أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر الناصري - 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق














المزيد.....

8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 02:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين نفذت عصابات الحرس القومي جريمتها الكاملة والمروعة بحق العراقيين من الشيوعيين واليساريين في 8 شباط من عام 1963، أعلن حزب البعث الفاشي عن اكتمال عروس ثوراته. لم تكن عروسا ابداً كانت مجرمة وقاتلة والدماء التي أراقتها تكفي لان يخجل منها والى الأبد كل العرائس والعرسان.

لقد سطر البعثيون والقوميون وبدعم مباشر من جمال عبد الناصر، صفحة سوداء ودامية في تاريخ العراق المليء بالصفحات السود. فما تحقق في ذلك اليوم الأسود هو امتداد لمسيرة الإنقلابات الدموية السابقة التي شهدها العراق. الانقلابات التي تركت أثرها على مسيرة هذه البلاد وعلى سيرورة بناء الدولة فيها بشكل عقلاني ومتوازن.

ما تحقق في يوم 8 شباط 1963 كان تتويجا لصراعات سياسية شهدها العراق منذ نهاية الاربعينيات من القرن الماضي ولم تهدف للقضاء على عبد الكريم قاسم وحكمه فقط، بل كانت تهدف للتأسيس الى مرحلة جديدة من الممارسة الساسية في العراق وهي مرحلة سيادة الفكر الفكر القومي العروبي متجسدا بشخصية جمال عبد الناصر وامتداته وشعبيته. الاستقطاب السياسي والإجتماعي كان واضحا بين معسكرات سياسية تنفرد في صدارة المشهد وتمتلك القدرة على تحريك الحشود الغاضبة والتي يسحقها البؤس والفقر والإستبداد أوتلك التي يتملكها الحنين لتحقيق احلامها القومية. حزب البعث ومن معه من قوى قومية من جهة والحزب الشيوعي العراقي من الجهة الاخرى. صراعات مريرة ودامية وقاسية كلفت العراق الكثير من الخسائر والنكبات وفرضت عليه الكثير من الازمات التي نتلمس وطأتها حتى يومنا هذا.

ما الذي تحقق بعد كل تلك الدماء التي سالت في 8 شباط من عام 1963؟؟ لقد كشف حزب البعث العربي الإشتراكي، ومنذ ذلك اليوم الأسود، عن نهجه الفاشي الدموي ونزعته الإستبدادية في مواجهة من يختلفون معه وعدم تردده في ممارسة العنف في افسى وأبشع صوره، وما حصل بعد 17 تموز 1968 وحتى 9 نيسان 2003 كان هو الإمتحان الأصعب والأقسى في تاريخ العراق، الإمتحان الذي لم يخرج منه احد مرفوع الرأس، امام قساوة وتوحش السلطة البعثية وتعطشها للقمع والاستبداد ورغبتها العارمة في تحويل الجميع الى قطعان لاتعترض على جوع أو رعب أو حرب أو فقدان كرامة. خرجنا جميعا من هذا الرعب ونحن نتلفت خشية الملاحقة والإعتقال.

سقطت سلطة البعث بعد ان تحول العراق الى بلاد خربة يعمها القمع والفقر والموت المتواصل والحروب التي لم تتوقف واحترقت معها مرحلة قاسية من تاريخنا، مرحلة تحتاج الى مراجعة عقلانية ومتأنية من أجل ان نفهم ما حدث ولماذا عشنا كل ذاك العذاب القمع والحرمان والإذلال؟

اما الحزب الشيوعي العراقي فلقد خرج من تلك التجربة بجروح وندوب كثيرة لم يتمكن من معالجتها أو تجاوزها بشكل جذري وكانت تبعاتها عليه مجموعة إنشقاقات وصراعات أكلت الحزب وقواه بشكل متواصل وجعلته أسير صراعاته الداخلية. فالحزب الذي كان يتملك القدرة على التحكم بالشارع وبالحشود الجماهيرية الهائلة، عجز – طواعية و بتبريرات ساذجة أو خوفا- عن استلام السلطة في العراق وتحقيق الأهداف التي كان ينادي بها وكانت تلك التجربة المريرة كافية لان تفكر قيادات هذا الحزب بشكل مغاير لما كان سائداً طوال العقود السابقة ل 8 شباط 1963، تفكر وتجد الآليات المناسبة للعمل والإرتقاء بالحزب وقواعده، خصوصا وان ما تعرض له الحزب من حملة دموية شرسة لم تؤثر كثيراً على مكانته في الأوساط الشعبية.

عمليا، لم يتعظ الحزب الشيوعي العراقي من مرارة 8 شباط ولا من تبعاتها، بل سعى تحت ذرائع شتى للتقرب من حزب البعث الذي تمكن وبنجاح من استثمار هذا الحزب من اجل تحقيق مشاريعه واهدافه، تجربة الجبهة الوطنية والتقدمية في العراق، كانت مرحلة تمكن خلالها حزب البعث من امتصاص تأثير الحزب الشيوعي واستثمار أهدافه وطروحاته وشعاراته حول الإشتراكية والحقوق ...الخ وبما مكنه بالتالي من شن حملة دموية أخرى لاتقل ضراوة ووحشية عن تلك التي نفذها في 8 شباط 1963.

الملاحقات والاعتقالات والإعدامات كانت الرد العملي الذي تلقاه الحزب الشيوعي العراقي من جانب حزب البعث وصدام حسين. فصلاحية الجبهة بالنسبة لحزب البعث قد نَفُذت وحققت اهدافها بعد ان تحول صدام حسين الى كاسترو العراق.

لا يختلف 8 شباط 1963 عن كل ما سبقه أو ما لحقه من أيام سود ودامية في تاريخ العراق، فحتى هذه اللحظة ترتكب المجازر بإسم القومية او الدين والطائفة، وحتى هذه اللحظة فان الكثير من العراقيين يخضعون لتأثير الاحزاب التي تستمد وجودها وفكرها من فكر الدين والطائفة وبهما تُحشد وتسرق وتستأثر بالسلطة. فمتى نتعظ؟



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟
- السلطات العراقية تستلب حق التظاهر
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية
- صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق
- الى شباب حملة تمرد و شباب مصر الثوار وقواها التحررية والثوري ...
- ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر الناصري - 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق