المؤمن و الملحد هما في الهم سيان

عاد بن ثمود

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المؤمن و الملحد هما في الهم سيان
لقد أوحى لي بهذا الموضوع المتواضع تساؤل أحد المرتادين لأحد المواقع العلمية التابعة لمجلة "علم و حياة" الفرنسية، حول جمال و روعة هذا التشكيل الرائع الذي تبديه مجرتنا درب التبانة أو اللبانة في ما يسمى "السديم" (Nebuleuse).
تساءل المتدخل – الذي يبدو من إسمه أنه عربي – أليس هذا يدل على أن لهذا الكون خالقا؟
سؤال يستدعي الإجابة.
سوف أترجم إجابتي عليه بهذا الشكل:
" حتى لو أن الكون لم يشتمل إلا على ذرة هيدروجين واحدة فسوف يظل السؤال مطروحا. لكن هل من الضروري طرح السؤال؟
نظرية السببية ستنطبق على الخالق، و إلا فإن تفكيرنا لا يخضع للمنطق.
على كل حال فهاذا لن يغير شيئا" إنتهى.
الإبهارات الكونية التي نصطلي بها فكرنا و نظرتنا للكون، لا تكتفي فقط بالفضاء الواسع الرهيب الأبعاد، نحن لدينا – على كرتنا الأرضية- إبهارات تعلمنا إياها أجنحة الفراشات، و نوايا القمل، و تبدل ألوان جلد السحليات...
أعود للموضوع فأقول: ماذا يفيدنا نحن المخلوقات المتعددة الأشكال و المرامي أن نقول بأن لهذا الكون خالقا؟
بماذا تفيدنا فكرة أن للوجود خالق؟
هذه الفكرة لن تفيدنا بشيء لأننا ليست لدينا القدرة على تغيير مسيرة الكون.
تاريخ الأديان السماوية معروف، لا يتعدى 5000 آلاف سنة، بينما تاريخ الإنسان العاقل المفكر (هومو سابيينس سابيينس) يناهز 200000 سنة.
ثم ماذا لو أن فكرك توصل لفكرة أن لهذا الكون خالقا عن طريق غيرك ممن يسمون الرسل؟؟؟
أنت في ورطة عزيزي المخلوق، لأنك أدليت بانهيار قيمتك ككائن حر و أدليت بكامل حرية تفكيرك للأنبياء الكذبة، و كلهم كذبة. غير أن فيهم الكذبة المنافحون قتلة ذويهم، و منهم من يكذبون و هم يتوهمون أنهم صادقون.
لنعد للفكرة الرئيسية، هل لهذا الكون من خالق؟
أعيد القول، علمنا أم لم نعلم، فهذا لن يفيدنا في شيء.
سواء كان لهذا الكون خالق أم لم يكن، فنحن دائما في ورطة من خلق من؟
و إلا فلم يعد للمنطق معنى، بما أننا نحتكم إليه.
أنا مخلوق – و أنتم كذلك – أتيت لهته الحياة و لم أستشر.
رحمك الله يا ابن الخيام.
الله ليس في حاجة للرسل لكي يبلغ رسالاته، و إلا فهو عاجز، و العجز ليس من صفة الآلهة.
نحن الآن سبعة ملايير من ساكني هذا الكوكب السابح في الفضاء، و كل يغني على ليلاه، و هنالك حروب و دماء أبرياء تسفك. أطفال، صبايا في عمر الزهور تملأ البيت مرحا و فرحا، و العيد بدون صخب الأطفال ...ليس عيدا هل الله يرضى على هذا الوضع.
تقبل مني إلاهي كامل اللعنات في العاشر من محرم الحرام.

#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات