أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - محمود الغرباوي قصيدة وطن















المزيد.....



محمود الغرباوي قصيدة وطن


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمود الغرباوي قصيدة وطن
تقف طويلًا وكثيرًا مفكرًا، سارحًا,هائمًا, باحثًا في الأدب والشعر, وفصاحة اللغة, عما تكتب, أو تريد أن تكتب عن الوطن, وأيّ ريشة تجيد مزج الألوان لترسم لوحةً تعبّر عن الوطن, دون أن تفعل الألوان ورتوشها فعلها في تزييف أو تبهيت هذه القطعة الرخامية المخملية الّتي يرتديها كل منا ويعانق سماها, وملامحها, وصمتها، وضجيجها, ويعانق سماها, وملامحها, وصمتها, وضجيجها, وعنفوانها, وحنانها, فهو بين عشقًا يمر في سكون اللحظة, كحالة انتشاء انفعالي, تسرد ما تمليه عليك نبضات اللحظة وانفعالاتها, ولكن وطن يحمل فينا ما يحمله الدم من كراته البيضاء والحمراء, وأيّ عارض بهما, تصيبك علة, والوطن والشريان الذي يحمل فينا كل شيء,الفرح,السعادة,الهموم,الحزن,الألم, يمنحنا الإبداع, آو يمنحنا اليأس والقنوت, ورغم ذلك تقف شريدًا في صحراء رمضاء, لا تقوى على البحث في ذرات رمالها الملتهبة عن هذا العشق اللامحدود الساكن فيك, ولكن تحاول وتحاول وتناور على أن تتغلب على نفسك, على محنتك العقلية, وشرودك الذهني,فتكتب,وترسم,وتوصف, وتُصيغ كل ما في أعماقك من خلجات, يتغنى بها الوصف الفعلي لمكنونات العمق الهائمة بهيامك, فأي قصيدة, وأي لوحة أدبية تنتج , أو تسرد في وطن؟ أو في شخصية مَثلت وطن؟ وهنا لنا وقفات ووقفات طويلة, وعديدة, أمام منحنيات ومتعرجات المسيرة الحياتية, ومسيرة التخليد الّتي يمكن أن يصبغها الوطن في نفس بشرية أو شخصية، نضالية, أو علمية, أو بأي مجالات الإخلاص والإبداع الّتي يمكن لك أن تحدد معالمها وتبدع في عملية السرد الوصفية, التمجيدية بها, لكن الحيرة الكبرى والتيه والشرود, قف حائرًا أمام مبدع وأيّ مبدع؟ في عشق الوطن, والنضال, والتضحية, والوفاء لمبادئه, ووطنه, وقضيته, ومسيرته, وقيمه, وأخلاقياته, وقوانين الوطن الّتي لا يساوم بها, ولا يخضع أمامها لأنّها عمدت بالدم, بالألم, بالقيد, بالوجع, فكيف لي رسم ووصف الوطن الممثل بشخص, صدح بالصمود في بلاء المحن, وفي صمود فقدان الشقيق ورفيق الدرب, وفي صمود تلاشت به زهرات العمر في أقبية التحقيق وزنازين القهر.
أنّها الحكاية الّتي لا مفر منها, بالرغم من حالة الهروب المتكررة الّتي مارستها منذ أن فُقدت وغابت هذه الرواية "الغرباوية" الّتي صارعت الموت وقارعت الألم في معركة غير متوازنة, بين جسد ضعيف, وقهر بلا حدود, فأنتصر العقل, وثار الفكر, ورسم خريطة الوطن لكل من يريد أن يعرف عن العشق في روايات التحدي والقهر.
حكايتي الّتي لا استطيع لملمة فصولها تبدأ من حيث بدايتها غير الطبيعية, من حيث أفترس الجسد مرض, وكان يأبى الاستسلام وهو في أخر الطريق, نعم، يُدرك أن النهاية "كفن" يوارى الثرى كجسدِ, ولكن هل يموت الفكر؟ وهل تموت الفكرة؟ وهل يرحل الوطن؟
ماذا أقول صديقي ؟ رفيقي؟ أستاذي ومعلمي؟ ملهمي؟ أيقونة استجمعت كل المسميات في داخلنا لترسم إنسان, نعم، أنه الإنسان الذي يمكن أن يكتب عنه كإنسان قبل أن يكون أيّ شأن أخر، الإنسان الذي صنع منه حب الوطن, إنسان، حمل القلم, ولَم يغفل البندقية, حمل الأدب ولَم يُهمل السيف, حمل الابتسامة والهدوء, ولَم يلقِ بالحزم حمل "محمود الغرباوي" في شخصية وطن.
كيف عرفت هذا الوطن؟!
كنت شبلًا وأنا في مدرسة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, فكانت الحالة الطبيعية أن أسمع وأقرأ عن قيادييها ومناضليها، وعشاق فكرها, وصناع مجدها, فكان "محمود الغرباوي" أحد هؤلاء, أسمع به ولا ألتقيه, أعرفه ولا أعرفه, فكان الاسم يمر عليِّ مثلما تمر الأسماء لا تترك بصمات كبيرة ومؤثرة في صميم التكوين النضالي والفكري, رغم كل حالات التأثر في هذه الحقبة العمرية الّتي تشكل من خلال المؤثرات الخارجية, وما يتم برمجتها عليه, حالة فطرية بيضاء يتم النقش عليها, كيفما رسمت أصابع الحاوي, أو الفنان, وعليه مضت المسيرة وكبر الغلام فكان اللقاء الأول الفعلي, ولكنه لقاء بالأرواح, ولَم تلتقِ الأبدان بعد.
أثناء التحقيق في أقبية سجن غزة المركزي. أذكر أن محققي الخاص كان اسمه "بسام" طويل وعريض, كف يداه كان أن سقط على وجهي أصاب بالدوار, كلما حاول نزع اعتراف مني, يجد صعوبة, ينظر لي نظرة بغض في ظاهرها, ولكن اسمع في ثنايا كلماتها, أعجاب قائلًا لي: يا حبيبي "بدك تعمل مثل الغرباوي؟ كل ما نواجه بشيء يضرب رأسه بالحيط", هنا قفز في ذهني اللقاء الروحي مع "محمود الغرباوي", هذه القفزة الّتي لَم تحاكِ نضال وصمود وشخصية "محمود الغرباوي ", بل حاكت هذه المدرسة الصمودية, وعمق الفكرة في الهروب من الاعتراف للعدو, أيمانًا بمبدأ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "الاعتراف خيانة", وكيف بضرب الرأس بالحائط, عمقه في عقاب الذات كلّما شعرت أنّها يمكن أن تضعف في لحظة ما، أو تستسلم لأدوات القهر الممارس في أقبية التحقيق الصهيونية, نعم؛ هي مدرسة عقاب الذات الصامت, وغير المدفوع بتأثيرات وتدخلات خارجية ولكنها مدرسة "محاسبة النفس" حتى على مجرد التفكير بمبدأ يحمل "خيانة" للنفس، للذات, للمبادئ, للرفاقية, فكيف إن كان للوطن؟
استدركت ما كان يعني صمود"محمود الغرباوي, مصطفى العكاوي, إبراهيم الراعي...إلخ" ، من هذه الروايات الحقيقية الّتي يعترف بها ضباط التحقيق علانية, ولَم تتبخر من ذاكرتهم, فهي فعلًا حكاية الوطن الّتي كانت بالنسبة لي أوّل لقاء مع "محمود الغرباوي", وأن كان في حدود الروحانية إلَّا أنه منحني ملامح هذه الشخصية, وهذا الفكر, وهذا الوطن الذي بعد أشهر أجد نفسي أمامه لحمًا وشحمًا, وفي غرفة واحدة.
ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتي رجل, نحيف الجسد, صوت هاديء ورزين, وملامح لا تحمل الميل إلى العنف, بل أديب أو مفكر, تجمع معاني كلمات النشيد الذي حفظناه" فكري والنار, ما يحرر أرضك يا بلادي غير فكري والنار", إنّها الصورة الّتي استحضرتني وأنا أتحدث "للغرباوي", فكري والنار, نعم أنّها الفكرة الكنفانية الغسانية, الّتي رسمت الفكرة بالنار, فأتبعها الهادون, المؤمنون, بأن فرائض الصلاة والتعبد أركانها أثنان في معبد الوطن"الفكر والنار", وهذا هو يقف ويجلس معي القائد الذي أرى فيه "الفكرة والنار", محاولًا ببراءة الشباب التعمق في ملامحه, علني أجد ضربات الرأس بالجدران, فبكل تأكيد مرسومة أثارها على الجبين لأن لها قدسية لا يراها إلَّا من أمنوا أن الوطن "فكرة ونار".
حديث وشجون بيني وبين معلمي يومًا تلو يوم يتعمق حتى نظر إلي وقال: " لو وعيك وجد عند الرفاق عضلات لصنعتم للجبهة مجدٍ " احترت ماذا يقصد الرفيق محمود؟, ولكنه كعادته وفطنته فطن للأمر فأبتسم وقال: " قدرتك العقلية كانت تحتاج لشخص ينفذ على الأرض", ومرت الأيام، وأنا أرى في معلمنا الغرباوي مدرسة خاصة, لَم يتمتع بها أيّ من الرفاق, قادة أو أعضاء, بل كانت ملامحها خاصة, تقوم بكل واجباتها الإنسانية, التنظيمية, الحياتية, خاصة وأنه كان يحنو على الأشبال كأب روؤم,، فكيف لا وهو ضحى بزهرات العمر لأجل هؤلاء.
نكتب له أم نكتب عنه؟!
حتى اللّحظة لَم أقرأ عن "محمود الغرباوي" سوى بعض الكلمات والمقالات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي من أولئك الذين عاشروا وعرفوا "محمود الغرباوي", محاولين مجتهدين للكتابة عنه بقدر المستطاع, وهذا هو حال أولئك المجهولين الذين لَم يؤمنوا يومًا, بالنضال الفضفاض, أو بهرجة الأعلام, الصورة جمعت في ثناياها المناضل والأديب, الثائر والمفكر, الشاعر والأديب, والقائد المجتمعي, والقائد الحزبي, ورغم ذلك أبت إلَّا الثبات على النهج الذي اختارته, والثبات على المبدأ, أن الوطن هو أوّل وأخر المراد .أما الإنسان فهو الأداة الّتي تصنع هذا الوطن, فبلد العظماء تكبر بهم, ولا يكبروا بها, كذلك هو المعلم "محمود الغرباوي" آمن بأن الجزء شيء من الكل, وأن الكل أعمق وأكبر من الجزء, فكان له مدرسته الفكرية ونظرته الأدبية, وعمقه الإنساني, وصفاته الثورية, المقتبسة من إيمانه الأيديولوجي والفكري بأن الإنسان هو الهدف وليس سواه أسمى أهداف.
"محمود الغرباوي" الذي جميعنا يحتاج أن نكتب له وليس عنه, فهو لم يختار إلَّا ما انتهى عليه, أما نحن فعلينا أن نكتب عنه, نتعلم منه, ونتعلم من سيرة إنسان لَم يطرق الأضواء, عاش عاشقًا وذهب عاشقًا.
أنّها الغرفة رقم(4) في قسم(ب) في سجن غزة المركزي عام 1992, ومع ساعات المساء بعد اختلاس بضعًا من الوقت من العمل الحزبي والتنظيمي, والفكري , والأدبي, ليجد حيزًا من العمل الإنساني مع أولئك الأشبال, صغار السن, الذين حرموا من طفولتهم البريئة من حنان الرعاية الأبوية, وكيف يحرموا ولديهم أب يتسع صدره لكل أشبال الكون, حبات من التمر يصنع منها حلوى لهؤلاء الأشبال في حفلة سمر خاصة بين أب وأبنائه, هي كذلك, وأنا أتأملها, وأشاهدها, قائد يصنع الحلوى للأشبال ليمثل لهم الأب والأم في أشد سنوات الحرمان بين جدران السجن, لَم أحس أنه غضب من أحدهم أو امتلكته حالة من العصبية, حتى في أشد حالات الانفلات الّتي كان يمارسها هؤلاء الأشبال, كانت وسيلة الاستيعاب والعلاج بابتسامة ووقار, وهدوء في العلاج, لا يجيد ذلك إلَّا المحمود"محمود الغرباوي" الذي تتماثل صورة الأب وهو يهدهد على الشبل"محمد أبو لبدة" الذي أصيب بشلل أثناء محاولة طعن جندي فكانت كل صرخة ألم في ساعات الليل تزلزل وجدان هذا القائد"محمود الغرباوي" وتفصح عن أبوته وإنسانيته, ورفاقيته، إنه الرفيق, الإنسان, القائد, الذي لَم يتدخل في عمل أيّ رفيق, أو يتداخل في حدود صلاحياته ومسؤلياته. وهنا يستحضرني موقف كنت فيه مسؤول الخلية الحزبية, وكان أعضائها حقيقة ذو باع بالحزب والعمل التنظيمي, ورغم ذلك كنت مسؤولها, وأنا أصغرهم, وكان لدينا اجتماع حزبي, فحاول الرفيق "عبد الرؤوف الطلاع", مسؤول الرابطة التدخل, وطلب الإذن بالدخول للاجتماع فرفضت تدخله لكوني أؤمن بقدراتي على حل واستيعاب المعضلة الّتي كنا نناقشها، وأثناء السير بالساحة" الفورة" كان يسير الرفاق "محمود الغرباوي" والرفاق "عبد الرؤوف الطلاع " و "المدلل", فنادي عليِّ الرفيق محمود قائلا لي:" وهو ينظر بعمق لماذا رفضت دخول الرفيق مسؤول الرابطة للاجتماع"؟ فقلت: ليس بحاجة لتدخله, استطيع معاجلة الأمر, وتدخله بمثابة تبهيت لشخصيتي الحزبية والقيادية, لدى الرفاق بالخلية" فابتسم بهدوئه المعتاد, ووجه كلامه للرفاق قائلا:"سامي على حق."
هذا هو الرفيق القدوة القائد الإنسان الذي كان يعلمنا في كل لحظة ما هو العمل النضالي, ومن هو المناضل, وأيّ كيفية تجعل منك إنسان, أنه الإنسان الذي يسكن أعماق معلمي"محمود الغرباوي".
علينا أن نكتب له, حتى نفيه الوعد والوفاء الذي منحنا إياه, هذا الوفاء الذي كان كل جهده يصب في صناعة القائد, والمفكر, وخلق البدائل للحزب والوطن, وإعداد قيادته الشابة المستقبلية وبناء مستقبل واعد, فكان يختار الرفاق بعناية وخاصة صغار السن ويدفع بهم إلى المواقع القيادية, رغم أنّها أكبر منهم, لكن لإيمانه الحتمي أن التجربة خير برهان على البناء, لَم يستحوذ على كل الصلاحيات, ولَم يتداخل بأعمال الرفاق, رغم أنه كان مرجع الكل حزبيًا، وتنظيميًا، وأخلاقيًا, وكان يمثل الحزب وصورة الحزب لدى أشبالنا صغار السن, وكينونة الحزب لدى رفاقنا جميعهم يردد جميعًا هذا هو الحزب, وهذا هو القائد, الذي آمنا أنه "فكر ونار", نعم، هو من دفع بي وبالعشرات من الرفاق إلى مواقع متقدمة في تجربة أطلقوا عليها بناء قيادات المستقبل للحزب, فكيف لقائد؟ أيّ قائد الذي يدفع بشبل يبلغ من العمر (21) ربيعًا إلى قيادة منظمة حزبية في الأسر؟! هذا ما فعله "محمود الغرباوي" معي ومع غيري من الرفاق, حيث دفع بنا لخوض المعركة في أعلى السلم القيادي, لنتعلم ونصقل شخصيتنا الحزبية, وليترك لنا الطريق, وهو يراقب من بعيد .
حتى من بعد التحرير لَم يمهلنا الغرباوي متسعًا من الوقت للاستراحة والراحة, فزج بنا بأتون العمل الحزبي والوطني منذ الأسبوع الأوّل مستثمرًا ما غرس بنا من تجربة السجون في أعقد مراحل العمل النضالي والوطني, فاختاروا لنا ما يتناسب وكل شخصية وقدراتها.
قائد في الأسر وقائد خارج الأسر"محمود الغرباوي":
محمود الغرباوي القائد الذي عاصرت في السجن والأسر, الإنسان، المعلم, الأستاذ، هو القائد الذي عاصرت خارج الأسر, وهو القائد الذي مثل لنا الأب في حضور الآباء, هو الذي كان يتفقدنا أسبوعيًا, يزورنا في منازلنا, يسأل عنا, يطمئن علينا, ثم يكلفنا ويحثنا على العمل والاجتهاد . قائد كان يمثل أعلى هرم القيادة في فرع الأرض المحتلة, وفي فرع غزة, كان يجلس ويتسامر مع من هم بعمر أبنائه لو كان خارج أسوار السجن, لو يغضبوا منا أو علينا إن أخطئنا بل كان يقومنا, ويجازينا أن أجدنا, يوزع علينا المهام ويقنعنا، ولا أنسى كيف قال لي بعد فعاليات أسبوع التضامن مع الأسرى، حيث كان لَم يمضِ على تحررنا شهر، لا أريدك هنا، أريدك هناك، فقلت: أين؟ قال: "في مهمة حماية طريق ودرب الحزب ورفاقه"، لَم أفهم عليه حينها، ولكنه تركني ومضى ليعود بعد أسبوع بمهمة جديدة، ملقيًا على تكليف بقيادة الجهاز العسكري بمنطقة جنوب غزة يتولى مهام حماية الرفاق في الحزب من أيّ اعتداء من العملاء، وخوض مرحلة نضالية معقدة في ظلّ الواقع الجديد والمعقد، فنظرت له وقلت: "اتركني أرتاح قليلًا"، فردّ عليِّ: " جيفارا ترك الوزارة واستشهد بالمغارة"، فكان الصمت سيد الموقف. هذا هو "محمود الغرباوي" القائد، الإنسان، المؤمن بالوطن، من غَرس فينا معاني الوطن والانتماء للحزب، ومن افهمنا ماهية وكيفية الحزب، وعلمنا أين نكون دومًا.

إنّها الحكاية الّتي لَم أتمكن من صياغة السيناريو المناسب لها، أو الإمساك بحبكتها وديمومتها الحية في دوائر الحقيقة الّتي يجب أن تكون عليها حكاية إنسان لَم يترك لنا شيئًا للحياد أو أن نتخلى عن الطريق والمبادئ، ومفاهيم الانتماء الّتي غرسها فينا، وبنا، لنكون كما نحن الآن.

تَميز قائدنا بالمصداقية العالية حزبيًا ووطنيًا، ومجتمعيًا، فكان رأيه وشهادته وثيقة يعتدَ بها، ومحل ثقة الجميع نظرًا لمسيرته وسيرته، فهو القائد الذي طرق أبواب عضوية المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 1986، وهو المواطن الذي كان يُشارك أبناء مخيم البريج في تنظيف الشوارع، شراكة ومشاركة باليد والجهد، وهو الإنسان الذي كان يجوب شوارع ومدن غزة بحثًا عن رفاقه، متفقدًا لهم، مطمئنًا عليهم، بسيطًا، وقائدًا. هو الشهيد الشاهد الذي ودع أخاه بالإصرار والتحدي، زافًا روح" فتحي" للوطن، وللعهد، فزينت صورة الشهيد إيمانه الحتمي بالسير على الدرب حتى أخر نظرة للوطن.

هو" المحمود" لذي لَم أراه غاضبًا، عابسًا، إلَّا عندما وجه له "وليد الغول" مسؤول فرع غزة سنة 1996 جملة في حضور قيادة الجبهة الشعبية في غزة "كايد الغول، بلال كريم، أبو صالح القطاوي، عماد أبو رحمة، تغريد جمعة، وأنا" مشككًا بروايته عن اتصال "الطيب عبد الرحيم" بشأن الرفاق المعتقلين لدى السلطة على خلفية جهاز الجبهة العسكري، ورد وليد عليه، بأنّهم ليسوا رفاق، فهنا ثار المحمود وقال له:" وليد، أسأل عني جورج حبش وأكبر رفيق حتى أصغر رفيق، يقولوا لك عندما يذكر "محمود" شيء يكون صحيح، وها هو كايد يشهد"، وهنا رد كايد" فعلًا معروف عن "الغرباوي" عندما يتحدث عن شيء يكون أكيد، حتى الحكيم كان يقول ذلك عنه". هذه الصورة النمطية الّتي جذبتنا للقائد المعلم، من تمتع بمواصفات مدرسة الفكر والنار، والوطن، والّتي تعلمناها منه كما هي، وكما هو.

رحيل الفينق:
في الثلاثين من أيار( مايو) 2012، بدأ الفينق رحلته الثانية، من جديد فرد جناحيه وتعملق، بعد أن أمضى رحلته الميلادية الأولى في ربوع الثوّرة عن عمر يناهز 61 عام أمضى منها 22 عامًا متنقلًا من سجن المجدل إلى نفحة، إلى الرملة، إلى بئر السبع، ومنها إلى غزة محطته الأخيرة، عانق بها الشمس المحجوبة، الخجلى منه، وسامر القمر الخفي حياًء من نوره المحمود، استطاع خلال هذه المسيرة أن يساهم في بناء الحركة الوطنية الأسيرة، لتكون حركة ذات بنيان قوي، صلب، متين، تقاوم، تتصدى، تتحدى، تواجه، تجابه، تناور، تارة بالفكر وأخرى بالتحدي، وليقصص علينا " محمود" قصص لَم نعهدها، لَم نعرفها، لَم نتعلمها... إنّها قصص أنبياء الوطن، والحقيقة الّتي شهدت أوّل فصولها عام 1970، عندما انضم الفينق برحلتهِ للثوّرة، وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منطلقًا من مخيم البريج، باحثًا عن لوحته السرمدية، ومعالم ملامح الوطن في زهراته التاسعة عشر، وريعان العنفوان، ليخوض كل معارك الوطن بوتيرة تزداد دافعيتها كلّما اشتد الوجع، وزاد الألم... خاض ثورة البندقية، وثورة القيد، وثورة الجوع، فصدح الفينق ..... وصرخ مزلزلًا قيده، وعنهجيه سجانه؛ ليقول:
بين الرغيف وإضرابنا هوة وإنتظار
وبين القرار وأمعائنا يربض الموت والإنتصار
هو الانتصار المرسوم على جناحي الفينق الفلسطيني، الذي وضع وصاغ أوّل لبنات أدب السجون، وثقافة أدب المعتقلات، وتدوين معاناة الأسرى وبطولاتهم وتحدياتهم، وحطم حاجز الصمت بقلمه وأدبه، وقرع جدران الخزان، وكسر روح الخوف والاستهداف الثقافي في السجون، وتصدى لسياسة الإفراغ الثقافي والفكري في السجون. عندما أعلنت إدارة السجون الحظر التام على الثقافة الوطنية والإنسانية، وكل الوسائل الثقافية لتنفجر أشعاره، وكلماته، وتصبح قصائده وثائق وشهاداته سجلًا تاريخيًا لتأريخ مراحل تطور الوضع الاعتقالي، ولتدلل على مستوى أسرانا الفكري والأدبي، والثقافي، رغم ما يحيط بهم من قهر وقمع.

فهو أحد معالم الحركة الوطنية الأسيرة الفلسطينية الّتي لَم تضاهيها أيّ تجربة أسيرة في التاريخ، بفلسفتها وأدبها، ونظامها وسلوكها، ومدرستها، هي المدرسة الّتي برع فيها "الغرباوي" مناضلًا، أديبًا، شاعرًا، قائدًا، وإنسانًا، وحولها من قيد إلى أكاديمية إعداد ثائرين ومناضلين، تتحدى سياسة التفريغ الإنساني الّتي استهدفها المحتل والسجان، فربط بين الإنسان الأسير والوطن، وهموم الوطن بوجدانية تفاعلية تمثلت في قصيدته الّتي صدح فيها قائلًا:
خذني إلى غزة
أشعار حب، ساعدا
فتقًا من اللحم الممزق، حنجرة
خذني
فقد يحتاجني جدر، جرّاح
طفلة فقدت أخاها قرب المدرسة
فأرشدها الجنود إلى طريق المقبرة
لَم يعزله السجن والسجان عن الوطن وأحداثه، بل ارتبط فيه، في رحلة الفينق، واستمر في أرجائه وسمائه شاهدًا شهيدًا، تجلى هذا الارتباط في ديوانه الثّاني( رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال)، حيث واكب هذا الديوان مجريات الأحداث والعديد من المناسبات الوطنية على مدار سنوات ألأسر الطويلة الّتي قضاها الفينق في رحلته الأولى، فكتب من نفحة عام 1988 شاديًا:
نفحة في الليلِ قطرة ضوء
بأشداق مقبرة معتمة
وفي الصبحِ عاصمة حياة

"محمود محمد الغرباوي"، مواليد غزة 1951، أب لابنتين، يحمل درجة البكالوريوس إدارة أعمال، من سكان مخيم البريج، عضو اتحاد الصحفيين، وعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيّين، التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1970 وهو يبلغ 19 ربيعًا، استشهد أخاه " فتحي" في عملية فدائية ضد قوات الاحتلال، وهدم منزله على أثرها، بدأ مسيرته النضالية، لَم يثنيه عنها الاعتقالات المتعددة، حيث أعتقل المحمود أربع مرات مجموعها 22 عامًا في السجون، ليتحرر عام 1994 ضمن تفاهمات إعلان المبادئ أوسلو، ليبدأ رحلة جديدة في النضال، واستكمال مسيرته النضالية، والتعليمية فألتحق بجامعة القدس المفتوحة ليحصل على بكالوريوس إدارة أعمال، تأكيدًا منه على أن النضال والعلم يكتملان، يكملان بعضهما البعض، لا ينفي واحدة الأخرى، ورغم كل ما تعرض له الشهيد" محمود" من ظُلم واضطهاد وطني وحزبي، إلَّا أن عضده لَم يفتأ، وحماسة لَم يخبو، فواصل وواصل، حتى على فراش مرضه من أن يعمل، لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يحاول الوصول لاجتماع حزبي.

ففي الثلاثين من أيار(مايو) 2012 وبعد صراع طويل مع المرض، يطوي طائر الفينق صفحات رحلته الأولى، ويبدأ بسرد الحكاية الّتي وصفها شاهد لَم يعرف "محمود" إلَّا كزميل سرير مرض، قائلًا:" كان يخرج من جلسته الكيماوية العلاجية، وما أن يتوازن حتى يمسك كتابه ويبدأ بالقراءة"، فغاب الجسد القارئ، ولَم تغب الروح فهي بقاء... بقاء في بهاء الوطن... وخلود ذاكرته، ونور أجيال لَم تعلم عن "محمود" سوى ما تقرأ عنه... والّتي لن تجد ما تقرأ أكثر ممّا تسمع عن هذا الجسد المسجى ... مناضلًا، قائدًا، شاعرًا، كاتبًا، إنسانًا، أديبًا، شاهدًا، شهيدًا.

رَحل الفينق "محمود الغرباوي" وترك لنا وصية، وحلمًا وأناشيد رمادية، ورواية وطن، ووفاء شهداء، عاشوا واحتفلوا بالشمس طويلًا، وأضاء الطريق لنا إلى الحرية، والثبات على المبدأ، فنردد معه وصيته الّتي كتبها، قائلًا:
على شاهد القبر، ضع يا صغيري يديك
وتمتم في السر ما شئت تمتم
فقلب توقف في عالم القيد
لا بد أن يشعل النار
في كل قلب
وفي كل بيت
"محمود":
لا زلتُ أقرأ، وأتذكر، ما غنت البلابل، ولا زلت أحفظ عن ظهر قلبِ ما كتبت الأنامل، ولا زلتُ أراك وأنت تشدو بالشعرِ، مع الفجر، قائلًا:
سلامٌ عليك، سلامٌ عليِّ
أما زلتُ تَذكرُ
أنا ما نسيتُ
فبالأمسِ كنا نَموت اشتياقًا
وها نحنُ صرنا نموت انتظارًا
فماذا صنعنا بموتٍ جميل
نعم رفيقي، نعم أيّها الشهيد... فماذا صنعنا بموتٍ جميل؟ قلتها وأنت حيًا، تعانق عتمة الزنزانة، ولا زالت روحك تصدح بها، تغني مع أطفال فلسطين أهزوجة القائد، وشهيد محراب الثوّرة، والشاهد علينا... فأردد مع روحك قصيدتي، النبتة البرية على شاهد قبرك قائلًا، والحزن يتحشرج مع الكلمات.....
هِز الجُرح
وعدْ
هِز الجُرح
وقل: للألم
أرحل....
هِز الجُرحِ
فمداده سيل
يرسم على شامة الوطنِ
لوحة بالحقِ
هِز الجُرح
وعدْ
في الحياة شهادةِ
لم تأخذ من الحق
وفي الممات
عريسٌ ... زينة كل الفصول
زيناه بعد الرحيلِ
هِز الجُرح
فالحبُ، إن كان عبادةً
فالشعرُ خميلة على شاهدِ
القبرِ....
هِز الجُرح
فأنين الرجال عَيبُ
وما العيبُ في الوفاء
لشهيدٍ ... أرتقى في العلا
مع المجدِ؟
هِز الجُرح
وعدْ
فالآهات موصدة في الصدرِ
تغني لشهوةِ اللقاء بالحبِ
يأخذوا منا كلمات عنكَ
وأنت شامة على خد الوطنِ
هِز الجُرح
مع صبغة الشمس
ورقصة السنابل الخضر
وأصنع لنا من غيابك
حنطة وطن
وعدْ
مسجى بعطر الحلم
ونجمٌ في سماء الخلدِ
يذيبَ الجراح
ويتكأ على الفجر
هِز الجُرح
فالهوان بعدك لم يرتحلُ
والألم واقفًا كالشجرٍ
وكؤوس الحنظل علقمٌ
بوطنٍ أنت عنه غبت جسدٍ
والروح في جراحنا تسمو
تسمو وفاءٌ
وشوقُ
لَم تنتهِ رحلة الفينق الفلسطيني الجبهاوي، بل رفعتنا لحدود الذكرى، لتبقى فينا، وفي الوطن تلامس خيوط الشمس، وتهاليل السماء المبعثرة فوق المسافات الفاصلة بين الروح والجسد، تتناثر فتعكس ألوان الخلود في قصيدةٍ مذهبة، تُضمد جرّاح الصفاء، من رماد البقايا الموقوتة كأشلاءٍ في مسيرة المتعبين، لا يفهم امتدادها إلَّا منْ نحتوا في قاع الظلام نورًا، ورسموا على جدارية الصمود حكاية... ورواية سردها طير العنقاء باسم قائد، مناضلٌ، إنسان، بقى في دورة التاريخ الحي يعيد إنتاج نفسه وذاته، ثابتًا كغرسِ الزيتون يقاوم، يقارع كل محاولات الاقتلاع، صامدًا رغم كل محاولات الإخضاع، عاش جسدًا يقتات كبرياء البسطاء، وارتحل مع سرمدية الزمان والمكان.

هنا باقٍ... أنظر لشاهد اللحد الصغير، مشفقًا على الأرض، من عظمة الجثمان الذي يسكنها، وانعكاس الفكرة المتماوج بحركاتةِ، وذكرياته، وسيرته، بقيت حتى شاب الرأس وازدان بالأبيضاض، فشاخت الهزيمة، ولم تشخ الإرادة، والروح، ولَم تخفق المبادئ، ولَم تترك الخطى... فحفظنا التعاليم الغرباوية عن ظهرِ قلب رجل، وأيّ الرجال؟ لَم تفصله المسافات عن النبضِ فينا، في سيمفونية الأيديولوجيا، والفكرة، وتغريبة الإنتماء.

هنا باقون.... ننحت على صخرة قديمة، علمتنا ونحن صغار، أشبال، شباب، أن للوطنِ حكاية، منقوشة بلونِ البارود، والصمود، وأدب ثوري "محمود". فأنتَ من صنعت فينا الروح، وجددت فينا الإنسانية في حضرة الوطن، والقائد، والأستاذ، والمعلم، فنكمل مشوارنا أوفياء، ونمضي مزلزلين الصمت... لَم نُخلق لنستكين، بل خلقنا لنثور....
زنبقٌ يَلوح من ذكراك
أحمر اللون
ينمو على كفيك
قصائد شُعرِ
تهتف لروحكِ
مع تعابير الأرض
زنبقٌ يَلوح في ذكراك
يشهد لرحلة العنقاء
الوفاء ....
ثائرًاٌ له منا العهد
ومن الأرض الوفاء
د. سامي محمد الأخرس
العشرون من شباط(فبراير) 2014
للقائد الراحل محمود محمد الغرباوي



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرى وإطار كيري
- عبد الفتاح السيسي إما للرئاسة أو الاستقالة
- حماس بين الأخونة والفلسطنة
- نحتاج كرنفال انطلاقة الثورة أم اعادة صياغة الثورة؟
- أليكسا الفلسطيني أشد بردًا
- مستقبل الوطنية الفلسطينية
- المرأة السودانية وقهر الإعلام
- انقسامنا بشهادة سودانية
- المرأة الفلسطينية ودورها في مجابهة الانقسام الفلسطيني - الفل ...
- أوسلو بين الانقسام والانكسار
- أوباما توضأ من دمنا
- المفاوضات استراتيجية ام هواية
- حدوتة فتنة
- الأقصى ليس فلسطينيًا
- بكفي انقسام وابتذال
- تركيا والدولة الكردية
- حكاية معبر رفح
- سوريا أخر معارك الكرامة
- المشروع الوطني في الهوية الثقافية
- موظفو غزة: رواتب مقطوعة ومحسوبية في الكشوفات


المزيد.....




- القبض على جندي أمريكي في روسيا.. والكرملين لـCNN: يجب أن يحا ...
- بايدن وعاهل الأردن يؤكدان التزامهما بالعمل للتوصل إلى وقف مس ...
- عربة الإنزال المطورة تشارك في عرض النصر بمدينة تولا الروسية ...
- -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية للهجوم على رفح
- -روستيخ- تطور منظومة جديدة لتوجيه الآليات في ظروف انعدام الر ...
- عالم يحل لغز رموز أثرية غامضة في العراق تعود إلى عام 700 قبل ...
- وزارة الصحة الروسية تحذر من آثار جانبية جديدة لـ-إيبوبروفين- ...
- معركة بالأكياس بين الطلاب الأميركيين
- استراتيجية بايدن المتهورة قد تؤدي لحرب خطرة
- إيلون ماسك يتوقع اكتشاف آثار لحضارات فضائية قديمة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - محمود الغرباوي قصيدة وطن