عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 00:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نزعة الوحشية تسكن تلابيب أدمغتنا المتعفنة بماض سحيق مفتول الظفائر على طريقة القتل و التنكيل و الإبادة المشروعة، و كأنه شرف يكرم ملامحنا المخزية التقاسيم.
نحن، بنو آدم، لا نكف عن إبادة مخلوقات تنهي مسارها في أطباقنا.
ليس هو هذا موضوعنا.
موضوعنا هو الآتي:
إعترض قافلة و اقتل و انهب، و سمها غزوة مباركة تقاتل معك فيها الملائكة، الجنود التي لا ترى لكنها لا تأخذ نصيبها من الغنيمة: الخمس لله و رسوله، هي ضريبة الرسالة المحمدية، ثم تنسحب الملائكة بعد تحقيقها للنصر، و يفوز الرسول و إلهه بحصتهما الموعودة، الخمس.
حديثنا عن الخمس الذي أوكله الله لنبيه محمد إقتطاعه من مخلوقاته البشرية.
لست أدري كيف يستفيد الله من خمس محمد؟
و هل بعثه لأنه محتاج لخدماته الخماسية؟
لنتصور الله – سبحانه و تعالى _ يمد يده المباركة لأخذ حصته الميمونة بما أفاء عليه رسوله.
و لنتصور الملائكة يقدمون لخالق الأكوان التمر و أثواب الحرير، مع قليل من أساور من ذهب و فضة، و الله – جل في علاه- مبسوط على أخذه نصيبه من الخمس.
لقد أصبح الله يشاركنا في الجرم، و في الوحشية.
إلاهنا أرسل لنا نبيا يعلمنا أن الله يعيش بالخمس و يسعد به.
الله لا يمكنه أن يكون سعيدا أو حزينا، أو غير مكتمل، لأن غياب هذه الصفات هي التي تميزه عنا، و إلا سقطت عنه صفة الألوهية. الله ليس جابيا للضرائب يستخلصها محمد " أشرف خلق الله". إذا كان تصورنا للإله على هذا الشكل، فمن نعبد بعده يا ترى؟
محمد؟
جبريل؟
أم الكلبي؟
عائشة؟ أم زينب بنت جحش؟
لعله عمر صاحب عثرات البغال.
ربما الهريرات و صاحبها المهرهر.
مع حفظ الألقاب.
كلنا – أو على الأقل معظمنا - مساهمون في هذا الإنحطاط الذي نعاني منه الآن.
من أسماء الله الحسنى التي أطلقها عليه المسلمون، إسم المعطي، و ليس المستخلص أو الجابي أو المحتاج...
تصوروا معي شخصا يسمي إبنه "عبد المستنفع" أو "عبد المستخلص" أو "عبد جابي الضرائب الدنيوية" أو "عبد ذي الخمس" و هلم أسماءا حسنى...
بالمناسبة، أعزي القراء في فقداننا لأحد أبرز الإقتصاديين المغاربة، المرحوم بنعلي، صاحب اللسان و الفكر الطليق. شمعة إنطفئت، في وقت، ما أحوجنا فيه للنور.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟