أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...














المزيد.....

قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 00:03
المحور: المجتمع المدني
    


السكةُ الحديدُ أهمُ مرفق نقل، جارَ عليه الزمن وما عاد له صاحبٌ، تقارَبت درجاتهُ في التردي والتراجع، فالدرجة الأولى أو الثانية الممتازة لم تعدْ سوى مسمياتٍ. من النادرِ أن يقومَ قطارٌ في ميعادِه المعلنِ، وإن قامَ مصادفةً في الميعاد فسيصلُ إلى غايتِه متأخرًا، وكله بالتساهيل والقدرة، ربع ساعة، نص ساعة، ساعة، ساعتين، أكثر أقل، كل راكب ونصيبه، الدنيا أرزاق شعارُ السكة الحديد، تعايشَ معه الركابُ وقَنِعوا، قطارك الأعرج يغنيك عن سؤال اللئيم.

ليس محلَ تَعجبٍ أو استغرابٍ أو اندهاشٍ أن يصعدَ باعةُ المشبك والفول السوداني وحلويات السيد البدوي من طنطا أو قبلها أو بعدها، المهم أن يمروا بطشتِهم الأخضر المليان على كل عربات القطار، مع النداء، حلويات السيد البدوي، ياللا يا زباين قبل ماننزل، طبعًا النزول يكون في محطة الوصول، أخر محطة؛ على فكرة هذا ما يحدث في القطارات الممتازة، 918 و 915 على سبيل المثال، أكل العيش يحب الخِفة، مش كده يا عسل يا مشبك انت. المثيرُ للإعجاب هو كيف يصعدُ الباعة إلى القطار إذا كان مباشرًا، بين القاهرة والإسكندرية، فتاكة أكيد، من الباعة وموظفي السكة الحديد بدءًا من رئيس القطار والسائق الذي يهدئ في المحطات رغمًا عن أنف جدول التشغيل. بعض موظفي القطارِ يستطيعون أيضًا النزول في الطريق، المحطة النهائية فيها إضاعة لوقتِهم وجَهدِهم.

باعُة المشبكِ يقدمون الأمن الغذائي للركاب، جدلًا، لكن ماذا عن المتسولين؟ نفس الأسلوب، الركوبُ والاستمرارُ حتى نهايةِ الرحلةِ، في القطاراتِ الممتازةِ والمباشرةِ، عيني عينك. أحد المتسولين كبار السن كان ينادي "إدوني قبل أحمد ومحمد ما ييجوا"، يا ترى من هما؟ رئيس القطار ومساعده مثلًا؟ متسولون آخرون؟ فزورة. عندما وصلَ المتسولُ إلى المحطةِ الأخيرةِ تكلمَ في المحمول، أكيد يطمئنُ الأهلَ والعشيرةَ على سلامتِه انتظارًا لقطارِ العودةِ، الممتاز أو المباشر طبعًا.

الكلامُ عن الكراسي والنظافةِ في العرباتِ دمُه ثقيل، واِستُهلك، نحن الآن في مرحلةٍ جديدةٍ من تاريخِ سكك حديد مصر، فيها الفوضى والتسيب والإهمال وسوءُ الإدارةِ والعجزُ والمطالبُ والاعتصاماتُ وهات من غير خذ، هايصة فعلًا، والحلُ يبدو أبعد من أسوان، جائز في بلد أخر.

ركوبُ السكة الحديد من تجاربِ الحياةِ وعظاتِها، يوفرُ للركابِ كلَ فرصِ التأملِ، رحلاتٌ ما شاء الله طويلة، يستحيلُ أن تكونَ كلها نوم، المشاهد داخل القطارات أكثر من خارجه، سيرك ماشي، فيلم تسجيلي وماله، فعلًا كل من يركب السكة الحديد يخرج منها فيلسوفًا، وجائز مجنونًا مفقوعًا.

ترى متى يَخِفُ أحمد ومحمد عن سكك حديد مصر، الله أعلم،،


مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعاتُ في محنةٍ .. الكلُ على خطأ
- في المستشارين ...
- هل تحتاج مصر وسيط دولي؟
- المرأة كائن أدنى .. فِعلًا
- تعريبُ العلوم ِبين العاطفةِ والسياسةِ والواقعِ ...
- الجَودةُ الفسدانةُ ...
- عالمُ فيسبوك ... الوهمُ
- حَجبُ جوجل ويوتيوب ... مصر للوراء
- إخواني ...
- الأبحاث السيكو سيكو ...
- فتح مصر
- إعلام السيكو سيكو
- هل تتفقُ مصلحةُ الإخوان مع مصلحةِ مصر؟
- حَجبُ المواقعِ ليسَ من الإنترنت ....
- المدينة الفخارية ...
- صُحفُ الإخوانِ ... الوطني سابقًا
- من وحي انقطاع الكهرباء ...
- منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها
- العشوائيات في السكك الحديدية
- بذاءةٌ وتلفيقٌ ...


المزيد.....




- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...
- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليوني سوري عادوا إلى مناطقهم الأصلية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...