أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - كوميديا الدستور الخمسينى














المزيد.....

كوميديا الدستور الخمسينى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرة الحديث عن الخلافات والتعديلات والأنسحابات من لجنة الخمسين يعتبر كافياً لنخرج بنتيجة أن الدستور الذى يتم مناقشته ووضعه لا يفهم فيه أحداً ممن تم أختيارهم وتوكيلهم لوضعه، لأنه بات واضحاً منذ اللحظة الأولى لأختيار الأسماء وحتى اليوم أنه دستور المصالح الدينية والسياسية، ولا علاقة له بدستور دولة المواطنة والحرية والمساواة فالجميع يتناقشون فى بنود ومواد يخجل منها أبناء الوطن، وكنت أعتقد أن لجنة الخمسين يتكون محصورة فى المفكرين وكبار الفقهاء الدستوريين المصريين الذين لهم خبرة كبيرة فى وضع الدساتير، لكن للأسف وجدنا لجنة الخمسين عنصرية طائفية لا يهمها الوطن والمواطنين بقدر أهتمامها بالتيارات الدينية وتحكمها الصارخ فى مسيرة المناقشات الدستورية التى لا يفقهون فيها شيئاً، وكان ذلك أكبر كارثة تناهت لأسماعنا وتصدرت عناوين وسائل الإعلام.

كنت أعتقد أن أعضاء لجنة الخمسين كلهم مصريين وغالبيتهم مسلمين، لكننى أكتشفت أن الغالبية تنازلوا عن صفتهم الإسلامية لممثل حزب النور حتى يتكلم ويناقش ويفرض ويرفض ما يراه مناسب وغير مناسب لصالح الحزب الإسلامى، وتركت الأغلبية المصرية المسلمة القرار النهائى لممثل حزب النور لتسقط المدنية فى غياهب الظلام الدينى، وكان هناك خضوعاً واضحاً من غالبية لجنة الخمسين لشخص واحد لا يهتم بالمواطنة أو الديموقراطية أو العدالة والحرية، لكن أهتمامه الوحيد كان تركيع بقية أعضاء لجنة الخمسين لرغباته الدينية التى هى رغبات واهداف حزبه حتى لا تفقد مصر هويتها الإسلامية، وكانت مناقشات ساخنة حول مواد الهوية تلك وكأن مصر منذ وجودها وحتى لحظة دخول ممثل حزب النور إلى لجنة الخمسين لم يكن لها هوية ويريدون الآن تحديد وتأكيد هويتها، وفى وجه هذا الموقف كانت الميوعة والهزال التى أظهرها بقية الأعضاء وكأنهم لا يعرفون هويتهم وتركوا ممثل حزب النور ليهديهم إلى طريق الهوية المستقيم.

وقبل أن يقوم الأعضاء فى نهاية هذا اليوم السبت بالتصويت النهائى على مواد الدستور، أقول أن ثورتى مصر أستحوذ عليها وسرقها من يكفر الديموقراطية والمواطنة وأفكارهم وأعمالهم تقول بصراحة طظ فى مصر وشعب مصر، وأنتهت آمال مصر الثورة فى تحقيق دولة الحداثة والمدنية وديموقراطية العقل والمنطق، ليسيطر عليها دستور الخمسين الذين يحلمون بدولة الخلافة والغيبية الدينية ومدنية الحكم وليس مدنية الدولة كما قال أحد أعضاء الخمسين، وأنهارت أحلام الحرية والحقوق الإنسانية والديموقراطية لتحل محلها الديموقراطية الغيبية التراثية التى تعتمد على ثقافة السلف والخلف، وأصبح الدستور فى خدمة الشعب هو مجرد شعار تم تفريغه من معناه ليكون الشعار المفروض من لجنة الخمسين هو الدستور فى خدمة الأديان والأنتصار لها وليموت الشعب بغيظه ومشاكله وهذه خصوصية المصرى الحديث.

أختلط الحابل بالنابل فى أفكار أعضاء لا علاقة لهم بمفهوم الدساتير والشرائع الإنسانية، ودستور مثل هذا لا يحقق رغبات المواطن المصرى الذى يرغب العيش فى أمن وسلام ومحبة مع جميع إخوانه فى الوطن بغض النظر عن الجنسية أو الدين، فالجميع يتساوى أما القانون رجلاً كان أو إمرأة لأن الجميع له حقوقه وعليه واجباته، وهذا ما كان المصرى الحقيقى فى أنتظاره من لجنة الخمسين الطائفية بمصالحها الخاصة ووضعوا بها بعض الشخصيات العامة التى كان أفضل لهم رفض المشاركة فى لجنة جاءت أختياراتها أعتباطية لذلك ستكون النتيجة كذلك لتستمر مأساة الشعب المصرى فى نخبة تسئ لحضارة مصر الإنسانية العظيمة.

إن الإصرار على مواد الهوية والمرجعية الدينية لدولة يعرفها ويعترف بها العالم أجمع أسمها مصر، هى فاشية ورجعية وإبتزاز صريح للدين مما جعل غالبية أعضاء الخمسين يظهرون أمام المجتمع وكأنهم كفار والمؤمن الوحيد هو ممثل التيار الدينى، وأكرر بأن الذى وضع رجال الكنيسة والأزهر والسلفيين فى لجنة الخمسين أراد صياغة دستور ظلامى وإسهال تشريعى يعكس إنقلاباً واقعياً على الثورة ودسترة الطائفية فى الكوميديا الدستورية، ومع ذلك ستكون الكلمة الأخيرة للشعب .....
لكن هل يستوعب الشعب المصرى ما يحتويه دستور الخمسين؟ أتمنى ذلك



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
- نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض
- حكمة الفوضى والتفويض
- ميدان التحرير والعبور الثورى
- أوباما رجل الجهاد والإرهاب
- ثقافة طيور الظلام
- إنقلاب الإرادة الشعبية
- ديموقراطية الإرهاب الإخوانى
- شكراً شباب التمرد


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - كوميديا الدستور الخمسينى