أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - إخواني ...














المزيد.....

إخواني ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المجتمعات المريضة يُعرفُ الشخص بانتمائه، الديني أو العرقي أو السياسي أو الاجتماعي، فهذا يهودي، وهذه إمرأة، وهذا صعيدي، وهذا فقير، وهذا أسود، ووفقاً لهذا التصنيف تكون المعاملةُ والنظرةُ، المُعدة سلفًا والمُعلبة، دون نظرٍ لكفاءةٍ شخصيةٍ. هذه المجتمعاتُ البدائيةُ في فهمِها لحقِ الإنسانِ في حريةِ العقيدةِ والفكرِ وفي الفرصِ المتساوية في المعيشةِ، أصبحت موجودةٌ وزاعقةٌ في أفغانستان والصومال والسودان، وهي أشباهُ دولٍ مزقتها الطائفيةُ والعنصريةُ، وللأسف فإن العراق على ذات الطريقِ الوعرِ ماضيةٌ، وكذلك مصر.

في مصر الآن مصطلحاتٌ بعينِها تُشيرُ للشخصِ وتَحكُمُ النظرةَ إليه، قبل أن يتكلمَ أو يعملَ، وإخواني على أولِ قائمتِها. فالإخواني أصبحَ مرادفًا للفِ والدورانِ والملاوعةِ والانتهازية والعملِ في الخفاءِ، وغيرِها من صفاتٍ تجافي الصراحةَ وأمانةَ التعاملِ. لماذا؟ لأن عامين بعد 25 يناير 2011 أظهرا بوضوحٍ مشهدًا لم يكن في صالحِ الإخوان ولو كسبوا انتخاباتٍ واستفتاءً، واتهاماتُ التزويرِ والرشاوى قائمةٌ شاهدةٌ رغم النفي والتكذيبِ. لم يتمكنْ الإخوانُ من بناءِ الثقةِ مع غيرِهم، بعدما أنكروهم ولاوَعوهم ورَوعَوهم وأبعَدوهم، الإخوانُ في واديهم ولو على حسابِ مصلحةِ وطنٍ يئنُ ويتمزقُ. سياستُهم تقومُ على توزيع الاتهاماتِ وإلصاقِ الفشلِ بشماعاتٍ يعلقونها على غيرِهم، مخطَطُهم الاستيلاءُ على وطنٍ بمن فيه، بأي ثمنٍ، بأية تضحيةٍ من دماءِ وقوتِ أبنائه.

عدمُ الاستقرارِ وتردى الأمنِ ووقوعُ الاقتصادِ ترجعُ إلى النظرةِ الإقصائيةِ، إلى التصنيفِ حسب الانتماءِ الفكري والديني، بدأه الإخوانُ ومن شايعوهم من سلفيين، وسقطوا فيه، أصبحَ الإخواني محلَ نظرٍ بالريبةِ والشكِ. في فترةِ الستينات كانت كلمةُ يهودي تعني الخبثَ والبخلَ، ودَلَت إقطاعي على من يستغلُ غيرَه ويعيش في رفاهية، كانت فترةٌ مريضةٌ بالإنغراقِ في الذاتِ، بإنكارِ ذكاءِ الآخرين وقدراتِهم، وانتَهت، نهايةً منطقيةً، بهزيمةٍ ساحقةٍ غيرَت وجه مصر والمنطقةِ إلى الأبدِ.

ما عهدُ الإخوانِ بمختلفٍ، فيه غَضُ البصرِ عن العشوائياتِ، فيه انتشارُ الباعةِ الجائلين وعرباتُ الفول في كل مكان، لم تعدْ المناطقُ راقيةً، انظروا في شارع الطاقة على امتداده، بجوار نادي أهلي مدينة نصر. في عهدهم ظهرَ إعلامٌ ديني طويلُ اللسانِ مسكوتٌ عنه، في مقابلِ إعلامٌ آخرٌ مغضوبٌ عليه مُحاصرٌ ومسحوبٌ إلى النيابات والمحاكم، في عهدهم شَهدَ القضاءُ إهاناتٍ لم يُسكَتْ عنها طوال تاريخِه، في عهدِهم للقانونِ يقظةٌ وثُباتٌ، في عهدِهم لا تستأهلُ المعارضةُ إلا السبابَ والتخوينَ والعمالةَ، في عهدِهم انقَسَم الشعبُ المصري بأكثر مما يستطيعه أعدى الأعداء.

هل يُقالُ وزيرٌ إخواني من منصبِه؟ هل تُسحَبُ الثقةُ من وزارةٍ إخوانيةٍ؟ هل يعترفون بفشلٍ؟ هل يعملون لإزالة ما باحَت به صفة إخواني وشاعَت؟

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبحاث السيكو سيكو ...
- فتح مصر
- إعلام السيكو سيكو
- هل تتفقُ مصلحةُ الإخوان مع مصلحةِ مصر؟
- حَجبُ المواقعِ ليسَ من الإنترنت ....
- المدينة الفخارية ...
- صُحفُ الإخوانِ ... الوطني سابقًا
- من وحي انقطاع الكهرباء ...
- منحُ اللجوءِ السياسي للأقباطِ ... لَطشةٌ مسكوتٌ عنها
- العشوائيات في السكك الحديدية
- بذاءةٌ وتلفيقٌ ...
- مَصلحةُ الإخوانِ تَتَعارضُ مع مَصلحةِ مصر
- مرسي زارَ الأقصر ...
- أردوغان ليس إخوانيًا ...
- الإذاعة في رمضان ... والإعلام أيضًا
- عندما صَلى الشعراوي ركعتي شكرٍ ...
- العلمُ محايدٌ ...
- مش أنا ده هو ...
- تحية التوك توك ...
- فَرمَطة مصر ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - إخواني ...