية لقائه ( لقد خسرت كل شيء ) ثم قال ( الداخل الى هذه المنظمات لا يمكنه الخروج منها ) .
إن قيمة الخسارة والربح أصبحت قيمة مرعبة عند الشباب العراقي وناقوس خطر يجب الإنتباه إليه . تساءلت ما الذي دفع هذا الشاب بهذا الوجه الخائف أن يتحول الى وحش يقتل بدم بارد . تذكرت إحدى الدراسات التي قرأتها والتي تقول بأن الظروف الموضوعية الخطرة والمستمرة يمكن أن تحول أي فرد الى مجرم وبدرجات متفاوته ( فقد يكذب أو يرتشي أو يسرق أو يقتل ) لأنها وببساطة تضغط على جوانب متعددة في الفرد منها حب البقاء والتنافس عليه والعدوى من أحاسيس الشر والحرمان لفترات طويلة والتعرض لتجارب قاسية , وقديماً قالوا ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .
إن أُمهات الإرهابيين وزوجاتهم هن على الأكثر غافلات عن نشاطات أولادهن وأزواجهن وهن يطبقن المقولة الشائعة والي همّشت المرأة العراقية لسنوات طويلة والتي تقول ( أُكلي وأُسكتي وعليج بالصافي ) .
وفعلاً كان أقصى ما تحلم به المرأة العراقية بكل مراحلها التأريخية هو لقمتها وإنتهجت كل السبل للحصول عليها لها ولأطفالها , ولا أحسن من أُسلوب السكوت الدائم , فعن أي حقوق ديمقراطية نتحدث والمرأة العراقية لم تعد تريد غير أن تعد الأيام لينتهي الكابوس وتحدث معجزة تقلب الموازين.
إن القاريء لتأريخ المرأة العراقية يجد إن هذا النضال قد تألقت به الجمعيات النسائية للمطالبة بالحقوق السياسية والديمقراطيات بأنواعها , وعلى هذا الأساس كان النضال محصوراُ على المتعلمات والمثقفات والقليل من الأميات على كثرتهن في المجتمع العراقي . واليوم نجد أن المرأة العراقية وأقصد الغالبية وليس النماذج العامة لا تحلم ولا يسمح لها أن تحلم أو تنظر الى البعيد لأنه وببساطة ما يُقرأ ليس هو ما يُعاش وأصبح أقصى ما تتمناه المرأة العراقية هو أن يعود أطفالها من المدرسة سالمين وأن تأكل حتى تشبع وأن تنام ولا تستيقظ مرعوبة , وهي تنظر الى رئاسة تأتي ورئاسة تذهب كالداخل والخارج من المتاهة وإليها , ولا يبقى لديها غير السلسلة الحديدية التي تربط بها بابها ليلاً كي لا تدخل الى بيتها الذئاب البشرية , وهي بهذا لا تحلم بالكثير غير أن يشرق نور الفجر ثانية .
وفي خضم الإحتفال بعيد 8 آذار عيد المرأة العالمي تواجه المراة العراقية هجمة شرسة على حقوقها ومكانتها بالمجتمع والحط من قيمتها كإنسانة لها حقوقها التي ثبتتها ونصت عليها الأمم المتحدة والشرائع والقوانين الدولية وكذلك ما حصلت عليه في القانون 188 لسنة 1959 نتيجة لضغط الحركة الوطنية العراقية ورابطة المرأة العراقية متمثلة بالفقيدة الدكتورة نزيهة الدليمي وغيرها من رائدات الحركة النسوية العراقية , إن مشاكل المجتمع العراقي متعددة وكثيرة , فمن البطالة والفقر والجهل والتخلف الى إنعدام الأمن , يجري وبشكل ممنهج تشريع قوانين متخلفة تنسف كل الأعراف الدولية وفي المقدمة منها قانون الاحوال الشخصية الجعفري الذي يناقض الدستور ويهدد بنسف الحياة الاجتماعية للعراقيين .
عراقيات ، يرفعن شعار الحداد ويصرخن داخل أروقة مجلس النواب (باطل) ضد قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي أقره مجلس الوزراء قبل أيام وأحاله إلى مجلس النواب من أجل الموافقة عليه.
إن الوقفة البطولية لنساء العراق وهن موشحات بالسواد رافعات شعارات مثل ( في عيد المرأة العالمي نساء العراق في حداد . مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري جريمة ضد الإنسانية . لانريد العودة الى زمن الجاهلية ) وغيرها من الشعارات .
المجد لآذار المجيد .. والمجد للمرأة العراقية في نضالها العدل من أجل حقوقها المشروعة التي نصت عليها القوانين الدولية .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشراسة طبع متوارث أم مكتسب لدى العرب .
- ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
- كل يوم يُقتل الحسين فينا .
- أفقر العالم أشد أم فقر العراقيين .
- الإنسان إبن بيئته والمرأة تتبع هذا .
- إحساس الغيرة هل هو مرض أم دافع .
- فلسفة إلغاء الآخر أو فلسفة القتل .
- المغتربات العراقيات والسومريات
- ماذا يفعل الإنسان العربي ببيئته
- حينما يُسحب الرصاص من الأقلام وتُملأ به المسدسات .
- شخصيات نسائية متفردة - 5 الدكتورة / رابحة الناشي
- هل يحتاج الإنسان المسلم الى أنسنه .
- الإيثار قيمة قديمة .
- الظواهر الإجتماعية لمشكلة البطالة في الدول العربية
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 2 - 2 )
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 1 - 2 )
- المنظمات الإجتماعية العراقية ناشطة في الخارج مُغيّبة في الدا ...
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 3 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 2 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 1 - 3 )


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ناهده محمد علي - المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية الجعفري .