عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 01:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ميتافزيقيا: لماذا لا يعلن الرب عن نفسه في هذه الدنيا،
و تنتهي المشكلة؟
كل الأديان في ورطة بدون استثناء، خصوصاً ما يسمى الديانات السماوية. و هي التي تدعو للتوحيد و تدعو لخير البشرية و خلاصها.
و كل المؤمنين بهذه الديانات هم ليسوا سوى أناس آمنوا بأقوال من هم مثلهم من بني الإنسان، كانت لهم الجرأة و "الوقاحة" على أن يدّعوا أنهم مرسلون من طرف الرب خالق الكون اللامتناهي.
لدى الإنسان خاصية غريبة من دون باقي الحيوانات، فهو الوحيد من ضمن الحيوانات الذي يصدق الخرافات و يبني لها المعابد و ليس الفيل أو الضفدع أو حتى القرد النسناس.
بل حتى النحلة الماهرة في بناء الخلايا السداسية خرّيجة مدرّجات الهندسة في كلية الطبيعة، لم تفكر في بناء معبد أو مذبح.
الإنسان وحده هو من لوث تصوره لهذا الكون بخلقه للآلهة.
الآلهة أصبحت عبءاً على تصور الإنسان لهذه الحياة,
فكيف أن هذه الآلهة التي استفاقت أخيراً من سباتها تبادر لاستدراك الوقت الضائع و تبعث لنا برسل "سماوية" في الخمسة آلاف سنة الأخيرة من هذا الوجود؟
إذا ما افترضنا أن فصيلة " هومو سابيينس سابيينس" أي " الإنسان العاقل العاقل" تعود لمأتي ألف سنة، فأين كان الإله غائباً خلال كل هذه المدة؟ و كيف أنه لم يرسل "رسله" إلا خلال ما يقارب خمسة آلاف سنة الأخيرة؟
ربما نسيت بأن من أسماء الرب في إحدى الديانات أنه "المضل".
يضلّ مخلوقاته لكي يحاسبها على فعلتها بعد ذلك.
حتى تصورنا لإله خالق لهذا الكون هو تصور معوّق. فكيف نطلب منه أن يكون عادلاً؟
كل من لا يتدبرون هذه الأفكار، إمّا أنهم ينافقون أنفسهم، أو أن الرب و رسله ينافقونهم، أو أن الرب ينافق الجميع.
ما هو المشكل لو أن الرب أعلن عن ذاته الآن أو قبل الآن ليحقن دماء مخلوقاته؟
أم أنه إله سادي يستمتع بإراقة الدماء؟
و لديه برنامج لاهوتي لشواء لحم المغرضين عن رسالاته (و ما أكثرها) لأنه يشتهي شم رائحة الهمبورغر الآدمي؟
هذا الإله المنحرف الذي خرج للتوّ من مخيلة مخلوقاته البشرية لا يمكن أن يستحق صفة الألوهية لأنه يستمتع بالرغبات و يضمر الشر لمن عاداه، و هي كلها صفات تخص بني الإنسان.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟