أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - أزمة الوطنية.. لدى النخب الشيعية.















المزيد.....

أزمة الوطنية.. لدى النخب الشيعية.


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 17:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"حيل اممداهه الروح.. حيل اممداهه.. تمشي وره اليمشون الكانو وراهه"- فلكلور عراقي
لفكرة (النخبة) أهمية محورية في بناء الفكر الشيعي، ولا وجود للفكر الشيعي الا عبر نسبته لفرد أو أفراد يحظون بمكانة رفيعة مميزة، كما تظهر من الالقاب والصفات الممنوحة لها من العوام. وهذه الصفات والالقاب لا تتراجع أو تزول بعد الموت ومرور الازمان وأنما تتعاظم الى درجة تقرب للقداسة.
ثمة صفتان لفكرة (النخبة) في الفكر الشيعي..
1- انها نخبة حيوية عصرية متصلة وليست تراثية جامدة.
2- انها نخبة (فئوية) حزبوية سلطوية تأخذ بمبادئ فن السياسة والحكم، ولكنها ليست نخبة مجتمعية وطنية.
ويظهر عبر النقطتين الموجزتين عمق الخلل البنيوي في تركيبة المتن الشيعي، والتي تمثل انعكاسا لحجم التناقضات الاساسية بين مؤسسي هذا الفكر واختلاف مرجعياتهم ورؤاهم.
من العيوب التاريخية لهذا الفكر، انه في وقت يقدم نفسه باعتباره صاحب الرأي والرؤية والحق الاساسي في فهم الاسلام، ويدعم موقفه بالأخذ عن الأصول [أهل البيت]، فأنه لم يطرح نفسه كحركة شعبية عامة، وفضل منذ البدايات الانزواء للأطراف –بعيدا عن المركز/ المراكز-، فهو لم يقدم دعوته في الحجاز وانما لجأ الى العراق (مجرى الفرات)، ولم يتمركز في العاصمة بغداد وانما توزع في الأطراف. وهنا تبرز أسئلة لابد ان تجد اجابة مقنعة ووافية..
(اهل مكة أدرى بشعابها). أي أن عرب الحجاز أدرى بأصول وفصول ديانتهم. وطالب العلم الديني لابد أن يأخذه من أصوله –الجغرافية والفكرية-. وأي اجتهاد أو لغز لابد أن يطرح بين أهله ليجد الجواب والمناقشة المناسبة. لكن تاريخ الفكر الشيعي يؤكد هروبية مكانية من المركز الأصلي الى أطراف مناوئة للمركز. من المعروف تاريخيا ان العراق –مناطق شرق الفرات- كان مأوى ومكانا للقبائل المتمردة وغير المنسجمة مع موازين القوى قبل الاسلام وبعده. وقد قام ابو بكر وعمر بتهجير كلّ الجماعات -المرتدة- والمتمردين على الدولة الجديدة نحو العراق. والفكر الشيعي/ بانتباذه المركز نحو العراق، يضع نفسه في دائرة التمرد والمخالفة عن أجواء الحجاز. ولكنه في نفس الوقت يحاول نزع المصداقية عن الاصل، ومصادرة الفكرة والديانة الحجازية، لصالح فئة محدودة [طرفية- متطرفة].
ثمة تناقضات كثيرة في تفاصيل هذا الفكر، على النخب (المرجعيات) الشيعية وأتباعهم رفع المستور عنها. منها القول ان فلان الموصوف بمدينة العلوم أو بابها أو مفتاحها مقيم في مكة، وعنه يأخذ النخبة باعتبارهم وكلاءه. والسؤال هو.. لماذا لا يكون لمدينة العلم وعالم الغيب -المقصود- اتباع وجمهور في مكة والحجاز، وينشر علمه وتعاليمه لأبناء المجتمع المقيم بينهم؟..
لماذا يبدو هناك غريبا مغتربا بين قومه، لينتصر له قوم من خراسان وغير العرب؟..
مخالفة الفكر الشيعي للعقلية العربية..
1- يقوم الاسلام على ثابتين أساسيين: أولهما الثابت الجغرافي الممثل بالحجاز موطنا لولادة الاسلام ونشأته. وثانيهما الثابت القومي الممثل بالعرب والعروبة والعربية شعبا وهوية ولغة للاسلام. ولا يكاد يختلف اثنان في هذا.
وباعتبار الفكر الشيعي فكرا اسلاميا، أو زعمه انه الاسلام الحق، فلابد من اعادة قراءة الفكر الشيعي وفق الثابتين الاساسيين للاسلام [الجغرافي والقومي]. ولكنه لا يجتاز هذا الامتحان.
هناك بين مذاهب الشيعة (الغنوص) من يقدم زعما - متطرفا- مفاده تخصيص -علي- بلرسالة، وان –محمد- سرقها منه ودعا بها لنفسه. ولكن في هذا الزعم أيضا، يبقى –علي- قريشيا عربيا حجازيا، ينطبق فيه شرطا المكان والقوم واللغة. فلا معنى عندها ل(تطرف) شيعة – علي- مكانا وهوية. وبحسب القرابة والصلة العائلية بين –علي ومحمد- فان الخلاف والاختلاف -المزعوم- لا يتجاوز المكان والهوية. وفي كل الأحوال والاحتمالات، يبقى الفكر الشيعي يعاني من الغرائبية والاغتراب عن الأصل الحجازي العربي للاسلام.

2- االعقلية العربية وكل منتجاتها الفكرية والثقافية [ومنها الاسلام] هي عقلية ظاهرية تتعامل مع المظهر/ الظاهر السطحي/ الوجوه. ولذلك يمقت العرب من يبطن أو يخفي في نفسه، ويطلقون عليه صفة (النفاق) والمنافق في آخر درك من النار. ويمثل الجاحظ أبرز الكتاب في تمثيل العقلية الظاهراتية العربية في مؤلفاته. لكن الجاحظ العربي مختلف في عقله ورؤاه عن مؤلفين آخرين في البصرة/ ومن أصول غير عربية، عرفوا بالباطنية –عكس الظاهرية-. وقد آخذ الغزالي بعض المشتغلين بالفلسفة على ذلك (الباطنية)، وذلك لمنافاتها أصول الاسلام وثوابت العرب، واعتبارها دخيلة على الفكر غريبة عنه، وتسوغ –النفاق والمراءاة-.
لماذا الباطنية؟.. سؤال آخر.. إذا كانت القراءة الشيعية تتصل بدين الاسلام وشرحه وهداية الناس فيه، لماذا يجري اخفاء المتون عن العامة، والاكتفاء باعلان الطقوس الخارجية وشرح الهوامش حتى يبلغ بها التعقيد مبلغا. ففي حين كان دعاة الشيعة يريدون جمع الانصار – حركة سياسية-، كانزا يتعمدون اخفاء/ ابطان أغراضهم الحقيقية من الدعوة والتظاهر بشعارات دينية سطحية طقسية تضر ولا تنفع. والواقع ان مصادر الفكر الشيعي لا تتنكر للعقيدة الباطنية في أصولها، ولكنها تراوغ في تبريرها على أساس -لاهوتي- زاعمة ان أسرار العلوم والغيوب لا تتاح إلا للخاصة المؤهلين للحفاظ عليها وعدم افشائها، ويقرون بواقع اختلاف العوام عن الخواص (النخب) واختلاف المقامات والرتب ودرجات العلوم، وان على العامة والغوغاء الطاعة العمياء وعدم الخروج على المراجع، وفق نظام ديني غيبي مسيس، يذكر كثيرا بالباطنية اليهودية والماسونية.
بسبب الباطنية، وأدوات العمل السياسي الجماهيري، وضع الشيعة أنفسهم في مواضع الشك وعلى طرف خلاف مع المجتمع والثقافة العامة والنظام الحاكم على مدى العصور. وفي حين استمروا في استفزاز العامة والسلطات ومواطن المباطنة واستفزاز العموم، لم يتوانوا عن ادعاء المظلومية ونشر شكاوى الاضطهاد واعتبروا ذلك من خصائص الجهاد والانتصار لمبادئهم والمنافحة عن (اهل البيت).
ضمن خصائص الباطنية يتقدم مراجع الشيعة بشروح وتأويلات لنصوص القرآن لا علاقة لها بالنص أو اللغة والسياق، رجما بالغيب والوهم، وبتم نسبة التأويل للعنعنة، الي لا مجال لتأكيدها بغير اليقين والتسليم الأعمى. وبشكل يخدم الأيديولوجيا الشيعية النقضية للكيان العربي والاسلامي في آن. والأغرب منه أن يأخذ بعضهم ببدعة الحلول والتناسخ والتماسخ، ويزعموا بألوهة الآربعة أو الخمسة وأن بعض الناس صور تخفي وراءها شخصيات وكيانات مختلفة. ومن ذلك الكثير من الغرائب التي يجهلها كثير من عامة الشيعة. والأغرب منه ايضا تصديقهم بما يصل اليهم، بلا عقل أو تمحيص أو التفات لواقع حياتهم الحافل بالرثاثة والتناقضات.
يظهر من هذا ان فكرة (النخبة) جرى استخدامها وتثويرها كحركة - معارضة- سياسية للنظام الاسلامي فكرا ودولة، وان هذه الحركة تذرعت بمبررات فكرية واهية مزعومة تحت ستار الباطنية، كشفت عن حقيقتها الهزيلة عندما سقط عنها غشاء– المظلومية والاضطهاد- وتنكبت مقاليد الحكم كما في عراق الاحتلال. والغريب والمقرف – في آن- أن يعتمد الحكم الشيعي على تدمير العقل ومسح كرامة الانسان عبر مناسبات دورية واحتفالات جماهيرية شعبية تقوم على ايذاء النفس وتلويم الذات وتأنيب الضمير والادانة الذاتية واعتماد أرذل وابشع صور المهانة والاذلال الشعبي عبر ممارسات تسوغ الغاء العقل وتعطيل الفكر ومسح الكرامة والاعتداد بالذات، وبذلك يتم تأسيس معوقات نفسية وفكرية، تعطل بناء كيان انسان سوي أو شخصية اجتماعية ايجابية مبدعة. [اين هم الباحثون الاجتماعيون ودكاترة علم النفس وماذا يفعلون في العراق؟؟!]. فالشخصية الشيعية هي شخصية سلبية تعيش في داخلها عقدة ذنب تاريخية دينية، يجعلها عاجزة عن تجاوز نفسها وواقعها ورؤيتها السوداوية، فلا غرو ان يشيع الحزن والسوداوية والشكوى والمناحة والتذلل في الشعر العراقي والاغنية العراقية والنزعات التي تتغذى على الحسد والغيرة وتعتاش على الاحقاد. ولا تجد شخصية شيعية مهما كانت بسيطة لا تبدأ بالشكوى الحاقدة على عمر وعثمان أو يزيد ومعاوية أو نظام البعث أو الوهابية. ثمة تاريخ طويل من ادلجة منحرفة مريضة، تعادي الانسانية والحياة المشتركة والسلام الاجتماعي. وكل تلك الشحنات النفسية والاجتماعية والتربية الفكرية المنحرفة لتجهيل القطيع وقطعم عن وطنهم ومجتمعهم، والتغطية على الأغراض السياسية العنصرية الدفينة تحت غشاء الدين والجلابيب السوداء. والفكر الحق والحركة الاجتماعية الصادقة لا تخاف من اعلان افكارها ومبادئها وسياساتها، ولا تحتاج لاستعداء الفكر والناس ونشر الاحقاد وتدمير النفوس وسيلة لتمرير اغراضها.
لقد اعتمد مارتن لوثر على نقطتين جوهريتين في نقده للكنيسة الكاثوليكية وهما: حيازة الكنيسة للمال، وميلها للتسلط والاستعباد. وقد تطورت حركة مارتن لوثر بالشكل الذي حرّر أوربا من الظلمات وفتح الباب لعصر التنوير والنهضة والعلوم والمدنيات الحديثة. وكلا النقطتين : اكتناز المال والتسلط، جوهريتان في نظام المرجعيات الشيعية، وما زال الناس فقراء واغنياء، يبذلون أموالهم وأنفسهم بعقلية القطيع، طمعا بفردوس موهوم.
3- اللاوطنية. ان ابرز مقاتل الفكر الشيعي، النخبوي والعام، هو قطيعته البنيوية مع الانتماء الوطني والعروبي.
مفارقتان لا أغرب منهما في تاريخ علم الاجتماعي السياسي، تتجسدان في أصول الفكر الشيعي:
أ‌- قطيعة المكان. رغم ان الفكر الشيعي ولد وترعرع في جنوب العراق، وعلى صدور وظهور -اللطّامة-، فأن هذا الفكر وأتباعه يتنكرون لمبادئ الوطنية العراقية، ولا تظهر منهم بوادر الانتماء والعصبية ومحبة الوطن. ورغم تأكيدهم ومطالباتهم بالحقوق الوطنية – من باب الشكوى وتلويم النظام-، إلا أنهم لم يقدموا جهدا في تنمية مشاعر الوطنية والانتماء والدفاع عن الوطن، كما ركزوا على الانتماء الحسيني والبكاء والشكوى وتقديس الموتى. على العكس من ذلك تظهر لدى بعضهم عصبية غريبة عند سماعه انتقادا لايران.
من الطبيعي ان الانسان الذي يقيم في أرض معينة، أن تنشأ بينه وبين المكان علاقة نفسية اجتماعية يترتب عليها واجبات الغيرة والدفاع والحب والانتماء. لكن من غير الطبيعي ان يعيش امرؤ في مكان بعقلية ميكافيللية ليستفيد ويأخذ دون أن يفيد ويعطي. مثل هذا الذكاء المريض في الحالة العراقية يتقاطع مع نواميس الطبيعة والقيم الخلقية. وافتراض الذكاء لدى الكائن الطفيلي، لا يجيز نفي الذكاء عن الاهلين في المكان والجوار. وتغريب المكان العراقي على مدى الزمن كبيئة استقطاب للحياة والبشر، كان يفترض بها حدّ أدنى – أضعف الايمان- للتحلي بالوفاء والجميل للارض وأهل الأرض، كدرس بسيط وصغير يمكن تعلمه من الحالة المصرية. لا اعتقد أن مهاجري العراق أكثر ذكاء من المهاجرين لوادي النيل. ولكن مهاجري مصر تمصروا وافتخروا بمصريتهم وحافظوا على مصر ونيلها. ولم يتردد أحد أقطاب الاخوان من الافتخار انه (قبطي مسلم)!. فما بال المقيمين في العراق منذ قرون وهم يتنكرون لأهله ويستنكرونهم، وفي أحسن الأحوال يقتطعون أرضه ويزايدون على هويته. هل صارت الطيبة والانسانية ضعفا وغباء، أم صار العنف والبطش والاغتصاب مبررا شرعيا؟..
لا أحد.. لا أحد عنى او احترم مشاعر المندائيين والكلدان والأشوريين في العراق، ولا أحد قال لهم شكرا لأنهم بنوا وطنا فسيحا احتضن عشرات الأقوام الوافدة والغازية التي سادته بفعل قوانين الانجاب وتعدد الزوجات وتصغية الاهلين ومسخ هوياتهم. بالمقابل، لا يوجد في الثقافة العراقية مصطلح (تعريق) على غرار (تمصير). فالعراق كبلد وهوية محكوم بالالغاء لتقسيمه ومسخ هويته بالكامل. طبعا لا يمكن مسخ الاوطان وتزويرها بحسب الأوهام القومية. وليس العراق بلدا عاديا، يمكن تغيير جلده أو نقل ترابه وتغليفه بحشائش اميركية أو ايرانية أو عربية. لا يوجد سومريون اليوم، ولا أحد يعرف عنهم شيئا. ولكن اسم سومر يدق في كل رأس وكل ضمير وكل ثقافة.
ثمة.. (!!!) مزاعم من البعض لربط سكان الجنوب (الشيعة) بأصل - سومري- لمنح شرعية ما لجماعة على حساب غيرها، وربما على حساب الوطن نفسه. الانتماء للأرض وممارسة الوطنية ليست بالمزاعم ولا الشعارات ولا المزاودات. في تاريخ العراق توجد جسور ومظاهر عمران قام بها بعض العباسيين ومدحت باشا ونجيب باشا من ولاة العثمانيين، توجد نصوص ملاحم سومرية وبابلية ومندائية تمجد الانسان والأرض والفرات وخير الوادي الخصيب. حتى الانكليز حافظوا على انتماء ولاية الموصل للعراق.. ولكن ليس بالشعارات وتزوير التواريخ والمزاودات وسياسات الالغاء والتهميش، والشكاوى المؤدلجة، تكون الوطنية.
ان تاريخ الفكر الشيعي لا يتعدى القرون الوسطى، وفي كتاباتهم المتأخرة يعيدونه الى صدر الاسلام. لكن الجنوب العراقي اسمه (شنعار) وهو سابق لظهور الشيعة وسابق لغزو الاسكندر المقدوني. وقيامات لكش وأور ونبو وكيش وأكد وحتى بابل وأشور واشنونا أقدم من ذلك بكثير. ويقوم توطن الشيعة - جماعة وفكرا- في مركز مملكة المناذرة اللخمية المسيحية، وتم ابتناء الكوفة والنجف وكربلا على اطراف المناذرة والحيرة وبابل القديمة وما زالت تلك الأرض وباطنها يحتفي بالاثار البابلية والمندائية واليهودية والمسيحية حتى الأبد. ومن ذلك العمق الديني العريق تتصل القداسة بتربة النجف وكربلا وليس من التراث اللاحق بها. والذين اختاروا تلك الأرض للتوطن، كانوا يعرفون حقا تاريخ الأرض وسكانها الأصليين، ليرتبطوا بها. لكن تلك الأمانة انتهت بالقطيعة على يد روزخونية الفكر الشيعي وأغراضه الباطنية المسيسة.
ب‌- ولاء خارجي. يقول السيد طالب الرفاعي ان المرجعية لم تكن يوما عراقية (عربية) !. لقد تأسست (مرجعية) الشيعة كسلطة - نخبوية- وظيفتها قيادة وتوجيه القطيع، من قبل جهات غير عراقية ومن أصول معروفة -تاريخيا- ولخدمة - أجندة- لا تغيب على الحصيف. الرأس ايراني والجسم عراقي. القائد أجنبي - مغرض- والجيش من شعب -الفريسة-. ولم يكن الأمر غائبا عن شيوخ الشيعة العراقيين/ العرب، ومع ذلك استمر الصمت والتواطؤ وتسويغ الأمر. كيف يعجز ابن البلد عن اثبات حقه في أرضه وثقافته ودينه، ويرضى ضياع ملايين الناس - الرعية- وراء أجندة وقيادات أجنبية. الاسلام في تاريخه ومنذ البدء لم يسمح بخروج الولاية والخلافة والامارة عن قريش والحجاز، فكيف تسوغ جماعة تنسب نفسها لدين الاسلام احتكار غير العرب لزعامتها.
دراسة الفقه في النجف تستغرق عشرا إلى عشرين سنة يقضيها الطالب في العراق. وفي خلال عشر سنوات تحق له الجنسية العراقية بحسب القانون. ولكن هذه الجنسية - المكتسبة- ليست ضمانا للولاء، وأكثرهم يستمر يلثغ بالعربية وهي –لغة القرآن- بالنسبة له. ويعتز بلغته وثقافته الأصلية. ولذلك يقول البعض ان السيستاني عراقي –بحكم الجنسية-. ولكنه ليس عراقيا بحكم الولاء. وهو لا يستثمر اموال المرجعية لبناء مدن العراق وخدمة جماهير الشيعة الذي تركوا مناطقهم الاصلية نحو بغداد، ويتركون العراق للمهاجر الأوربية من اجل ظروف معيشة وحياة لائقة. بينما تذهب اموال التبرعات للجيوب الخاصة أو عمران بلاد خارجية. ان اموال الزيارات هي جزء من موارد السياحة الدينية للبلاد والتي مرجعها ميزانية الدولة. وهو الأمر الذي عارضته - المرجعية- باعتبار المال احد أغراضها واحد مصادر قوتها في شراء ضعفاء الناس وتمويل أجندتها الخاصة.
يشكل الشيعة نصف سكان العراق –في أقل تقدير-. أي ان نصف سكان العراق ولاؤهم للخارج. وهذا الخارج هو ايران، الجار العدو منذ أعماق التاريخ، والمتربص به وبخيراته وبحضارته، دون أن تبدر منه نوايا حسنة. عمل كورش على سرقة مسلة حمورابي بعد سقوط بابل، وحاول مسح اسم صاحبها ونقش اسمه بدلا منه، ولكنه خشي من اللعنات المرصوفة في نهاية القوانين على من يبدل أو يحرف فيها. والتلاعب ما زال اثره. وقد تم العثور على المسلة في سوسه وليس في بابل. فكم من التحريف والتزوير والافتراء جرى على حساب تاريخ العراق حتى اليوم. وماذا جرى منذ بكر الاحتلال وحكومته المدارة من قبل المخابرات الايرانية، والتي رهنت ماء وكهرباء وواردات العراق لخدمة الاقتصاد الايراني. فيستمر خراب العراق لكي تنتعش ايران.
(يتبع رجاء..!)



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخبة.. غياب أم تغييب..!
- في صراع العقل والغريزة..
- في علم الاجتماع القبلي (الكتاب كاملا)
- جدلية الوطن والمنفى في قصيدة أسعد البصري
- نحو علمنة الدين..! (الكتاب كاملا)
- في قصور الفلسفة..
- في رثاء الحضارة ..!
- شاكر النابلسي.. وعلم نقد الدين
- سعدي يوسف.. صورة في الثمانين (الكتاب كاملاً)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (18)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (17)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (16)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (15)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (14)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (13)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (12)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (11)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (10)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (9)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (8)


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - أزمة الوطنية.. لدى النخب الشيعية.