أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الكرة في ملعب النجيفي.














المزيد.....

الكرة في ملعب النجيفي.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4367 - 2014 / 2 / 16 - 21:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما كان ليقال ان النواب من معدن رديء لو لم يصدئوا، وما كان البرلمان ليكون بهذا السوء والتردي لو لم يؤسس على قاعدة الفساد والتسيب، اذ ان نظامه الداخلي والقوانين التي شرعت تأسيسه خلقت من اعضاءه طبقة طفيلية متسيبة تصرفا وكلاما. لقد وضعتهم امتيازاتهم، ليس المالية فقط، انما الوظيفية والاعتبارية، فوق القانون وفوق الشعب، فهم مصونون غير مسئولين وهو فرض لم يعد معمولا به الا في ممالك وامارات العربان.
واذا لم يكن شعار تجربتنا الديمقراطية الفريدة من نوعها، حاميها حراميها، لما تربعت هذه المخاليق فوق كراسي المسؤلية، وهم اول من يعرف عدم آهليتهم للجلوس على المقاعد النيابية لحماية مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه، فقد اثبتت كل الدورات النيابية بانهم أقل وقدرا من حرامي الدجاج.
واذا كان المثل يقول رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه، فانهم، اي النواب يعرفون قدر نفوسهم الضعيفة ونفسياتهم المريضة وقابلياتهم الفكرية والقانونية الفقيرة، لكنهم لا يحترمون انفسهم وينتفخون زهوا وطيشا بريش الاموال المنهوبة التي تغدق عليهم وتبذرعلى ملذات مداخلهم ومخارجهم من المال السائب. انهم يأكلون ويشربون ويسكنون ويلبسون ويطيرون ويسافرون وينتجعون ويتعالجون ويحجون ويعتمرون ويتناكحون متعة ومسيارا بالمجان.
وحين عرضت المسرحية الكوميدية بعنوان قانون التقاعد الموحد حيث حشر الدجاج مع الثعالب، وحين طلب التصويت باعطاء الحق للثعالب بافتراس الدجاج، كانت نتيجة لتصويت فضيحة، فالاحزاب التي تدعي انها افنت عمرها مجاهدة ومدافعة عن مصالح الشعب، والنواب الاسلاميون الذين لا تفوتهم فرصة الا وتحدثوا عن خشيتهم من حساب البرزخ، وبكامل مظاهرهم الايمانية، وهي ازياء ومحابس ومسابح ولحى وعمائم وزبائب على الجباه وكروش مندلقة على ركبهم تتحدث عن نعمة ربهم، كانو هم والنائبات المحجبات والمنقابات اول طلائع المصوتين بنعم.
ولأول مرة في البرلمان العراقي، وبافتخار يتوقع غباء الشعب، وقف النواب على مسرح البرلمان بوجوه مبتسمة واحاديث تعبرعن الفرحة والسعادة الجماعية بانجاز عمل ضنوا ان الناس لا يفطنوا الى فقرات الدس فيه، انها صورة الفضيحة رايناها على شاشات التلفزة العراقية، لقد اعتقدوا واهمين ان الشعب سيصفق لهم ويسمعهم انشاد المديح وليس اصوات الغضب والاستهزاء والستهجان.
تكتمل مهزلة الاحزاب الاسلامية، بان اعضائها المصوتين بنعم والذين قالوا بان النواب يجب ان يمتازوا عن الشعب بالترف والنغنغة لانهم يمثلون شخصيته الاعتبارية، سارعوا بانتقاد زملائهم الذين صوتوا مثلهم بنعم للامتيازات والرواتب التقاعدية. انهم يعملون وفق اغنية تقول ضربني وبكى وسبقني بالشكا.
ولان هؤلاء النواب يدركون بانهم جزء من هذا المشهد الهزيل، لم يخرجوا الى الناس بعيون حمراء باكية ولم يبثوا لواعج حبهم وعشقهم للشعب العراقي، بل خرجوا يلومون ويشهرون بعضهم بالبعض الاخر ويتنكرون من جنحة الاشتراك بسرقة المال العام بشكل قانوني تفرضه فلسفة الفساد.
لقد انقلب المشهد السياسي في العراق الى حلبة لصراع الديكة، حيث تحولت الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب الى حلبات لنتف الريش واللحى.
وزيادة في التشويق وجلب الانظار الى الدمى المسماة مجازا نواب، الذين ويمتثلون لقرارات ورغبات ونزوات وطيش رؤساء الكتل، قرر النجيفي صاحب مسرح العرايس حجب قوائم المصوتين بنعم.
النجيفي اختار الحرص على مصلحة النواب اذ نقل عنه قوله بان نشر قائمة التصويت هو تسقيط سياسي ، مسقطا الشعب من معادلة التفضيل.
ان الكرة في ملعب النجيفي.
فاي المصلحتين يفضل وايهما يختار اذا ما تعارضت مصلحة الشعب مع مصلحة النواب ؟
النجيفي ولحد هذه اللحظة قد اختار مصلحة الغربان فالطيور على اشكالها تقع.
واذا استمر في اصراره وعناده في عدم نشر اسماء المصوتين بنعم او لا ، فانه اضافة لاختياره الخاطئ للوقوف مع مصحلة النواب ضد مصلحة الشعب، فهو ايضا يشترك في مؤامرات الخديعة، ان ذلك دليلا قويا على عدم آهليته لاي منصب في الدورة التشريعية القادمة.
نشر قائمة الاسماء النواب ليست هي القضية، فهم( كسر بجمع) لم يبرهنوا على جدارتهم بمقاعدهم النيابية. اننا نقترح ان يكون العمل النيابي مبني على اساس الطوعية، حيث يمنح النواب مكافئات شهرية وليس رواتبا. كما يجب ارسالهم الى الدول الديمقراطية لغسل ادمغتهم من الوسخ الطائفي والروح التي لا تعرف الا الأنا وتعليمهم المبادئ الأولية للديمقراطية واحترام حقوق الانسان ومبادئ التمدن والتحظر.
كما ان اعادة النظر بالدستور والانظمة والقوانين ومعادلات الرواتب والفروق المعاشية اصبحت ضرورة لا تقبل التاجيل.
القضية ليست الرواتب التقاعدية، بل هي هذا الفرق الشاسع الذي يشبه الفرق بين الجنة والجحيم. بين حياة طبقة الحاكمين الطفيلية وبين حياة الشعب المآساوية.
في الدول الديمقراطية يتم سنويا نشر وفضح جميع اسماء المتهربين من دفع الضرائب او اولئك الذي يملكون حسابات بنكية في الدول الغربية دون علم السلطات، اما الطبقة الطفيلية الحاكمة في العراق وبكل مشتقاتها الفاسدة، الرئاسات الثلاث ومجلس النواب واجهزة الاعلام والاوقاف الدينية والوزارات، فهم عوامل تخريب اساسية، فهؤلاء لا يكتفون بما يسرقون، بل تستثمر سرقياتهم مبالغ رواتبهم الضخمة في بلدان اخرى. ولا احد يعلم بمقدار ثرواتهم ناهيك عن حساباتهم البنكية واملاكهم واستثماراتهم في الخارج ان هؤلاء يمتصون دم العراق المريض ويحقنونه في جسد اجنبي معافى..



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة شيعية.
- المسلمون وهيرو اونودا
- هل الشيطان شريك الله؟
- التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين
- التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الكرة في ملعب النجيفي.