أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة














المزيد.....

تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قصة التسجيلات التى إستخدمتها الأجهزة الأمنية فى مصرضد الخصوم السياسيين طويلة، نذكر أيام السادات كيف وقف وزير داخليته "زكى بدر" فى مجلس الشعب متحدثا عن أنه يملك تسجيلا لقادة المعارضة "بلابيص"، (قيل أن شريط مسجل للرجل حول هجومه على قيادات هامة قد أسقطه من كرسى الوزارة)، كما أن "صفوت الشريف" كان يقوم بتسجيل الفنانات فى أوضاع جنسية فاضحة بأوامر من "صلاح نصر" مدير المخابرات لإبتزازهن، جاء ذلك فى كتاب "إعتماد خورشيد" الفضائحى عنه، وقال "حبيب العادلى" وزير داخلية مبارك صراحة ( إيوه بنسجل..واللى خايف ميتكلمش)، ومع تقدم تقنية الإتصالات الرقمية والموبيلات المزودة بكاميرات بدأ إستخدامها بشكل واسع بواسطة النشطاء السياسين لتصوير عمليات تعذيب داخل أقسام الشرطة وبثها على الوسائط الإجتماعية لفضح ممارسات النظام ولعبت تلك الفيديوهات دورا مهما فى فى التمهيد للثورة، وحتى بعد وصول الإخوان للحكم تكررت تهديدات الشاطر والمرشد ومرسى نفسه أن لديهم تسجيلات ضد المعارضة.. لكنهم لم يستعملوها.
بعد ثورة 25 يناير إنتشرت بشكل مرعب ظاهرة أو فوضى التسريبات، لسهولة صنعها وتسويقها، حيث التطور الهائل فى أدوات التسجيل الصوتى والفيديوى من جهة، وسقوط حائط الخوف من جهه أخرى، وإمكانية إستخدامها سياسيا من أطراف سياسية ضد أخرى بلا رقيب أو حسيب، ولم يسلم منها أهم وأخطر الشخصيات فقد شملت محمد البرادعى وحسنى مبارك وخيرت الشاطر ومحمد مرسى وحتى عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، وآخرها ما تم نشره بواسطة أحد الصحفيين المعروف بموالاته للفريق "أحمد شفيق" على إحدى الفضائيات. وتشمل مجموعة من التسريبات لقائمة طويلة من النشطاء هم أحمد ماهر ومحمد عادل وأحمد دومه وأسماء محفوظ وإسراء عبدالفتاح ومصطفى النجار وعبد الرحمن يوسف ووائل غنيم وعلاء عبدالفتاح، وجميعهم معروفين بمشاركتهم فى ثورة 25 يناير ولهم مواقف حادة ضد المجلس العسكرى وحكومة الإخوان.
التسريبات الأخيرة عبارة عن تسجيل لمكالمات هاتفية تظهر فيها مجموعة من الإتهامات منها التورط فى إقتحام أجهزة أمن الدولة وسرقة ملفات شخصية وأخرى تمس الأمن القومى وتلقى تمويلات خارجية وأحاديث عن مؤامرات سياسية شملت الدكتورمحمد البرادعى، وواضح أن الجهه التى وراء تلك التسريبات تملك خزينا هائلا منها، وجاءت ردود فعل وتصريحات متعاقبة من أطراف من الحكومة على رأسها رئيس الوزراء ووزير الداخلية تتنصل من المسئولية وتدين على إستحياء من قاموا بها دون إتخاذ أية إجراءات قانونية ضدهم، بينما أدانت منظمات حقوقية وشخصيات عامة تلك التسريبات، وأعلن عدد ممن نسب لهم تلك التسريبات أنهم سيرفعون قضايا ضد من قام بذلك.
مهما كان الإختلاف أو الإتفاق حول دور تلك الشخصيات فى التحضير وتفجير ثورة 25 يناير إلاّ أن لهم دورا مؤثرا قبل واثناء وبعد الثورة، وعلى سبيل المثال فإن "حركة 6 إبريل" التى شهد خروجها الى العلن الدعوة الى الإضراب العام فى 6 إبريل 2008 ضد نظام حسنى مبارك وما صاحبه من أحداث فى مدينة المحلة الكبرى، كما ان صفحة " كلنا خالد سعيد" التى اسسها الناشط "وائل غنيم" كان لها دورا بارزا فى الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير2011، وقد أحدثت تلك التسريبات موجة واسعة من ردود الفعل بين مؤيد ومعارض وشامت، لكن ما يلفت النظر فيما حدث أمور منها :
1- إن معظم من تمت التسريبات بحقهم لم ينكروا صحتها بل إنصب إهتمامهم على أنها تعد إنتهاكا لخصوصيتهم وأنها تمت بشكل غير قانونى، وذكرت بيانات لمنظمات حقوقية أن ذلك يعيد الى الأذهان الممارسات البغيضة لنظام مبارك وجهاز أمن الدولة وأنها جريمة مكتملة الأركان طبقا لقانون العقوبات الذى يعاقب بالحبس كل من إعتدى على حرمة الحياة الخاصة بالتصنت أو التسجيل أو مستندات متحصلا عليها بطريق غير قانونى.
2- ما زال الغموض سائدا حول الجهة التى قامت بتلك التسجيلات ومن سهّل وصولها الى الصحفى "عبد الرحيم على"، ولأن الجريمة شائعة فمن الصعب التأكد عن مصدرها مع الإقرار بحق الصحفى فى حجب مصادره، وربما تكون الجهة الأصيلة فى ذلك هى جهاز الأمن الوطنى الذى أنشأ على أنقاض أمن الدولة السابق إبّان حكومة عصام شرف ووزير الداخلية "منصور العيسوى" وذلك لرغبة ذلك الجهاز فى الإنتقام والتشهير بمن قاموا بإقتحامه والإعتداء على وثائقه وملفاته وإهانة رموزه، على أنه يمكن إتهام جهات متعددة فى القيام أو المشاركة فى تلك التسريبات منها شركات المحمول ودورها المريب فى الثورة، كما أنه لا يمكن إستبعاد جهات مخابراتيه لدول أجنبية فى التورط فى تلك العملية، فليس مستغربا قدرة تلك الجهات على رصد كل ما يتم فى الفضاء الكونى، وقضية تجسس الولايات المتحدة الأمريكية على حلفائها ليست بعيدة حيث ذكر أن لديها مليارات المكالمات المسجلة حول العالم، ولا ننسى أيضا دور المخابرات الإسرائيلية التى تلعب فى المنطقة ولا تغيب عيونها تحديدا عن مصر، ويمكن إضافة جهات سياسية داخلية فى هذا السياق لتشويه ثورة 25 يناير تحديدا.
أيا كانت الجهة الفاعلة أو المستفيدة فإن ماتم قد حقق الى حد كبير المقصود منه، فقد تم إلحاق تشويه متعمد وحقيقى ليس ببعض الرموز ولكن بالثورة نفسها، وطال التشويه عملية التحضير لتلك الثورة وأنها قد تم صناعتها خارج البلاد من خلال تدريب بعض العناصر وتمويلها للقيام بها وكأنها لعبة من العاب الكمبيوتر يتم من خلالها القضاء على الوحش، أو أن ذلك الحدث العظيم من تحريك تلك الكتلة الهائلة من الجماهير يمكن أن يتم من بعد بالريموت، فمعظمنا قد شارك فى تلك الثورة ويعرف تماما أن من قام بها هو الشعب المصرى بجميع طبقاته وشرائحه ضد حكم فاسد ومنحاز الى رجال الأعمال وتسبب على مر عقود فى إهدار القضية الوطنية وتهميش الدور المصرى، ولكن التسريبات إستطاعت تحقيق الكثير من أهداف من قاموا بها.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخة موزة ..المرأة التى تحكم إمارة
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى -4-
- ماجد الماجد ..زعيم كتائب عبدالله عزام
- العثمانيون الجدد ..والخليفة رجب طيب إردوغان الأول
- الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
- الإخوان وأردوغان والأزهر
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى
- علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية
- الإرهاب فى سوريا يعيد تلميع وجه الأسد
- محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد
- أيمن الظواهرى ومصر التى فى خاطره
- على نويجى .. الحكيم الذى لم أعرفه كثيرا
- مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تلك التسريبات والمؤامرة على الثورة