أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - تبرك زعماء العالم بمانديلا














المزيد.....

تبرك زعماء العالم بمانديلا


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزامنت وفاة الشاعر المصرى الكبير أحمد فؤاد نجم شاعر العامية صاحب الأشعار الثورية النقدية التى تسببت فى سجنه خلال فترة حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات، مع وفاة نيلسون مانديلا المناضل ضد العنصرية فى جنوب أفريقيا، وكلاهما رمزان للنضال الثورى ضد الأنظمة القمعية الكتاتورية العنصرية، وترك كلاهما بصماته عل شعوب المنطقة لكن مانديلا الذى كان يناضل ضد نظام الأبارتيد أى الفصل والتمييز العنصرى على أساس الجنس والعرق واللون، وقد أستطاع بكفاحه إسقاط هذا النظام العنصرى المقيت وصار مانديلا رمزاً نضالياً عالمياً حاز على إحترام الجميع من شعوب ورؤساء وقادة فى دول العالم المختلفة.

نيلسون مانديلا كان زعيماً وقائداً ثورياً حقيقياً لأنه ناضل وقاوم الظلم والعنصرية التى يعانى منها شعبه ووطنه، وعندما تسلم السلطة كأول رئيس أسود لم يخطر على باله الأنتقام من أعداء الأمس، بل كانت أنظاره وأهتمامه على مستقبل بلده وشعبه لذلك أتبع عقيدة التسامح ونبذ الكراهية وقاد شعبه ليعيش الأبيض مع الأسود، ونال إعجاب الذين يحترمون الإنسانية ويسعون إلى تحريرها من قيود الأستعمار والعنصرية والدكتاتورية، لهذا رأينا بعد موته القادة السياسيون بمختلف أنواعهم وتوجهاتهم السياسية يسارعون إلى إعلان بالغ الحزن والأسى على رحيل الفقيد أيقونة النضال ومقاومة العنصرية، وأعلن أكثر من 60 من القادة والرؤساء والملوك مشاركتهم على رأس وفود بلادهم فى تشييع جثمان الزعيم الأفريقى الكبير مانديلا الذى أنقذ شعبه من حرب أهلية.

هذه المشاركات الرسمية من رؤساء مثل أوباما فى تشييع مانديلا هى محاولة لأستغلال الحدث العالمى الحزين، لإضفاء قدراً من الشعبية واللمسات الإنسانية على شخصيات هؤلاء الرؤساء والقادة السياسيون، إنها محاولة زائفة للتقرب من الشعوب الفقيرة التى تعانى مئات المشاكل وما زالت هناك بقايا ورواسب لهذا العهد العنصرى ومن واجب هؤلاء الرؤساء أن يتعاونوا للقضاء عليها وتقديم المساعدة للسلطة الحاكمة فى جنوب أفريقيا، إن سياسيى العالم الكبار يستغلون أحزان ومصائب الدولة الفقيرة والصغيرة والنامية ليتبركوا بها كأنهم أمام جسد قديس، هذا الخداع السياسى علينا أن نتعلم منه ونبدأ فى الخروج من غيبياتنا غير المنطقية التى سيطرت على عقول الجميع، وأصبحت سلوكيات إجبارية يستثمرها القادة الكبار وأصحاب المال فى أستمرار التخلف والعيش فى ظلام الماضى وثوابته التى كانت وليدة عصرها.

كان هؤلاء الرؤساء الذين ينعونه وسيشيعون جثمانه فى جنازة مهيبة كانوا يعتبرونه فى السابق إرهابياً لأنه كان يناضل ضد التمييز العنصرى وحقوقهم المسلوبة، وخلال الثمانينات عرضت السلطات العنصرية على مانديلا الإفراج عنه نظير الكف عن المقاومة والنضال ضد عنصريتهم، رفض مانديلا عروضهم وظل ثابتاً على مواقفه ومصمماً على إسقاط التمييز العنصرى وتحقيق العدالة والمساواة وإحترام إرادة الأغلبية الشعبية، هذا هو الرجل الثورى الذى يناضل ويكافح من أجل شعبه ووطنه، الرجل الذى كان فى السبعينات والثمانينات فى نظر الدول الغربية إرهابياً لكنهم اليوم يتنكرون للظلم الذين مارسوه ضد مانديلا وشعبه الأفريقى الأسود، ويتبارون فى إعلان كلمات التكريم والمديح والثناء عليه وعلى سيرته التى من خلالها حقق الديموقراطية بالطرق السلمية وأقنع شعبه بالتنازل عن الثأر والأنتقام من أعداء الأمس إخوتهم فى الوطن.

إن سيرة نيلسون مانديلا تعطينا الدروس الكافية بعد انتصار ثورتى يناير ويونيو لنبذ العنف وإنهاء الفوضى، والتنازل عن الأنتقاد الدموى ضد الآخر والأعتراف بالنظام القائم الذى أختاره الشعب المصرى، فالصراع الدائر فى مصر على السلطة هو صراع يحتاج من القائمين عليه النظر إلى سيرة مانديلا الذى قاد شعبه الأبيض والأسود إلى التعايش السلمى والتنازل عن الكراهية والأنتقام من الرجل الأبيض الذى سلبهم أرضهم وحقوقهم، وأقام المصالحة التاريخية بين الأبيض والأسود وأزال التمييز العنصرى ويستحق مانديلا الآن من كل فرد يتصارع ضد الآخر أن يتنازل عن كبريائه، وينظر إلى مستقبل مصر المتحدة بأبناءها لينهض المجتمع ويبنى دولته ليكون الشعار الحقيقى هو: مصر للجميع.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
- نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض
- حكمة الفوضى والتفويض
- ميدان التحرير والعبور الثورى
- أوباما رجل الجهاد والإرهاب
- ثقافة طيور الظلام
- إنقلاب الإرادة الشعبية
- ديموقراطية الإرهاب الإخوانى


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - تبرك زعماء العالم بمانديلا