أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - من يزرع الشر في أنفسنا ( 1 - 2 )














المزيد.....

من يزرع الشر في أنفسنا ( 1 - 2 )


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 17:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتواجد نزعة الشر في النفس البشرية منذ الأزل ومنذ الخلق الأول , وكما تتواجد في الإنسان تتواجد ايضاً في الحيوان , لكن الفرق كما هو معروف هو أن الحيوان يترصد ويهاجم ويقتل لأجل نزعة البقاء وليس الفناء , والمضحك أن العقل اللاواعي يفسر القتل والسطو وتعذيب الآخرين وإستلاب الأموال والأرواح وتجويع الشعوب وإخضاعها على أنه نزاع لأجل البقاء , لكن هذا التصور هو عكس الحقيقة , فهو تنفيس حتمي لنزعة العدوان لدى الإنسان فهو إن شاء البقاء يمكنه أن يبقى مما أُتيح له أو بما فيه من إمكانيات وثروات ولا تخلو بقعة في الأرض من الثروات الطبيعية ويمكنه الإعتماد على إنجازاته المادية والروحية وما فوق أرضه أو باطنها , لكن الأسهل هو إستلاب ما لدى الآخرين وإن لم يملكوه , فهو يعتدي بلا سبب منطقي فيأخذ من لا يستحق ممن لا يملك .
لا أقول أن النفس الإنسانية خالية من الخير فالشر والخير أخوان متنازعان يسكنان النفس البشرية والأقوى فاعلية هو الذي يظهر للعيان لأسباب موضوعية كثيرة , تختلف من فرد الى آخر ومن جماعة الى أُخرى .
لقد لا حظت ظواهراً للشر والخير للنفس الإنسانية أود أن أسردها للقاريء الكريم .
جلست ذات يوم لأُتابع بريدي الألكتروني فوقع بين يدي فديو لشاب عراقي لم يكن ( سوبرمان ) وليس مُنظِراً أو عالم فضاء لكنه شاب من شباب العراق الفقراء جعل جسده النحيل جسراً ما بين بنايتين متهدمتين ليعبر فوقه الناس رجالاً ونساءاً من الهاربين من الإنفجار الهائل الذي أصاب وزارة العدل العراقية , وكان ( عبد المهيمن ) جسراً بشرياً للحياة يعبر فوقه الناجون , قلت في نفسي إن الكثيرين من أمثال هذا الشاب ومن أمثال ( عثمان العبيدي ) الذي أنقذ العشرات من النساء والأطفال من الغرق ثم غرق بسبب الإرهاق . هؤلاء هم كُثُر من مواطني الشعب العراقي ولكن لنتساءل أيعقل أن يحرق الكم القليل من الشر الكثير من الخير , ويبدو ايضاً إن أعواداً قليلة من الكبريت تستطيع إحراق حقل أخضر شاسع .
قرأت عن نموذج آخر للخير نشرته الصحافة الإنكليزية يتحدث عن مجموعات خيرية تقوم بمساعدة العوائل الفقيرة وخاصة الآسيوية منها والتي تسكن في البيوت الخربة والغير صالحة للسكن فتقوم بترميمها وتجميلها مجاناً لتصبح لائقة .
هناك نموذج آخر للخير وهو أقصى ما تقدمه النفس البشرية من خير من خلال غريزة الأُمومة وفي هذه ليس هناك من فرق بين أُمهات العالم أجمع , حيث نشرت الصحافة العالمية واقعة لأم أُوربية خرجت لنزهة شتائية قصيرة وكان الثلج يعم مناطق شاسعة من الغابات , خرجت هذه الأم مع عائلتها المتكونة من زوجها ورضيعتها ومع القليل من الطعام والماء وحافظة للقهوة وما كان إلا أن أضاعت هذه العائلة الطريق وسط الثلج المتراكم ونفذ الطعام والماء وتوقف محرك السيارة , وبقيت الصغيرة ترضع من ثدي أُمها ودافئة في أحضانها , وإضطرت العائلة للسير مشياً على الأقدام مسافات طويلة , بدأ الدم يتجمد في عروق المرأة وزوجها فربطت الأم الطفلة على بطنها لتستمد الحرارة من جسدها , ثم أصاب الأم الجفاف بسبب الرضاعة المستمرة فأخذت الأم تلوك الثلج مما جعل حالتها تسوء وإنخفض ضغطها بشكل حاد , ثم دخلت الأم في حالة تجمد وغيبوبة وبقيت الطفلة دافئة على بطن أُمها ثم فارقت الأم الحياة , لكن الزوج إستمر حاملاً الطفلة وبعد ساعات إستطاع أن يجد الطريق الصحيح وبقيت الطفلة على قيد الحياة بفضل أُمها . كان هذا هو أقصى الخير وهو يعمل بطريقة غريزية لا تقبل المساومة . لكن هناك مظاهر لأقصى حالات الشر فهناك أطفال في كل مكان يُحرقون أو يُجَوعون حتى الموت أو يتجولون بين ساحات القمامة أو بين مزابل البغاء حيث يحشر الكثير من الأطفال الآسيويين والأفارقة في سوق العبيد والبغاء ويُجوعون وقد يُعطى البغايا القاصرات القليل من الطعام للحفاظ على إيراداتهن وهناك الكثير من الأطفال في العالم وفي الدول الغنية والفقيرة يعيشون بلا منازل ويتركون في العراء في البرد القارص ويتواجدون أحياناً في مخيمات وأحيان أُخرى في علب الكارتون .
في مقارنة بديهية ما بين العالم الإنساني والعالم الحيواني نجد أن الكثير من الحيوانات وخاصة الشرسة منها لا تأكل صغار أبناء جنسها وفي عالم الطيور تقدم الطيور الناضجة لصغار بعضها البعض المساعدة والطعام وتساعدها في إستخراج الديدان من الأرض . وقد قرأت ذات مرة في أنباء الحرب الشرسة التي جرت في أُوغندا لسنوات بأن أسراب الفيلة تقف على حدود هذه الدولة وتتوقف عن رحلتها المعتادة ما بين الغابات الأفريقية للبحث عن العشب والماء غير راغبة في دخول الأراضي التي تملأها النيران والدم وربما تعجب لحال البشر .
( يتبع )



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الإجتماعية العراقية ناشطة في الخارج مُغيّبة في الدا ...
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 3 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 2 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 1 - 3 )
- الطائفية ولعبة الشطرنج .
- شخصيات نسائية متفردة - 4
- شخصيات نسائية متفردة - 3
- شخصيات نسائية متفردة - 2
- وإنما الأُممُ الأخلاقُ ما بقيت ..... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذه ...
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثالث ) .
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الثاني ) .
- واقع الطفولة في البلدان العربية ( الجزء الأول ) .
- شخصيات نسائية متفردة
- الغضب الفردي والغضب المجتمعي .
- المرأة العربية المهاجرة الى أين ...
- سمفونية الشارع العربي .
- تأثير البيئة العراقية على نفسية الإنسان العراقي .
- العُنف ضد المرأة .
- أن تسمع للآخر أم حوار الديناصورات .
- أُمهات عراقيات .


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - من يزرع الشر في أنفسنا ( 1 - 2 )