أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - هل يَصلحُ السيسي رئيسًا؟














المزيد.....

هل يَصلحُ السيسي رئيسًا؟


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 01:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القيادةُ صفاتٌ شخصيةٌ ومهاراتٌ تُكتسَبُ بالممارسةِ، لا جدالَ في أنها متوفرةٌ في المشير السيسي. فقد أثبتَت الأيامُ والأحداثُ أنه لها، وأنه قادرٌ على اتخاذِ القرارِ الصعبِ وتحملِ تبعاتِه، وهو ما أكسَبَه رصيدًا جماهيريًا من محبةِ الشعبِ وتقديرِه. ولأننا شعوبٌ قدريةٌ فإن الارتكانَ على الغيبياتِ والقائدِ البطلِ المخلصِ يحتلُ مساحةً شاسعة ً في الوجدان الشعبي المحبِ للشاطرِ حسن وأبو زيد الهلالي وعنترة بن شداد وأدهم الشرقاوي وأحمد عرابي وعبد الناصر، وضُمَ لهذه القائمةِ المشيرُ السيسي. السيسي إذن دخلَ في قائمةِ الُمنقذين المُخَلصين.

زمنُ اليومِ مُختلفٌ عن زمن الأساطيرِ والأزمنةِ التي ولَت ومضَت، لم تعدْ الدولُ منغلقةً داخل حدودِها، ما فيها يراه العالمُ، ويتدخلُ فيه، ولو صَغُرَت، ما بالك لو كان لها من المكانةِ والموقعِ. البطلُ قد يكونُ موجودًا، لكنه غيرُ مُخَلِصٍ، غصبًا عنه، هذا هو الواقعُ، لا أساطيرَ ولا حكاوي. لكلِ بطلٍ دورُه، يؤديه خلال فترةٍ، لو تجاوزها قد ينمحي ما أداه من حسنٍ وينقلبُ حبُ النَّاسِ له غضبًا وثورةً. لا أريدُ أن أتسبَبَ في إحباطٍ لمحبٍ للسيسي ولا للسيسي، لكنها قراءتي لما أرى، دون غرضٍ ومصلحةٍ إلا لهذا البلدِ.

المناخُ الداخلي الآن فيه من النفاقِ ما يحجبُ الحقائقَ ويضعُ غشاواتٍ تمنعُ الرؤيةَ. مصر مُنقسمةً، السيسي أدى عملًا عظيمًا مُنقذًا، لكن مع هذا الإنقسامِ أصبحَ جزءا من المشكلةِ لا الحلَ، فوجودُه على رأسِ المشهدِ يؤكدُ على استمرارِ العداءِ لما يمثلُه السيسي من إنهاءِ حقبةِ الإخوانِ، وهو ما يُصَعِبُ من أيةِ محاولاتٍ لإجادِ حلولٍ سياسيةٍ، مع التسليمِ التامِ بتعذرِ الحل الأمني. ومن ناحيةٍ أخرى يستحيلُ أن يبقى السيسي وزيرًا للدفاع، فما عادَ مقبولًا أن يكونَ الرجل الثاني، لا بمنطقِ الأشياءِ، ولا بطاقةِ النفسٍ البشريةِ داخله. أيضًا، فإن كَمَ المشاكلِ ضَخمًا بما لا يستطيعُ أبطالُ الأساطيرِ التغلُبَ عليه، وهو ما سيضعُ الجميعَ أمام واقعٍ، غَضَبٌ عامٌ من ناحيةٍ، وعدَمُ ُقدرةٍ على الحلِ عند رأسِ السلطةِ من ناحيةٍ أخرى، وهو ما ينقلِبُ على ما اكتسَبَه السيسي من محبةٍ.

خارجيًا، فوبيا السيسي أصبَحَت مرضًا نفسيًا قبل أن يكونَ سياسيًا. مصر ليست الدولةَ التي تقومُ على رجليها وحدَها، على الأقلِ الآن، من السهلِ التأمرُ عليها؛ في فتراتِ ضعفِ المناعةِ قد تُصيبُ لسعةُ الذبابةِ بالحمى. ولنتذكرُ أننا شعبٌ يشتكي أكثر مما يعملُ، يبحثُ عن الحوافزِ بالحدِ الأدنى من الجَهدِ، أي ضغطٍ في الأسعارِ والخدماتِ يُغَيرُه من الضدِ للضدِ، وهو ما يلعبُ عليه متآمرو الخارجِ وشركاؤهم من مرتزقةِ ومتلوني ومتآمري الداخلِ. من الطبيعي أن تزدادَ وتيرةُ التأمرِ إذا أصبحَ السيسي رئيساً.

العيبُ ليس إذن في السيسي، على العكسِ، الزمنُ سيقسو عليه، وطبيعةُ الناسِ، جوه وبَره. من أقدارِ الأبطالِ أن يؤدوا دورَهم وينسحبوا ولو قبل الفصلِ الأخير من العرض



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزهى عصور التناكة ...
- الزُنبة ...
- مواطن خالد النبوي ...
- كيف تصل إلى القمر بتوك توك ...
- العجوزة والنعانيع ...
- المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ
- الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ
- ديفيد شارل سمحون
- عنترة لا يصلُح وزيرًا ...
- أنا قلقان ...
- بقاءُ الدول ليس بالتاريخِ ولا بالجغرافيا ...
- مصرُ عَصيةٌ على الفَرمَتة...
- التعليمُ الخاصُ في جامعاتِ الحكومةِ ...
- بعد قتلِ الشيعةِ .. هل يقيمُ الحكمُ الديني دولةً؟
- إلى اللجانِ العلميِة للترقياتِ بالجامعاتِ .. لا عِصمةَ في ال ...
- التَهييضُ .. في الجامعاتِ أيضًا
- غَسيلُ شهاداتٍ ...
- قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...
- الجامعاتُ في محنةٍ .. الكلُ على خطأ
- في المستشارين ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - هل يَصلحُ السيسي رئيسًا؟