أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عاد بن ثمود - عودة النبي محمد لعصرنا الحاضر















المزيد.....

عودة النبي محمد لعصرنا الحاضر


عاد بن ثمود

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 20:41
المحور: كتابات ساخرة
    


عودة النبي محمد لعصرنا الحاضر

شاءت القدرة الربانية أن يبعث محمداً نبي الإسلام حيّاً لهذه الحياة الدنيا في هذا الوقت الحاضر، فكان هذا السيناريو التالي.

تزحزحت الرخامة عن القبر النبوي الشريف، تلتها قطع اللحد، فبدا جثمان محمد ملفوفاً في كفن مهترئ يميل لونه لوبر الإبل بفعل الزمن.
بعثت الروح في الجثمان المتيبّس فتململ يبتغي النهوض. إنتصب واقفاً بعد برهة و خرج مترنحاً من قبره ثم بدأ يفرك جفنيه.
ساد الرعب و الهلع في أوساط زوار المسجد النبوي الشريف الذين تقهقروا للوراء من هول ما رأوا و قد خرسوا جميعاً لا يكادون يصدّقون ما يحدث.
بدأ محمد يجوب بنظره في المكان و يتأمل في الأنوار الساطعة المنبعثة من مختلف الثرايا المتلألئة و التي ينعكس سناها على السواري المزخرفة و الشبابيك المطلية بالذهب.
قال في نفسه متسائلاً: " أين أنا؟ و من هم هؤلاء؟... لابد أنها الجنة الموعودة...لكن... هل سبقني المؤمنون لجنة الخلد قبل أن أشفع لهم؟ ".
بدأ الحاضرون يستعيدون بعض رباطة الجأش و بدأوا يتهامسون فيما بينهم: "إنها معجزة...لقد بعث رسول الله... المهدي المنتظر...لقد بعث الحبيب الشفيع..."
تعالت الهمسات ببطء فأصبحت ضوضاء تتنامى في أرجاء المسجد، انتشر الخبر في باحة المسجد فتوافد المؤمنون ليشاهدوا معجزة بعث الرسول.
كل هذا و رسول الله منبهر مما تراه عيناه لا يكاد يصدق أنه من ضمن الفرقة الناجية.
إستأنس الرسول شيئاً فشيئاًً في نفسه القدرة على مخاطبة المؤمنين، فهمّ أن يلقي عليهم السلام.
رفع يديه للسماء حتى ظهر شعر إبطه، فعمّ صمت رهيب في رحاب المسجد...
و صرخ: " السلام عليكم يا من نجا من أمتي...لقد وجدتم ما وعد ربكم حقّاً "
فصاح الجمع الغفير في شبه انضباط كورالي:" و عليكم السلام يا رسول الله، صلى الله عليك و سلم تسليما ".

بعد أن تبددت الدهشة و الهلع من قلوب المؤمنين بهذا السلام، و حلت الفرحة محل الرهبة، هبّوا يتهافتون لتقبيل يديه و رجليه في تدافع و جلبة إلى أن أمرهم أن يكفوا عن ذلك.

محمد: ألا تكرموا وفادتي بلبن هذا المقام الطيب؟
مؤمن: بلى يا رسول الله، لبيك و سعديك. و التمر كمان.

و ما هي إلا برهة، و قبل أن يرتد إليه طرفه، حتى أحضروا للرسول أفضل لبن سعودي معبأ و أفضل التمور العراقية. صبّو له اللبن في كأس من فضة، فلم يكثرت لأمر كارطون التعبئة.
بعد أن روى ظمأه حمد الله و أثنى عليه و هو يهز رأسه منتشياً بمذاق لبن جنة النعيم.

محمد: و أين هي الحميراء؟ أين عائشة؟
مؤمن: هي بالقرب من هنا يا حبيب الله، في البقيع الطيب
محمد: الحمد و الشكر لله، كم أنا مشتاق إليها، لقد كنت أخشى عليها من الفتنة الكبرى بعدي... تركتها و هي في عز المراهقة لا خبرة لها
مؤمن: لقد نجت منها أم المؤمنين يا رسول الله ...أليست من المبشرين بالجنة؟
محمد: آه...لقد أنساني الله أني بشرتها,,, و أين أبوها الصديق؟
مؤمن: هو هنا كذلك معنا في هذا المقام السعيد
محمد: اللهم لك الحمد يا من لا تخلف وعدك.

بينما كان هذا الحوار يجري بين محمد و أحد المؤمنين، أخرج أحد الحضور هاتفه النقال ليبلغ خبر بعث الرسول من جديد لأحد معارفه. فلما رآه الرسول يتكلم بادر محاوره بالسؤال عن الأمر.
أجابه المؤمن: إنه الهاتف النقال يا رسول الله، تتكلم مع شخص و هو بعيد عنك و قد تراه و يراك.
محمد: هو ذا الهاتف الذي كان لدى جبريل عندما كان يأتيني على صورة دحية الكلبي إذن، لقد فهمت الآن كيف كان يتسلم الوحي من رب العزة. لقد منّ الله عليكم من فضله، فأكثروا من الحمد يا أهل هذه الرياض الطاهرة...
مؤمن: نحن في المدينة المنورة يا رسول الله و ليس الرياض...كم هو دمك خفيف يا حبيب الله...ههههه.
محمد: أنت أبو دمّ خفيف... دعنا نسميها المدينة المنورة عزيزي...ههههه (حتى بانت نواجذه).

(تضاحك القوم من مثل هكذا سوء تفاهم و هم لا يدركون.)
فجأة، دوى صوت المؤذن لصلاة العشاء عبر مكبرات الصوت حتى اهتزت له فرائص الرسول...
محمد: ...؟؟؟ ما هذا ؟؟؟
مؤمن: أذان صلاة العشاء يا نبي الله.
محمد: أما زلتم تقيمون الصلاة في هذا الفردوس؟
مؤمن: و هل نحيد عن سنة خير خلق الله؟
محمد: أنعم و أكرم...

بعد صلاة العشاء بإمامة المصطفى المختار الذي بدا ممتعضاً من كون الصلوات لا زالت مفروضة حتى في جنة الخلد، عادوا ليتحلقوا حوله لإتمام الحديث.

محمد: و ما لي لا أرى للحوريات أثراً ؟
مؤمن: هههه...الحوريات,,, إن للحريم جناح خاص للصلاة يا صفي الله كما أوصيتنا به.

محمد (في نفسه): حتى الحوريات يصلين في جناح خاص؟... سوف أطلب من ربي أن يعفينا و يعفيهن من هذه الصلوات...فمتى سنستمتع بهن إذن؟

بعد ساعة من الدردشة مع الحبيب و الكل منغمس في سوء تفاهم مضمر، حان وقت مغادرة المسجد النبوي لمصاحبة الرسول لأحد أفخر الفنادق لقضاء أول ليلة له (في الجنة حسب ظنه).
قبل خروجه من المسجد النبوي أتخذت جميع إجراءات السلامة من طرف الأمن السعودي، و اصطف لتحيته في الخارج جماهير غفيرة تتقدمها كل عشيرة آل سعود الذين أسقط في يدهم لأن مملكتهم قد ذهبت أدراج الرياح بعودة محمد. هذا إذا لم يصادر كل حساباتهم البنكية المشتتة في بقاع المعمورة.
لقد زينت الشوارع بسرعة البرق، و أزيلت كل الأعلام الخضراء الرسمية لتحل محلها الأعلام السوداء (أعلام القاعدة) و استبدل النشيد الوطني السعودي بنشيد طلع البدر علينا مرة أخرى... وجب الشكر علينا مرة أخرى... أيها المبعوث فينا جئت مرة أخرى...............
ـــــــــــ
أدعكم الآن في حفظ الله و رعايته مع هذه الأجواء الإحتفالية بعودة المصطفى الحبيب، و أترك لكل أحد منكم حرية تخيل بقية الأحداث.
لكن النهاية كانت مأساوية، فبعدما علم الرسول أنه عاد للحياة الدنيا و أنه ليس في جنة النعيم، و بعدما رأى كل المنجزات العلمية المبهرة التي وصل إليها الغرب و ما يقبع فيه أتباعه من ذل و مهانة و تخلف، و أن الكفار أتوا بالأحجار من القمر في حين أنه لم يأت و لو بنبقة واحدة من سدرة المنتهى، أصيب بذبحة قلبية نقل على إثرها لألمانيا، حيث لم ينفع معها علاج، فأسلم الروح لباريها مرة أخرى، و تمت إعادته لقبره الطاهر بالمسجد النبوي الشريف.
غير أن المسلمين ظلوا على حالهم مرة أخرى، يطوفون بالكعبة و يقبلون الحجر الأسود و يصلون على النبي كما صلى الله عليه و سلم تسليما.



#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل لي -ماذا ستقول لربك يوم القيامة- ؟
- كوسمولوجيا: كم هو صغير كون إله الإسلام
- ميتافزيقيا: لماذا لا يعلن الرب عن نفسه في هذه الدنيا، و تنته ...
- المرأة المقهورة بآيات القرآن
- كلنا وحوش
- رحلة الشوق للماضي و تكفير الإنتماء للمستقبل
- -الورطة المحمدية- أو لماذا لم يتبع محمد تعاليم موسى و المسيح ...
- ورطة - القرآنيين-
- وزن الكرة الأرضية
- دفاعا عن الشيطان
- قول في حق المرأة
- أسماء العرب المسلمين اليهودية الأصل
- المؤمن و الملحد هما في الهم سيان
- كن مسلما تفز بالجنة
- -إن شانئك هو الأبتر-
- كعبة مكة و قبة صخرة القدس


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عاد بن ثمود - عودة النبي محمد لعصرنا الحاضر