أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حروب الأستنزاف














المزيد.....

حروب الأستنزاف


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قتلى جرحى إرهاب تحريض ترويج أكاذيب الخيانة للشعب والوطن سرقة أحلام المصريين تشويه الإنسان، التبشير والهداية بنشر الحقد والكراهية والموت للآخر، كلها أعمال قام ويقوم بها حتى الآن من يعتبرون أنفسهم الأبرار الأتقياء الصالحين الذين يملكون الحق وغيرهم على ضلال، وأن لديهم توكيل غيبى يجعلهم يقتلون المخالفين لهم وكأنهم يذبحون دجاجة تشبع الجوع النازى الذى يسيطر على عقولهم، لأن الحق المؤمنون والمبشرون به إخوانهم هو القتل المستمر لأعدائهم الذين لا يخضعون لهم للخلاص منهم، والقتل هو وسيلتهم الوحيدة التى أقنعهم بها شيطان عقولهم للوصول إلى السلطة وحكم مصر وإنتزاعها عنوة من الكافرين، لكن بأى منطق يؤسسون جماعات لقتل جنود الشرطة والجيش وكل إنسان يعمل فى ظل النظام الحاكم؟ بأى منطق يقومون بتزييف إنسانيتهم وتتغلب عليهم رغباتهم الدموية فى القتل والذبح؟

إنه منطق أستنزاف المجتمع بكل طاقاته الذى يعنى أنك نزعت المحبة والرحمة من قلبك وعقلك وتركت البغض والكراهية والعنف يمتلكونك وأصبحت عبداً فى سوق العبيد الذين ينفذون أوامر سيدهم، لكنهم هنا عبيداً للإرهاب والقتل والعداء لكل من يقف أمام أفكاركم الخادعة الفاسدة مرضى أهدافهم الإستغلالية الكارثية العدائية لكل مجتمع يظهرون فيه،عبيد الأفكار الظلامية التى يبدعها خيالهم النرجسى فتنقلب الحقائق رأساً على عقب، لتتحول إلى بشاعة عنصرية لا تذكرنا بآلهة أو أديان أرضية كانت أو سماوية تحض على الأخلاق والأعمال الصالحة، وإنما بشاعة من الصعب تصور كيفية نشأتها فى إنسان والإيمان والسلوك بها لتجعل من التابع لها قنبلة متنقلة مستعدة للإنفجار ليس بأمر الإله وإنما بأمر أمير العبيد.

إن حروب الأستنزاف التى تقوم بها تلك الجماعات المحظورة إنسانياً لأنها جماعات عقائدها ضد وجود الإنسان وتمتعه بحياته، لكنها عقائد نازية تعتبر أفرادها أسمى المخلوقات البشرية ومن حقهم إمتلاك زمام المبادرة فى إبادة بقية الجموع البشرية التى تكفر بعقائدها، ومن حقها أيضاً إرتكاب المجازر والمحرقات لتطهير المجتمعات من أعدائهم الكفار، هذا الأستعلاء الذى يتعامل به أصحاب الهوس العدائى النازى يدل على خواء نفوسهم من الفكر والسلوك الإنسانى الطبيعى، الذى يجمع البشرية فى مجتمعات تسعى إلى الصداقة والمحبة والسلام وليس السعى إلى خلق الصراعات والفتن وحروب الأستنزاف المدمرة للمجتمعات، إن أفكار القتل والذبح من أجل سعادتى والوصول إلى أهدافى النازية العنصرية هى أفكار من الإسفاف والضعف أن نتركها تتحكم فى عقولنا لتغتصب طبيعتنا الإنسانية، وتغتصب طبيعة المجتمع الذى يجمعنا بشراً يتعايشون مع بعضهم البعض.

إن وحشية الحروب والصراعات يكون وراءها دائماً غباء المصالح والمنافع التى تدفع بأفكار تلك الجماعات إلى موت أفرادها، أعتقاداً منهم أنهم أنتصروا وأكتسبوا المستحيل أكتسابه لكن الحقيقة الوحيدة اليقينية هى تناثر أجسادهم أشلاء، لتسير الحياة من جديد فى صراعها مع ثقافة الشر والموت لأنها ثقافة لها نهاية، لكن ثقافة وفكر الحياة هى ثقافة نشأة الحياة والبداية لمرحلة جديدة فى حياة البشرية، والمطلوب من كل إنسان هو الإيمان بثقافة الحياة ونبذ ثقافة الموت من قواميسه الإنسانية حتى تتفتح أمامه أبواب المعرفة والتقدم وقامة حضارة إنسانية واقعية لا غيب فيها ولا ريب منها، حضارة يتمتع بها ويستفيد منها كل البشرية.

إن التربية والتعليم هما أساس الإصلاح والنهضة والتغيير الحقيقى لو أستطاع النظام السياسى وضعهما فى أيدى وطنية أمينة لديها الكفاءة، فى وضع المناهج التربوية والتعليمية القادرة على وضع إنسانيتنا على الطريق الصحيح، من خلال معلمين وأساتذة أكفاء مؤمنون بدورهم الحقيقى فى صنع إنسان المستقبل الحضارى، هذا هو الطريق الطريق الوحيد للقضاء على العبث والأستنزاف اليومى الدموى الذى تمارسه أقلية آمنت بفكر العنصرية والنازية والإرهاب ويعتقدون أنهم أسطورة كبرى لا تقهر، لكن يتناسون حقيقة أن عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعية الإنقلاب الشعبى
- الخيانة العظمى
- رجوع مرسى وفلسطين
- تبرك زعماء العالم بمانديلا
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
- نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض
- حكمة الفوضى والتفويض
- ميدان التحرير والعبور الثورى


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - حروب الأستنزاف