أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام محمود فهمي - كيف تصل إلى القمر بتوك توك ...














المزيد.....

كيف تصل إلى القمر بتوك توك ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 23:10
المحور: كتابات ساخرة
    


تحشيشة؟ أبدًا، لكنه تعبيرٌ عن نظرةٍ للأشياءِ، في كل مجال، في السياسةِ والصناعةِ والرياضةِ، ينبري بعض من ينسبون أنفسَهم للرأي والفكرِ بالنقدِ والهجومِ، بدون تعمقٍ ولا دراسةٍ ، فتاوى وفهلوة، استظراف، وكأن الرأي العلمي الموثقُ لا اعتبارَ له، وكأن آلمنطقَ في العالمِ المتقدمِ يجبُ أن يختلفَ عن أسلوبِ التفكيرِ والعملِ في مصر.

أكتبُ بعد مباراة مصر وغانا الثانية، تابعتُها من قناة الجزيرة الرياضية، كان المحللون مصريين، أحدُهم حارسُ مرمى سابق، تارة يتكلم في السياسة واليوم في الرياضة، مستحوذًا على الحديث، فارضًا وجهة نظره، حتى قبل أن تبدأ المباراة، إيه الحكاية يا كابتن؟ المدرب غلطان !! كيف؟ لم يدخلْ اللاعبون الملعب بعد!! هل عشت معهم؟ هل وُضِعت في ظروفِ المدربِ؟ التشكيل غير سليم، كيف يلعب كهربا وهو زغنون؟ كيف يوضع فلان وعلان على الدكة؟ أما بين الشوطين فالمدربُ تغييراتُه خاطئةٌ وخططُه تؤدي للهزيمة، هو كده !! هل عمله في قناة الجزيرة مالكٌ تفكيره؟ عمومًا، ليست فلسفته وحده، إنها فلسفة مصرية، كلُ واحدٍ بدماغه، هو صح وغيره غلط، وإذا وقعت الواقعة لا بدَ من شماعةٍ. في الكرةِ هو المدربُ، وكأنه يخطئ في التمرير، ويشوط خارج الجون، يسرح ويفكر في سَبوبة ما بعد المباراة، كأنه أوقفَ الدوري وسَطَحَ النشاطَ الكروي!! لقد أخفقَ كلُ المدربين والكرةُ في كاملِ نشاطِها، لكنه خواجة أمريكي، لا بد أن يبلعَ الزلط، أن يكونَ سُلمًا للانتهازيين والوصوليين، وعليه أن يصنع المعجزات في زمنِ العلمِ والتخطيطِ والأسبابِ والمسبباتِ، وبالمرة يعمل عجين الفلاحة!!

لو كان المدربُ وحدُه هو صانعُ الفوزِ لفازَت الأنديةُ والمنتخباتُ الخليجيةُ والتركيةُ وتأهلَت بقدرِ ما جلَبَت من أسماءٍ تدريبيةٍ عملاقةٍ، لكنه منطقُ التغييبِ، البعدُ عن الواقعِ، الفهمُ في كلِ شئ بدون أمارة. لقد أدى المنتخبُ المصري أداءًا مشرفًا محترمًا لم يوصل للبرازيل، لم تتحققْ المعجزةُ، بالمنطقِ وبالعقلٍ، بالعربي واللاوندي والهندي والانجليزي والفرنساوي. هناك من يبكون "بتَمسَحةٍ" من حوادث الطرقِ والسكك الحديدية، وأولُ أسبابِها الحياةُ العبثية ُالمستهترةُ المتواكلةُ، الكارهةُ للنظامِ والانضباطِ. هل يبدأُ اجتماعٌ في موعدِه؟ هل يُسلمُ صانعٌ ما اتُفِقَ عليه كما تعهَدَ؟ من منا لم يتعرضْ للغشِ حتى من أكبر المحال؟ مع كلِ الأسفِ، الغشُ فلسفةٌ، كذلك الكذبُ والملاوعةُ، مع الذات وعلى الآخرين.

ما نحن فيه من تراجعٍ دلالتُه الإعلامُ، كلُ من هَبَ ودَبَ أصبَحَ إعلاميًا، دون مؤهلاتٍ دراسيةٍ أو نفسيةٍ، لقد احتلَ الفضائياتِ مصابون بجنونِ العظمةِ، تصوروا أنفسَهم ثوارًا وأصحابَ رأيٍ، يصرخون بحرقةٍ، يتصورون أنهم أهل سلطان وصولجان، يجب أن يفعلَ الوزير فلان، ويجب أن يرحل الوزير علان، أنا أريد من الوزارة كذا وكذا، على رئيس الجمهورية أن يفكر بالطريقة 4/2/4 لأنها أحسن من 1/2/3/4، أضافةً إلى الفبركةِ والتلفيقِ !! سألملم أوراقي وأرحل، إذا لم تفعلوا !! توحدَ مع نفسِه، تصورَ أنه فلتة !! مع السلامة، مَلَلنا ونَفَرنا وقَرفنا. من أين استقى هؤلاء "الإعلاميون" ثقافتهم؟ أين شاهدوا الردحَ والبذاءةَ ؟! من المؤكد خارج كتب الإعلام والفضائيات العالمية المحترمة.

أما نشط سياسي فهو أعجوبةُ الأعاجيب، في زمنٍ مضى، ظهر مصطلحُ غني حرب، والآن هناك أغنياء ثورة، احتلوا الفضائياتِ في غفلةٍ من الزمن، بتدبيرٍ ليس منهم، هم أدواتُه، انقلَب حالُهم من فقرٍ لغِنى، نشطاءٌ جدًا، أحاديثهم في الفضائياتِ بألف كذا واستثماراتُهم بمليون كذا. طبيعي أن يفقدوا جميعًا ما كان لهم، من تأثيرٍ وكاريزما خادعة، بانوا بانوا، على حقيقتهم بانوا.

لو وصلنا لكأس العالم لا بدَ أن ينقلبَ الكونُ، يكتشفَ أنه على خطأ، يتعلمَ أن الفهلوةَ والهجصَ والفوضى أهمُ أسبابِ النجاحِ، ممكن؟ في الملوخية. اللاعب لاعب والحكم حكم، عندنا كله يتجمعُ في شخصٍ واحد، في نفس الوقت، لاعب وحكم ومهندس وطبيب وفيلسوف وواعظ وخطيب جامع ومفتي فضائيات وحلواني وإعلامي!!

هل يمكن الصعود إلى القمر بتوك توك؟ أمريكا لا تسطيعُ لكننا لها!! هل يمكن تسخين المياه بالثلج؟ روسيا ستعجز لكننا قدها وقدود!! هل يمكن النزول لأعماق المحيط في نفس واحد، المصري يستطيع واسألوا أبو لمعة!! كأس العالم فَلَت منا هذه المرة، صُدفةٌ ولن تتكرر!!

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجوزة والنعانيع ...
- المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ
- الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ
- ديفيد شارل سمحون
- عنترة لا يصلُح وزيرًا ...
- أنا قلقان ...
- بقاءُ الدول ليس بالتاريخِ ولا بالجغرافيا ...
- مصرُ عَصيةٌ على الفَرمَتة...
- التعليمُ الخاصُ في جامعاتِ الحكومةِ ...
- بعد قتلِ الشيعةِ .. هل يقيمُ الحكمُ الديني دولةً؟
- إلى اللجانِ العلميِة للترقياتِ بالجامعاتِ .. لا عِصمةَ في ال ...
- التَهييضُ .. في الجامعاتِ أيضًا
- غَسيلُ شهاداتٍ ...
- قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...
- الجامعاتُ في محنةٍ .. الكلُ على خطأ
- في المستشارين ...
- هل تحتاج مصر وسيط دولي؟
- المرأة كائن أدنى .. فِعلًا
- تعريبُ العلوم ِبين العاطفةِ والسياسةِ والواقعِ ...
- الجَودةُ الفسدانةُ ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام محمود فهمي - كيف تصل إلى القمر بتوك توك ...