أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حكايتنا مع الغرب














المزيد.....

حكايتنا مع الغرب


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشيع الآن في مصر، علاوة على أغلب شعوب المنطقة العربية، حديث المؤامرة الغربية لضرب البلاد وإضعافها، ويأخذ الحديث في مصر تحديداً أكثر، بأن الغرب يسعى لتسليمها لجماعة الإخوان المسلمين، ولذلك الحديث ما يبرره، مما نراه الآن بالفعل من موقف إدارات الدول الغربية، مما يعد تحالفاً مع هذه الجماعة الأم لكل تنظيمات الإرهاب في العالم. وإذا كان هذا بالفعل ما يريده لنا الغرب الآن،ـ فإن استرجاعنا لحقائق تاريخ المنطقة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، لابد وأن يغير من نظرتنا إلى حقيقة موقف الغرب منا بصورة عامة، كما قد يقربنا أكثر من فهم وتفهم طبيعة العلاقات، المفترض أن تكون بيننا وبين الغرب في المستقبل.
أرادت الولايات المتحدة انتشال الشرق الأوسط من تخلفه، عن طريق "حلف بغداد" في الخمسينات، كما حدث وفعل "مشروع مارشال" و"حلف الناتو" في أوروبا، بعد دمار الحرب العالمية الثانية. وليكون أيضاً حائط صد ضد التمدد الشيوعي في الشرق الأوسط،. لكننا نحن وزعيم أمتنا العربية عبد الناصر، من أفشلنا هذا المشروع. ومن يومها لم تنقطع محاولات الغرب الأخذ بيد شعوب هذه المنطقة دون جدوى، وقد أمسكت بخناقها النظم الثورية، التي باعت للشعوب الشعارات الاشتراكية، وداست مقابل ذلك على رقابها، فتدهورت أحوالها الاقتصادية والاجتماعية، بالطبع بجانب الاستبداد السياسي، والحكم القمعي البوليسي. وقد تم كل هذا في ظل رفع شعارات "محاربة الاستعمار" و"الصهيونية العالمية" و"الهيمنة الأمريكية".
حتى ظهر الإرهاب المتأسلم، وشرع الغرب في محاربته بعد 11 سبتمبر 2001، فيما استمرت شعوب المنطقة في إنتاج المزيد من الإرهاب والإرهابيين. وربما كانت آخر محاولة غربية للأخذ بيد شعوبنا، هي مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي قدمته كوندليزا رايس عام 2004، والذي استقبله أشاوسنا بالنباح والشجب والتنديد، باعتباره مؤامرة صهيوأمريكية على الأمة العربية والإسلامية. ومع تعثر أو تعذر القضاء النهائي المبرم على الإرهاب في أفغانستان وباكستان، مع ما نتج عما سماه العالم "الربيع العربي"، من وضوح اختيار الشعوب لتيار التأسلم السياسي، لم يجد الغرب بداً من الانتقال من "استراتيجية محاربة الإرهاب" إلى "استراتيجية إدارة الإرهاب"، وتقضي بتسهيل تسليم دول وشعوب المنطقة، إلى ما بدا وكأنه أقل التنظيمات والأيديولوجيات التي أنتجتها هذه الشعوب خطورة، وأكثرها من وجهة النظر الغربية مرونة واستعداداً للتفاهم، وهي جماعة الإخوان المسلمين. بأن تتيح لها الفرصة لتحقيق حلم جميع الجماعات الإرهابية بخلافة إسلامية، مقابل أن تتولى "دولة الخلافة" هذه السيطرة على جماعات العنف والإرهاب. الأمر هكذا أشبه بفرض حصار على مدينة موبوءة، لتواجه المصير الذي اختارته لنفسها، أو لتنهي نفسها بنفسها، بأن يأخذ الوباء في التصاعد بداخلها إلى نهايته القصوى، ثم لا يلبث تلقائياً أن ينحسر، ليس عن المنطقة وحسب، ولكن عن العالم أجمع.
ما حدث في مصر أن هذه الخطة أكلمت بالكاد عامها الأول، لينقلب عليها الشعب المصري، في مفجأة أذهلت المصريين أنفسهم، قبل أن تذهل العالم. وأوقعت العالم الغربي في ورطة وحيرة من أمره. فهذا الانقلاب الشعبي المفاجئ على خياره، الذي بدا منذ عام أو أكثر ديموقراطياً، باكتساح الأحزاب الدينية للانتخابات التشريعية، ثم نجاح المرشح الرئاسي للإخوان المسلمين، شاب هذا الانقلاب شبهة تدخل الجيش لتخليص الشعب الثائر من يد عصابة الإخوان، وهو ما يصنف في مفاهيم العلوم السياسية بأنه انقلاب عسكري.
يلزمنا جميعاً مصريون وغربيون، بعضاً من الوقت، تتضح خلاله حقيقة ما حدث في مصر. فالوقت وتداعيات الأمور وحدها هي التي سوف تقرر، إن كان الشعب المصري بالفعل قد "طلق" جماعة الإخوان المسلمين وأيديولوجيتها طلاقاً نهائياً لا رجعة فيه، وينتوي بعد ذلك على السير في طريق تأسيس دولة علمانية حديثة. أم أن غضبته على الإخوان كانت وقتية وسطحية، وأن حركة 30 يونيو- 3 يوليو لم تتعد نزع السلطة من الإخوان لتسليمها للمؤسسة العسكرية، لتعود الأمور كما كانت أيام مبارك، مجموعة تمسك بالسلطة، و"الجماعة المحظورة" ومعها "السلفيون" يتوغلون في الشارع.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال غبريال مرشحاً رئاسياً
- مصر تعادي نفسها
- مجرد سيناريو
- ثورة وثوار ودستور
- خربشات على زجاج الوطن
- خربشات في فضاء عشوائي
- فضيحة باسم يوسف
- سؤال للفريق أول/ عبد الفتاح السيسي
- سلفيون بلا حدود
- هواجس علمانية
- بين الماركسية والإسلام السياسي
- خربشات على وجه العواصف
- ثورة أمة على المحك
- مصر العظيمة تنتفض
- نحو عالم بلا إرهاب
- أمة في مواجهة الأغبياء والقتلة
- في ذكرى انقلاب 23 يوليو
- آمال المصالحة الوطنية
- استعادة الإنسانية
- خواطر علمانية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - حكايتنا مع الغرب